سوق فی ظل الدولة الإسلامیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وسئل ابن المبارك عن الغوغاء، فقا.«القصاص الذين يستأكلون أموال الناس بالكلام[58].وواضح: أن هذا منه عليه السلام قد كان إجراءً تدبيرياً، وأمراً ولايتيّاً، من حيث هو حاكم وولي، له أن يمنع من كل ما يضر بالنظام، ويفسد أمر الناس بصورة عامة.وأما أن يقص على الناس الحق فلا ضير فيه ولا غضاضة، فإن ذلك هو طريق القرآن وأسلوبه: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}.وقد قال سعد الإسكاف لأبي جعفر عليه السلام: إني أجلس، فأقص، وأذكر حقكم، وفضلك.قال: «وددت: أن على كل ثلاثين ذراعاً قاصاً مثلك»[59].وأخيراً.. فكما حارب أمير المؤمنين عليه السلام الارتزاق عن هذا الطريق المضر والفاسد، كذلك هو قد حارب الارتزاق عن طريق إظهار الزهد، والعبادة والإعراض عن الدنيا، إذ يروى: «أنه أخرج الحسن البصري من المسجد. ومنعه من التكلم في التصوف»[60].الاختبار أولا.لكن ابن الأخوة قد قال في مقام الحديث عن امتحان من يتصدى للوع.«ويمتحن بمسائل يسأل عنها، من هذه الفنون، فإن أجاب وإلا منع، كما اختبر الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه الحسن البصري رحمه الله تعالى، وهو يتكلم على الناس، فقال له: ما عماد الدين؟ فقال: الور.قال: فما آفته؟ قال: الطم.قال: تكلم الآن إن شئت..»[61].ومعنى ذلك هو تشريع اختبار من يتصدى لأمور تمس الشخصية الاجتماعية، وتؤثر عليها، فلا يسمح لأحد بممارستها، وبالارتزاق عن طريقها، إلا بعد إجراء امتحان للمتصدي، ونجاحه فيه.