وقد روي: أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، مر بصبرة طعام، فأدخل يده فيها، فنالت بللاً، فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟! فقال: أصابته السماء[206] يا رسول الله.فقال: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش، فليس منا[207].وفي نص آخر: أنه صلى الله عليه وآله مد يده إلى صبرة طعام، فأخرج طعاماً ردياً، فقال لصاحب الطعام: «ما أراك إلا وقد جمعت خيانة، وغشاً للمسلمين»[208].فيستفاد من ذلك: أن للحاكم المهيمن على شؤون المسلمين أن يبادر إلى عمليات تفتيش مفاجئة، من دون مراعاة رضا من تتعرض سلعته للتفتيش.كما ويلاحظ هنا: أنه صلى الله عليه وآله قد اعتبر من يغش في سلعته خائناً للمسلمين، وهو جرم آخر غير نفس غشه لهم، وذلك أمر مرفوض إسلامياً، ولو بمثل أن يجعل ما أصابه المطر تحت الجا.