السلام عليك يا زين العابدين. فردّ (عليهالسلام) وقال له: يا ملك الموت! أعد روح هذهالمرأة إلى جسدها، فإنّها كانت قاصدةإلينا، وإنّي قد سألت ربي أن يبقيهاثلاثين سنة أخرى، ويحييها حياة طيّبةلقدومها إلينا زائرة لنا. فقال الملك:سمعاً وطاعة لك يا وليّ الله، ثمّ أعادروحي إلى جسدي، وأنا أنظر إلى ملك الموت قدقبّل يده (عليه السلام)وخرج عنّي.
فأخذ الرجل بيده زوجته وأدخلها إليه (عليهالسلام) وهو مابين أصحابه، فانكبّت علىركبتيه تقبّلهما وهي تقول: هذا واللهسيّدي ومولاي، وهذا هو الذي أحياني اللهببركة دعائه. قال: فلم تزل المرأة مع بعلهامجاورين عند الإمام (عليه السلام) بقيّةأعمارهما إلى أن ماتا رحمة الله عليهما.
ومن معجزاته ما روى البرسي في (مشارقالأنوار) أنّ رجلاً قال لعليّ بن الحسين(عليه السلام): بماذا فضّلنا على أعدائناوفيهم من هو أجمل منّا؟ فقال له الإمام(عليه السلام): أتحبّ أن ترى فضلك عليهم؟فقال: نعم. فمسح يده على وجهه وقال: أنظر،فنظر فاضطرب وقال: جعلت فداك ردّني إلى ماكنت، فإنّي لم أر في المسجد إلاّ دبّاًوقرداً وكلباً، فمسح يده على وجهه فعادإلى حاله.
ومن معجزاته ما روي في البحار عن ثابتالبناني قال: كنت حاجّاً مع جماعة عبّادالبصرة مثل أيّوب السجستاني وصالح المريوعتبة الغلام وحبيب الفارسي ومالك بندينار، فلمّا أن دخلنا مكّة رأينا الماءضيّقاً، وقد اشتدّ بالناس العطش لقلّةالغيث، ففزع إلينا أهل مكّة والحجّاجيسألوننا أن نستسقي. فأتينا الكعبة وطفنابها ثمّ سألنا الله خاضعين متضرّعين بها،فمنعنا الإجابة، فبينما نحن كذلك إذا نحنبفتىً قد أقبل قد أكربته أحزانه، وأقلقتهأشجانه، فطاف بالكعبة أشواطاً. ثمّ أقبلعلينا فقال: يا مالك بن دينار ويا ثابتالبناني ويا أيّوب السجستاني ويا صالحالمري ويا عتبة الغلام ويا حبيب الفارسيويا سعد ويا عمر