الموت أم مصيبة جدّه الحسين لمّا أقبل علىولده عليّ الأكبر رآه مشقوق الرأس مقطّعاًبالسيوف والرماح والنبال وقد فارقت روحه،انكبّ عليه وصرخ: وا ولداه وا عليّاه.
ولمّا خرج أبوالحسن الهادي (عليه السلام)إلى ولده إلى بلد خرج من سرّ من رأى من آلأبي طالب وبني العباس وقريش وبني هاشم مايقرب من مائة وخمسين رجلاً سوى مواليهوساير الناس، واجتمع أهل البلد معهموحملوا جنازته وغسّلوه وحنّطوه وكفنوهوصلّى عليه الإمام (عليه السلام) ودفنوه فيقبره.
قال المفيد: توفي أبو جعفر السيد محمّد فيحياة أبيه فجاء أبوه فوضع له كرسي فجلسعليه وأبو محمّد قائم في ناحية مشقوقالجيب، فلمّا فرغ من غسل أبي جعفر السيدمحمّد إلتفت أبوالحسن إلى أبي محمّد وقال:يا بني! أحدث لله شكراً فقد أحدث فيك امراً;يعني أمر الإمامة، فلمّا قال له أبوه ذلكبكى واسترجع وقال: إنّا لله وإنّا إليهراجعون الحمد لله ربّ العالمين إيّاه أشكرتمام نعمه علينا.
في الخبر: كان أبو محمّد العسكري يأنسبأخيه السيد محمّد وشقّ جيبه عليه يوموفاته.
هذا حال العسكري في فقد أخيه إذاً ما حالالحسين (عليه السلام) يوم وقف على أخيهالعباس وشقيقه ورآه مقطوع اليدين مضروباًعلى رأسه بعمود وقف منحنياً ووضع يده علىخاصرته وصرخ: الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي.
ولمّا عيب على أبي محمّد في شقّ الجيب قال:شقّ موسى على أخيه ولقد شقّ العسكري جيبهمرّتين: مرّة في وفاة أخيه ومرّة عند موتأبيه، وزينب سلام الله عليها شقّت جيبهالمّا رأت قضيب الخيزران على شفتي أخيهاالحسين (عليه السلام) (ألا لعنة الله علىالظالمين)(1).
(1) هود 18.