التجوال في الأسواق، والتدخل بمجرد رؤية أية مخالفة، أو تعدِ، ولهذا شواهد كثيرة وقد أوردنا في هذا البحث شطراً كبيراً منها، مثل: نهي الإمام أبي الحسن الأول هشاماً عن البيع في الظلال، حينما رآه يفعل ذلك.. وكالذي أمره رسول الله صلى الله عليه وآله أن يبيع سلعته في أول السوق، وكطرد علي عليه السلام للقاص من المسجد، وكحديث رسول الله صلى الله عليه وآله مع المحتكرين، حين مر عليهم، وأمر بحكرتهم أن تخرج من السوق، وكهدم علي للدور التي بنيت في السوق، وحرقه البيادر المحتكرة، وهدم الدكاكين، التي بنيت في السوق، وحديث إدخال النبي صلى الله عليه وآله يده إلى صبرة الطعام لاستخراج الغش إلى غير ذلك مما لا مجال لتتبعه في عجالة كهذه.
ولكننا نشير هنا إلى الحوادث التالية:
1 ـ أخذ الحق للمظلوم الضعيف:
فإن علياً كما قدمنا كان يطوف في الأسواق كل يوم تقريباً سوقاً سوقاً.. ففي إحدى المرات، وجد جارية تبكي هناك، لأن التمار الذي اشترت منه، رفض إرجاع التمر، الذي لم يقبل به سيده.فأمر عليه السلام التمّار برد التمر، لأنها خادمة، وليس لها أمر، فرفض التمار ذلك، ودفع علياً عليه السلام، ثم لما علم بأنه إنما دفع أمير المؤمنين عليه السلام، عاد ورد التمر، ودفع إليها درهمها[199].وحسب نص آخر: أنه لما سأل عليه السلام المرأة التي تخاصم ذلك التمار عن شأنها، قالت: يا أمير المؤمنين، اشتريت من هذا تمراً بدرهم، وخرج أسفله ردياً، وليس مثل الذي رأي.قال: فقال: رد عليها. فأبى، حتى قالها ثلاثاً، فعلاه بالدرة حتى رد عليها، وكان يكره أن يجلل التمر[200].