روى المسعودي عن يحيى بن هرثمة قال:وجّهني المتوكل إلى المدينة لإشخاص عليّبن محمّد الهادي (عليه السلام) لشيء بلغهعنه، فلمّا صرت إلى المدينة ضجّ أهلهاوعجّوا ضجيجاً وعجيجاً ما سمعت مثله، ماأشبه بيوم خرج الحسين (عليه السلام) منالمدينة ضجّ الناس ضجّة عظيمة من الرجالوالنساء والصغير والكبير، فجعلت أسكنهموأحلف أنّي لم أؤمر فيه بمكروه وفتشت بيتهفلم أصب فيه إلاّ مصحفاً ودعاء، وما أشبهذلك.
وفي تذكرة السبط: فلم أجد فيه إلاّ مصاحفوأدعية وكتب العلم، فعظم في عيني وتولّيتخدمته بنفسي وأحسنت عشرته حتى وصل سرّ منرأى، فلمّا وصل إليها تقدّم المتوكل بأنيحجب عنه في يومه، فنزل في خان يقال له (خانالصعاليك) وأقام به يومه ثمّ تقدّمالمتوكل بإفراد دار له فانتقل إليها.
وفي عيون المعجزات: روي أنّ بريحة العباسىكتب إلى المتوكل إن كان لك في الحرمين حاجةفاخرج عليّ بن محمّد منها، فإنّه قد دعاالناس إلى نفسه، وأتبعه خلق كثير. فلمّاوصل الكتاب إلى المتوكل أنفذ يحيى بنهرثمة وكتب معه إلى أبي الحسن (عليهالسلام) كتاباً جيداً يعرّفه أنّه قداشتاق إليه، وسأله القدوم عليه، وقدم يحيىالمدينة وبدا ببريحة وأوصل الكتاب إليه،ثمّ ركبا جميعاً إلى أبي الحسن (عليهالسلام) وأوصلا إليه كتاب المتوكل،فاستأجلهما ثلاثة أيام، فلمّا كان بعدثلاثة ايام أقبلا إليه فوجدا الدواب مسرجةوالأثقال مشدودة قد فرغ منها، فخرج (عليهالسلام) متوجهاً إلى العراق ومعه يحيى بنهرثمة.
فلمّا نزل بسرّ من رأى كان المتوكل يجهدفي إيقاع حيلة بأبي الحسن (عليه السلام)،ويعمل على الوضع من قدره في عيون الناسبكلّ ما يمكنه، فلا يتمكّن من ذلك، وله معهأحاديث وقضايا يطول بذكرها الكتاب فيهاآيات له (عليه السلام) ودلالات، فلا بأسبذكر بعضها تبصرة للمتبصّرين.