وقصّهما حسن، فلو كان فيهما حياة لألّمالإنسان من قصّهما. وجعل طيّ الركبة إلىخلف الإنسان لأنّ الإنسان يمشي إلى ما بينيديه فتعتدل الحركات، ولولا ذلك أسقط فيالمشي. وجعلت القدم منحصرة لأنّ الشيء إذاوقع جميعه على الأرض ثَقُلَ ثُقْلُ حجرالرحى، وإذا كان على حرفه دفعه الصبي،وإذا وقع على وجهه صعب ثقله على الرجال. فقال الهندي: من أين لك هذا العلم؟ فقال(عليه السلام): أخذته عن آبائي عن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن جبرئيل عنرب العالمين جلّ جلاله الذي خلق الأجساموالأرواح. فقال الهندي: صدقت، وأنا أشهد أن لا إلهإلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله عبده،وأنّك أعلم أهل زمانك. أقول: إنّ هذا الكافر لمّا سمع من علومه ماسمع، وشهد ما شهد بصّره الله من العمايةوأنقذه من الغواية وهداه الله إلى الدينالقويم والطريق المستقيم، والعجب من ذاكالشقي الملحد الزنديق الذي بمحضره أسلمهذا النصراني وهو بعينه قد رأى من هذاالإمام من الآيات والمعجزات والكرامات مالا تعدّ ولا تحصى، وهو لم يتبصّر ولميتنبّه، بل زاده كفراً وعتوّاً ونفوراً،ولم يزل يسعى في إيذاء هذا الإمام وإهانتهوظلمه وسبّه وشتمه حتى قتله بالسمّ وماتمسموماً. وأشقى من هذا اللعين، يزيد الفاسق الكافرالعنيد الذي رأى بعينه من الرأس الشريفآيات عديدة، ومعجزات باهرة، ولم يتبصّر،وما رقّ قلبه القسي، وقد رقّ عليه اليهودوالمجوس والنصارى. قال في البحار: إنّه كان في مجلس يزيد هذاحبر من أحبار اليهود، فقال: من هذا الغلام؟وأشار إلى عليّ بن الحسين، فقال: هو عليّبن الحسين. قال: فمن الحسين؟ قال: ابن عليّبن أبي طالب. قال: فمن أمّه؟ قال: فاطمة بنتمحمّد. قال: يا سبحان الله! وهذا ابن بنتنبيّكم قتلتموه في هذه السرعة، بئس ماخلّفتموه في