آية الاستمتاع تفيد النكاح الدائم لوجوه أربعة
روى مجاهد(1) والحسن(2)، في قوله تعالى: (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن..)(3) قالوا: النكاح، وقالوا: إن مرادهما به هو خصوص الدائم.ونقول: لا يمكن الجزم بذلك، لأن الاستمتاع أيضاً نكاح كما سترى.غير أن الأمر لا ينحصر بهؤلاء، فإن البعض من غيرهم أيضاً(4) قد ذهبوا إلى إرادة النكاح الدائم، استناداً إلى قرينة السياق.. قبلها وبعدها، حيث إنه تعالى: إنما يتحدث عن الزواج الدائم مع ملاحظة التفريع بالفاء، ثم ترتيب الإحصان على الاستمتاع.(1) التمهيد ج 9 ص 122، وفتح القدير ج 1 ص 449.(2) فتح القدير ج 1 ص 449.(3) سورة النساء / الآية 24.(4) هو الجصاص في أحكام القرآن ج 2 ص 179 و 180 وقال في البحر الزخار ج 4 ص 22 حول الآية: «قلنا: أراد النكاح، جمعاً بين الأدلة» ونسب الرازي ذلك في التفسير الكبير ج 10 ص 49 إلى أكثر علماء الأمة، وراجع شرح الموطأ للرزقاني ج 4 ص 47، والاعتصام بحبل الله المتين ج 3 ص 201، وزاد المسير في علم التفسير ج 2 ص 54، وروح المعاني ج 5 ص 7.