المحور التجاوزي في شعر المتنبي - محور التجاوزی فی شعر المتنبی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محور التجاوزی فی شعر المتنبی - نسخه متنی

أحمد علی محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المحور التجاوزي في شعر المتنبي

د. أحمد علي محمّد

دراسة في النَّقد التطبيقي

لم تكن الدِّراسات الكثيرة والمتنوعة التي تناولت المتنبي وشعره، قد وقفت وقفة متأملة عند سرِّ تفرده والسبب الحقيقي الكامن وراء شهرته، والدافع الذي جعله يشغل كُلّ هذه المساحة في الذاكرة الأدبية، بل حشدت جهودها لإبراز القضايا المتصلة بشعره وبشخصيته وتاريخه الأدبي، ووصف ما نجم عن مذهبه الفني من خُلفٍ واسع في المجال الأدبي والنقدي، ومع أنّ المتنبي وشعره قد حظي بأربع دراسات مهمة في العصر الحديث قدّمها كلّ من محمود شاكر وطه حسين وعبد الوهاب عزام وبلاشير، إلا أنّها لم تقدم أمثلة تطبيقية للقارئ تسعف بتمثل سرّ تفرده، بل اهتمت بالأخبار وتحليلها، والظواهر ووصفها، والأحداث ومؤداها، لترجع جملة الأسباب التي غدا المتنبي في إثرها شاعراً مبرزاً إلى تفوقه على أقرانه من الشعراء بما انطوى عليه شعره من قوة وحسن صياغة وجودة سبك وتنوع شديد في المواقف، وإحساس لا مثيل لـه بالتفرد، وجعلت سرّ عظمته يتركز في ثقافته واطلاعه وذكائه وخرقه المعهود وتجاسره على الثوابت التي حكمت الفنّ الشّعري في عصره، فبزَّ بشعره سائر الأقران وتفوق في صناعته تفوقاً لم تشهد مثله عصور آداب العربية على الإطلاق، وقال قوم: إنّ شهرة المتنبي وليدة الظروف، أو إنّه صاحب دعوة، وحامل رسالة، أو داعية، ومتمرد نازعته نفسه للملك، ومدفوع للزعامة والرئاسة واسترداد حق سليب، فهو من نسب شريف لم يعلن عنه، ظل يكافح طوال زمانه لبلوغ هدف كان قد طواه في نفسه، غير أنّ شعره قد كشف النوازع وأزال الحجب، فلقاؤه بسيف الدولة كان لهدف، وذهابه إلى كافور لهدف أيضاً، ومنصرفة إلى خراسان ينصب في بلوغ الهدف نفسه الذي لم يتهيأ لـه بلوغه في سيرته الماضية مع سيف الدولة أو كافور، ونزع مَنْ درس شعر المتنبي إلى بعض الشواهد الشعرية عنده للاستئناس بما قاله خصومه من النقاد فحظيت كتب السرقات باهتمام المحدثين ثم ألفت كتب كثيرة على الكتب لتؤيد ما ذهب إليه القدامى من أقوال إزاء شعره، فبينوا الموانع التي أراد منافسو أبي الطيب إبرازها للحدّ من تفوقه تعينها المصادر بجرأته على اللّغة وغلوه في تقدير ذاته وسطوه على نتاجات غيره من الشعراء، ومن هنا تولدت الإشكالية في الحكم على قيمة شعر المتنبي، وقد حفل الدّرس الأدبي بها وشغل النّاس بتفنيدها، لهذا كان المتنبي ولا يزال من الشخصيات المحيرة، ولعلّ أهمّ سؤال نقدي يحاول هذا الكتاب إطلاقه يدور حول قيمة شعره من خلال النماذج التطبيقية التي تعنى أكثر ما تعنى بالمناحي الأسلوبية، بوصف المتنبي من أكثر شعراء العربية عدولاً عن الأصول، وأعظمهم تجاوزاً عن الصيغ الفنية الثابتة، كما أنّ شعره يمثل حالة من التواصل الأدبي تدل على صمود النّص الذي أنتجه بصورة لا مثيل لها على الإطلاق، من أجل ذلك أتوهم أنّ ما سار من شوارد أشعاره ونوادر أمثاله على الألسنة في العصور المختلفة يعدل مجموع ما يتمثل به المتمثلون من تراث سائر الشعراء، وهذا هو الرصيد الإبداعي الحقيقي للمتنبي، وهنا يتمثل حضور شاعريته، حتّى أيقن الناس أنّ ما قاله المتنبي يصلح لكلّ الأزمنة، ويعيش في كلّ لحظات الدّهور، ولم يكن بحال من الأحوال محصوراً في بيئات المثقفين وصفوة المتعلمين ومباحث المختصين، بل كان للعامة نصيب وافر وزاد جيد من أقواله التي يحسن تداولها والتمثل بها، فحكمه موضع اعتبار وتصديق على الدوام، وكم مردد لا يزال ينشد قوله:

  • على قَدْرِ أهلِ العزم تأتي العزائمُ وتأتي على قدر الكرام المكارمُ

  • وتأتي على قدر الكرام المكارمُ وتأتي على قدر الكرام المكارمُ

بمعنى آخر، تريد هذه الدراسة أن تنزع ما علق بنصوص المتنبي من أحكام جانبية، وتخلّصها من الحكم النّقدي المرتبط بظروفه التاريخية والنّفسية، في محاولة لتفسير عبقريته الشّعرية من النّاحية الأسلوبية والجمالية ليس غير، منطلقة من فكرة واضحة أنّ المتنبي وغيره من صُنّاع الفنّ لم يبلغوا ما بلغوه إلا باللُّغة، وهنا تكمن شاعريته ويتحدد سبب شهرته،

/ 82