الضمانات الخارجية السلطوية: - سوق فی ظل الدولة الإسلامیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سوق فی ظل الدولة الإسلامیة - نسخه متنی

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وفيما يرتبط بالموضوع الذي نحن بصدده، فإن الإسلام قد جعل الشؤون المالية للإنسان المسلم خاضعة لأحكام شرعية يترتب عليها الثواب والعقاب، فحرم عليه الغش، واعتبره خروجاً عن جماعة المسلمين: «من غشنا فليس منا»[14]، ونهاه عن بخس المكيال والميزان، وعن غبن المسترسل، وغير ذلك.

وأمره بتقوى الله، وإقالة النادم وصدق اللسان، وإعطاء الحق، وأخذه وغير ذلك.

ووعد بعقاب المخالف، ومثوبة المطيع.. إلى غير ذلك مما يدخل في إطار التركيز على إيجاد الدافع الذاتي، من خلال ربط ذلك بالله سبحانه، كسائر الأحكام، التي جعلها الله جل وعلا، مما لا يتسنى فيه الوصول إلى الهدف المتوخى منه بواسطة الهيمنة من الخارج إلا في حدود معينة، وتبقى هناك مساحة كبيرة يستطيع من تسوِّل له نفسه أن يستفيد من ضبابيتها لتمرير مخالفاته المضرة بالمجتمع وبالإنسان ضرراً بالغاً وأكيداً.

وليس هناك من قوة خارجية تستطيع السيطرة على الإنسان في سلوكه، وممارساته ضمن هذه المساحة، إلا إذا كانت هي الضمانة الذاتية والقسر النابع من وجدان الإنسان نفسه، وفقاً للقناعات التي حصل عليها بالمبدأ الأعلى وبالمعاد، وبالدين، حيث لا يجد الإنسان المؤمن بها محيصاً عن أن يلزم نفسه بما يوفر له الأمن، والسلام لنفسه، والطمأنينة لمصيره الذي لا يجد بداً من الانتهاء إليه، والقدوم عليه.

الضمانات الخارجية السلطوية:

ونقصد بالضمانات الخارجية السلطوية، الجهد الذي تبذله السلطة، والدولة، أو كل من له الحق في ذلك، حتى مثل الأب في الأسرة، ورب العمل بالنسبة إلى دائرة عمله، مما يدخل في نطاق التنفيذ والإجراء الصحيح، لما اعتُبِر قانوناً، أو ضابط.

وهذه الضمانات من شأنها أن تساعد على جعل العمل أو الحركة، في الاتجاه الصحيح، الذي يراد له أن يكون فيه.

وما يهمنا في بحثنا هنا هو ما يتصل بأمر هذه الضمانة السلطوية بالذات، أعن.

الهيمنة على السوق، وضبط الحالة التجارية للمجتمع، الذي يخضع لسلطة الشريعة، المعبر عنها بالدولة الإسلامي.

نقول هذا.. مع ملاحظة: أن هذه الضمانة أيضاً تستمد جانباً كبيراً من قوتها وفعاليتها، من الضمانة الذاتية وروافدها، لأن سلطة الحاكم المسلم، والولي الفقيه، لابد وأن تنتهي أيضاً إلى البعد العقائدي الراسخ، وترتبط بالتكليف الشرعي الإلهي الملزم، بشكل مباشر أيضا.

والكلام في هذا المجال، وإن كان يبدو للوهلة الأولى صعباً، بل ومتعذراً، بسبب الاعتقاد بعدم توفر النصوص الكافية لإعطاء تصور متكامل في هذا الاتجاه.. إلا أن معاناة البحث والتتبع ـ وإن كانت قصيرة ومحدودة ـ قد أوضحت بشكل مثير وقاطع: أن بالإمكان الاستفادة من طائفة كبيرة من النصوص في هذا المجال.

وقد أحببنا أن نعرض هنا طائفة منها، لتكون شاهداً حياً على ما نقول... ولسوف نقتصر على إيراد النص، مع إشارة خاطفة لما نتوخاه من إيراده في سياق بحثنا هذا.

/ 96