الفصل السادس التفتيش والرقابة - سوق فی ظل الدولة الإسلامیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سوق فی ظل الدولة الإسلامیة - نسخه متنی

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الفصل السادس التفتيش والرقابة

الرقابة على السوق:

وبعد.. فإن ما يتوخاه الإسلام من السوق، ومن التجار، وكذلك، شمولية أحكام الإسلام لمختلف الحالات، ودقائق الأمور في المبادلات المالية، ثم مسؤوليات الدولة تجاه ذلك كله، في مقام ضبط الأمور، وإعطائها صفة التنفيذ والإجراء ـ إن ذلك كله ـ يحتم وجود رقابة دقيقة وواعية وشاملة، تمكن الحاكم المسلم من الانسجام مع ذلك، والتفاعل معه بنحو منتج وبناء وفاع.

وقد رأينا: أن هذه الرقابة تتخذ عدة اتجاهات.

الإتجاه الأول:

الاستفادة من الرقابة والضمانة الذاتية، على النحو الذي قدمناه في أوائل هذا البحث.. ونستطيع أن نعتبر ما ينقله لنا التاريخ من التركيز على مواصلة الحضور في الأسواق، والتجوال فيها سوقاً سوقاً، وموعظة التجار، ونصيحتهم، وتذكيرهم بما يجب عليهم.. يمكن أن نعتبر ذلك من هذا القبيل.

قال الزمخشري: «خرج علي رضي الله عنه يوماً؛ فقام على القصابين؛ فقال: يا معشر القصابين، من نفخ شاة؛ فليس منا..»[195].

وكان أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام يطوف في جميع أسواق الكوفة كل يوم بكرة سوقاً، سوقاً، ومعه الدرة على عاتقه، فيعظ الناس، ويذكرهم بما يجب عليهم، ثم يرجع ويقعد للنا.

وزاد في بعض المصادر: فكانوا إذا نظروا إليه، أمسكوا أيديهم، وأصغوا إليه، بآذانهم، ورمقوه بأعينهم، حتى يفرغ من كلامه، فإذا فرغ، قالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين[196].

وكان يدخل مختلف الأسواق: سوق التّمارين، وسوق الإبل، وسوق الكرابيس، وسوق السمك، وغير ذلك.

فيأمرهم بتقوى الله، وبالحلم، وبالتناهي عن الكذب، واليمين، وبالسهولة، وأخذ الحق، وإعطائه، وإيفاء الكيل، والوزن، وحسن البيع، وأن لا يبخسوا الناس أشياءهم، وعدم النفخ في اللحم[197].

ولربما لا يتاح له ذلك في كل يوم، فيتركهم أياماً، ثم يرجع إليهم، ويفعل كما فعل أولاً[198].

/ 96