نور الأبصار فی أحوال الأئمة التسعة الأبرار نسخه متنی

سنن نبيّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتىدعاك الله إلى جواره فقبضك إليه باختياره:

نصبهم الله أئمّة إزاحة للعلّة، وتأكيداًللأدلّة، وإظهاراً للملّة ليظهره علىالدين كلّه ولو كره المشركون، وهم خلفاءرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)وأوصياؤه وعددهم عدد نقباء بني إسرائيلوعدد شهور السنة (إنّ عدّة الشهور عند اللهاثنا عشر شهراً في كتاب الله)(1) وكلّ منهمإمام بنصّ من إمام قبله صغيراً كان أمكبيراً، شيخاً كان أم شابّاً، ولا يقالإنّه صغير أو طفل أو غير ذلك.

عن إبراهيم بن أبي محمود قال: كنت واقفاًعند رأس أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا(عليه السلام) بطوس، قال له بعض من كانعنده: إن حدث حدث فإلى من؟ قال: إلى ابنيمحمّد، وكأنّ السائل استصغر سنّ أبي جعفرالجواد (عليه السلام) فقال له عليّ بن موسى(عليه السلام): إنّ الله بعث عيسى ابن مريم(عليه السلام) نبيّاً ثابتاً بإقامةشريعته في دون السنّ الذي أقيم فيه أبوجعفر ثابتاً على شريعته.

عن عبدالله بن جعفر قال: دخلت على الرضا(عليه السلام) أنا وصفوان بن يحيى وأبوجعفر (عليه السلام) قائم قد أتى له ثلاثسنين، فقلنا له: جعلنا فداك وأعوذ بالله إنحدث حدث فمن يكون بعدك؟ قال: ابني هذاوأومى إليه. قال: فقلنا له: وهو في هذاالسنّ؟ قال: نعم، وهو في هذا السنّ، إنّالله تبارك وتعالى احتجّ بعيسى (عليهالسلام) وهو ابن سنتين.

عن يحيى الصنعاني قال: دخلت على أبي الحسنالرضا (عليه السلام) وهو بمكة وهو يقشّرموزاً ويطعم أبا جعفر (عليه السلام); وهوطفل، فقلت له: جعلت فداك! هذا المولودالمبارك؟ قال: نعم يا يحى، هذا المولودالذي لم يولد في الإسلام مثله مولود أعظم

(1) التوبة 36.