نور الأبصار فی أحوال الأئمة التسعة الأبرار نسخه متنی

بشيء. ثمّ قام عليّ بن الحسين (عليهالسلام) وصلّى ركعتين ثمّ قال: أيّها الحجرالذي جعله الله شاهداً لمن يوافي بيتهالحرام من وفود عباده! إن كنت تعلم أنّيصاحب الأمر وأنّي الإمام المفترض الطاعةعلى جميع عباد الله فاشهد لي ليعلم عمّيأنّه لا حقّ له في الإمامة.

فأنطق الله الحجر بلسان عربيّ مبين فقال:يا محمّد بن علي! سلّم الأمر إلى عليّ بنالحسين فإنّه الإمام المفترض الطاعة عليكوعلى جميع عباد الله دونك ودون الخلقأجمعين; فقبّل محمّد بن الحنفية رجله وقال:الأمر لك.

وقيل: إنّ ابن الحنفية إنّما فعل ذلكإزاحة لشكوك الناس في ذلك.

وفي رواية أخرى: إنّ الله أنطق الحجر وقال:يا محمّد بن علي! إنّ عليّ بن الحسين حجّةالله عليك وعلى جميع من في الأرض ومن فيالسماء مفترض الطاعة فاسمع له وأطع. فقالمحمّد: سمعاً وطاعة يا حجّة الله في أرضهوسمائه.

روي أنّ الحجّاج بن يوسف لمّا خرّب الكعبةبسبب مقاتلة عبدالله ابن الزبير، ثمّعمروها، فلمّا أعيد البيت وأرادوا أنينصبوا الحجر الأسود، فكلّما نصبه عالم منعلمائهم أو قاض من قضاتهم أو زاهد منزهّادهم يتزلزل ويضطرب ولا يستقرّ الحجرفي مكانه، فجاء عليّ بن الحسين (عليهالسلام) وأخذه من أيديهم وسمّى الله ثمّنصبه فاستقرّ في مكانه، وكبّر الناس، ولقدألهم الفرزدق في قوله:

ومن معجزاته (عليه السلام) في البحار: كانقائما يصلّي فوقع ابنه محمّد (عليه السلام)وهو طفل صغير في البئر في داره بالمدينة،بعيدة القعر، فسقط فيها، فنظرت إليه أمّهفصرخت وأقبلت نحو البئر تضرب بنفسها حذاءالبئر وتستغيث وتقول: يابن رسول الله! غرقولدك محمّد، وهو لا ينثني عن صلاته، وهويسمع اضطراب ابنه في قعر الماء، فلمّا طالعليها ذلك قالت حزناً على ولدها: ما أقسىقلوبكم يا أهل بيت رسول