فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: اللهمّ ياربّ أنت عظمت حقّنا أهل البيت، فتوسّلوابنا كما أمرت، وأمّلوا فضلك ورحمتكوتوقّعوا إحسانك ونعمتك فاسقهم سقياًنافعاً عاماً غير رائث ولا ضائر وليكنابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذاإلى منازلهم ومقارّهم.
قال: فوالله الذي بعث محمّداً بالحقّنبياً لقد نسجت الرياح الغموم، وأرعدتوأبرقت وتحرّك الناس كأنّهم يريدونالتنجّي عن المطر. فقال الرضا (عليهالسلام): على رسلكم أيها الناس، فليس هذاالغيم لكم، إنّما هو لأهل بلد كذا، فمضتالسحابة وعبرت، ثمّ جاءت سحابة أخرى تشتملعلى رعد وبرق فتحرّكوا فقال: على رسلكم،فما هذه لكم إنّما هي لأهل بلد كذا، فمازال حتى جاءت عشر سحابات وعبرت ويقول عليّبن موسى الرضا (عليه السلام) في كلّ واحدة:على رسلكم ليست هذه لكم، إنّما هي لأهل بلدكذا.
ثمّ جاءت سحابة أخرى سحابة حادية عشرةفقال (عليه السلام): أيها الناس! هذه بعثهاالله عزّوجلّ لكم، فاشكروا الله تعالى علىتفضّله عليكم، وقوموا إلى منازلكمومقارّكم، وهي ممسكة عنكم إلى أن تدخلوامقارّكم، ثمّ يأتيكم من الخير ما يليقبكرم الله تعالى وجلاله، ونزل، فانصرفالناس، فما زالت السحابة ممسكة إلى أنقربوا من منازلهم، ثمّ جاءت بوابل المطر،فملأت الأودية والحياض والغدرانوالفلوات، وجعل الناس يقولون: هنيئاً لولدرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)كرامات الله عزّوجلّ.
ثمّ برز إليهم الرضا (عليه السلام) وحضرتالجماعة الكثيرة منهم فقال: أيها الناس!اتقوا الله في نعم الله عليكم فلا تنفروهاعنكم بمعاصيه، بل استديموها بطاعته وشكرهعلى نعمه وأياديه، واعلموا أنّكم لاتشكرون الله عزّوجلّ بشيء بعد الإيمانبالله وبعد الإعتراف بحقوق اولياء الله منآل محمّد رسول الله أحبّ إليكم منمعاونتكم لإخوانكم المؤمنين على دنياهمالتي مُعبرتهم إلى جنان ربهم، فإنّ من فعلذلك كان