بشيء، فلمّا قدمت على أبي جعفر (عليهالسلام) قال لي: يا أبا بصير أيّ شيء قلتللمرأة؟ فقلت بيدي هكذا، يعني غطّيت وجهي.فقال: لا تعودنّ إليها.
وفي خبر: قال لأبي بصير: أبلغها السلامفقل: أبو جعفر يقرؤك السلام ويقول: زوّجينفسك من أبي بصير. قال: فأتيتها فأخبرتها،قالت: الله قال لك أبو جعفر هكذا؟ فحلفتلها، فزوّجت نفسها منّي.
قال محمّد بن مسلم: قال لي أبو جعفر (عليهالسلام): لئن ظننتم أنّا لا نراكم ولا نسمعكلامكم، لبئس ما ظننتم، لو كان كما تظنّونأنّا لا نعلم ما أنتم عليه وفيه، ما كانلنا على الناس فضل. قلت: أرني بعض ما استدلّبه. قال: وقع بينك وبين زميلك بالربذة حتىعيّرك بنا وبحبّنا ومعرفتنا. قلت: إي واللهلقد كان ذلك. قال: فتراني قلت باطلاع الله،ما أنا بساحر ولا كاهن ولا بمجنون، لكنّهامن علم النبوّة، ونحدّث بما يكون.
قلت: من الذي يحدّثكم بما نحن عليه؟ قال:أحياناً ينكت في قلوبنا وينقر(1)في آذاننا،ومع ذلك فإنّ لنا خدماً من الجنّ مؤمنين،وهم لنا شيعة، وهم لنا أطوع منكم. قلت: معكلّ رجل واحد منهم؟ قال: نعم، يخبرنا بجميعما أنتم عليه.
وفيه: قال الأسود بن سعيد: كنت عند أبيجعفر (عليه السلام) فقال ابتداء من غير أنأسأله: نحن حجّة الله ونحن وجه الله ونحنعين الله في خلقه، ونحن ولاة أمر الله فيعباده، أترون ليس منّا معكم أعين ناظرةوأسماع سامعة، بئس ما رأيتم، والله لايخفى علينا شيء من أعمالكم، فأحضروناجميعاً وعوّدوا أنفسكم الخير وكونوا منأهله تعرفوا، فإنّي بهذا آمر ولدي وشيعتي.ثمّ قال: إنّ بيننا وبين كلّ أرض تُرا(2)
(1) ويوقر.
(2) تُرا بالضم خيط البناء.