وقد جاء في نص آخر ما يدل على المنع حتى من خلط الجيد بالرديء، بل لابد من تمييزهما، وبيع كل منهما على حدة، فقد مر رسول الله صلى الله عليه وآله برجل يبيع طعاماً قد خلط جيداً بقبيح، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: أردت أن ينفق، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: ميز كل واحد منهما على حدة، ليس في ديننا غ.وفي نص آخر: بع هذا على حدة، وهذا على حدة[209].وسأل صلى الله عليه وآله رجلاً يبيع طعاماً، فقال: «يا صاحب الطعام، أسفل هذا مثل أعلاه؟.قال: نعم يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وآله: من غش المسلمين، فليس منهم[210].
فيستخلص مما تقدم:
1 ـ جواز التفتيش، ولو لم يأذن الباي.2 ـ لزوم جعل الرديء في معرض رؤية الناس، ولا يستر، ولا يجعل تحت الجيد ليخفى ب.3 ـ لزوم تمييز الجيد عن الرديء، ولا يخلط أحدهما بالآخر، لأن ذلك نوع من الغش أيضا.فما يفعله التجار اليوم من اختيار الجيد وجعله في معرض الرؤية، وجعل الرديء تحته هو خلاف ما أمر به الإسلام، وأراده.