وواضح: أنه لو حدثت ضرورة تقضي بفرض العشور أو أكثر منها أو أقل: كعدو غازِ، يريد أن يهلك الحرث والنسل، والمخمصة العامة، التي لا تبقي ولا تذر، كما مثل به العلامة الطباطبائي رحمه الله[189] ـ فيمكن فرضها وجبايتها مع ملاحظة أن الضرورات تقدر بقدرها في الزمان وفي المقدار، ولابد من رفعها بمجرد ارتفاع الضرورة.ويمكن أن نستفيد ذلك مما كتبه أمير المؤمنين عليه السلام في عهده للأشتر، وهو يوصيه بأهل الخراج، وتخفيف المؤونة عنهم، قال عليه السلا.«معتمداً فضل قوتهم، بما ذخرت عندهم، من إجمامك لهم، والثقة منهم بما عودتهم من عدلك عليهم، في رفقك بهم، فربما حدث من الأمور ما إذا عولت فيه عليهم من بعد، احتملوه، طيبة أنفسهم به، فإن العمران محتمل ما حملته الخ..»[190].