هؤلاء، لمّا دخل علي بن أبي عمران ونظرإلى الرضا (عليه السلام) بجنب المأمون قال:أعيذك بالله يا أميرالمؤمنين أن تخرج هذاالأمر الذي جعله الله لكم وخصّكم بهوتجعله في أيدي أعاديكم ومن كان آباؤكيقتلونهم ويشرّدونهم في البلاد. فغضبالمأمون وقال: يابن الزانية! وأنت بعد علىهذا، قدّمه يا فلان واضرب عنقه، فضرب عنقه.ثمّ دخل ابن يونس لعنه الله، فلمّا نظر إلىالرضا (عليه السلام) بجنب المأمون قال: ياأميرالمؤمنين! بجنبك صنم يعبد من دون الله.قال المأمون: يابن الزانية! وأنت بعد علىهذا، يا فلان قدّمه واضرب عنقه، فضرب عنقه.وكان آخر من دخل عيسى الجلودي وله حكاية معأبي الحسن الرضا (عليه السلام) وهو أنّ:
محمّد بن جعفر بن محمّد لمّا خرجبالمدينة، بعثه الرشيد إلى حربه وأمره إنظفر به أن يضرب عنقه وأن يخرب دور آل أبيطالب، وأن يسلب نساءهم ولا يدع على واحدةمنهنّ إلاّ ثوباً واحداً. ففعل الجلوديذلك، وكان ذلك بعد وفاة أبي الحسن موسى بنجعفر، فصار الجلودي إلى باب الرضا (عليهالسلام) وهجم على داره مع خيله، فلمّا نظرإليه الرضا (عليه السلام) جعل النساءكلّهنّ في بيت واحد ووقف على باب البيت،فقال الجلودي لأبي الحسن الرضا (عليهالسلام): أنا أسلبهنّ لك وأحلف أنّي لا أدععليهنّ شيئاً إلاّ أخذته. فلم يزل يطلبإليه ويحلف له حتى سكن، فدخل أبوالحسن(عليه السلام) فلم يدع عليهنّ شيئاً حتىأقراطهنّ وخلاخيلهنّ وإزارهنّ إلاّ أخذهمنهنّ وجميع ما كان في الدار من قليل وكثيروسلّم إلى الجلودي.
فلمّا كان في هذا اليوم وأدخل الجلودي علىالمأمون، قال الرضا (عليه السلام): ياأميرالمؤمنين! هب لي هذا الشيخ. فقالالمأمون: يا سيدي! هذا الذي فعل ببنات رسولالله ما فعل من سلبهنّ. فنظر الجلودي إلىالرضا (عليه السلام) وهو يكلّم المأمونويسأله أن يعفو عنه ويهبه، فظنّ أنّه يعينعليه لما كان بينه وبينه فقال الجلودي: ياأميرالمؤمنين! أسألك بالله وبخدمتيللرشيد أن لا تقبل قول هذا فيّ. فقالالمأمون: يا