إلاّ ما أخرجت إليّ هذه الخشف التياصطدتها اليوم، فأخرجها فوضعها بين يديأمّها فأرضعها، ثمّ قال عليّ بن الحسين(عليه السلام): أسألك يا فلان لما وهبت ليهذه الخشف. قال: قد فعلت. قال: فأرسل الخشفمع الظّبية، فنهضت الظّبية وتبصبصتوحرّكت ذنبها، فقال عليّ بن الحسين:أتدرون ما تقول الظّبية؟ قالوا: لا. قال:إنّها تقول: ردّ الله عليكم كلّ غائب لكم،وغفر لعليّ بن الحسين كما ردّ عليّ ولدي.
في البحار أيضاً أنّ زين العابدين (عليهالسلام) كان يخرج إلى ضيعة له، فإذا هوبذئب أمعط أعبس قد قطع على الصّادروالوارد، ولمّا نظر الذئب إلى الإمام(عليه السلام) دنا منه ووعوع، فقال: إنصرففإنّي أفعل إن شاء الله، فانصرف الذّئب،فقيل له: ما شأن الذئب؟ فقال (عليه السلام):أتاني وقال: زوجتي عسر عليها ولادتها،فأغثني وأغثها بأن تدعو بتخليصها ولك اللهعليّ أن لا أتعرّض أنا ولا شيء من نسليلأحد من شيعتك، ففعلت.
ومن معجزاته تكلّم حجر الأسود معه كما فيالبحار عن أبي خالد الكابلي قال: دعانيمحمّد بن الحنفية بعد قتل الحسين (عليهالسلام) ورجوع عليّ بن الحسين (عليهالسلام) إلى المدينة وكنّا بمكّة فقال: صرإلى عليّ بن الحسين (عليه السلام) وقل له:إنّي أكبر ولد أميرالمؤمنين (عليه السلام)بعد أخوي الحسن والحسين، وأنا أحقّ بهذاالأمر منك، فينبغي أن تسلّمه إليّ، وإنشئت فاختر حاكما نتحاكم إليه.
فصرت إليه وأدّيت الرسالة، فقال: إرجعإليه وقل له: يا عم! إتق الله ولا تدع ما لميجعله الله لك، فإن أبيت فبيني وبينكالحجر الأسود، فمن أجابه الحجر فهوالإمام، فرجعت إليه بهذا الجواب، فقال له:قد أجبتك.
قال أبو خالد: فدخلا جميعاً وأنا معهماحتى وافينا الحجر الأسود، فقال عليّ بنالحسين (عليه السلام): تقدّم يا عمّ فإنّكأسن فاسأله الشهادة لك، فتقدم محمّد وصلّىركعتين ودعا بدعوات ثمّ سأل الحجربالشّهادة إن كانت الإمامة له، فلم يجبه