2 ـــ الموت عند المتنبي - محور التجاوزی فی شعر المتنبی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محور التجاوزی فی شعر المتنبی - نسخه متنی

أحمد علی محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يقول المهتمون بمسائل الوضع والانتحال هذا المعنى موضوع على لسان عنترة, لا بل إن القصيدة التي انطوت عليه لم تذكر في الطبعة العلمية المحققة لديوانه, وقد يقولون أكثر من ذلك كله, لأنّ شخصية عنترة بكاملها موضع خلاف, فكيف شعره, لأنه كان أشبه بقشة يسلط الرواة عليها رياحهم, وسيرته الشعبية شاهدة على مثل هذه الأقوال. ولكن المعنى الشعري المنسوب لعنترة ليس فيه رؤية إسلامية على الإطلاق, ذلك لأن تعبيره عن بعض الأفكار التي أقرها الإسلام هو ما ثبت عليها شبهة الوضع أساساً, ومعلوم أنه إذا غاب هذا السبب ضعفت دوافع القول بوضعها.

فالمعنى الآنف كما أشرت معنى شعري, فيه طاقة من الانفعال ليس غير, ولا سيما إذا فهمنا من قوله (ضربته محتومة) أنها قاضية ولا سبيل للنجاة منها, بدليل قوله (ليس تعثر), وأما ما يؤول بخصوص ذلك أن الموت هنا قضاء لا يتقدم ولا يتأخر فهذا خارج عن المعنى الذي ينطوي عليه البيت, من أجل ذلك نرى أن أبا ذؤيب لم يجز المعنى الذي طرقه عنترة في بيته السابق على أية حال. وإذا تركنا شعراء الجاهلية وصدر الإسلام ونظرنا إلى الشعراء العباسيين, الذين قل حول شعرهم الخلاف, من ناحية الانتحال على الأقل, نجد شاعراً كأبي نواس يعود إلى معنى زهير ليحييه بكليته في قوله:




  • هو الدّهرُ إمّا عابطٌ ذا شبيبة
    بإحدى المنايا أو مميتٌ أخا هرم



  • بإحدى المنايا أو مميتٌ أخا هرم
    بإحدى المنايا أو مميتٌ أخا هرم



أراد أنّ الموت يخترم الكبير والصغير على حد سواء, دون أدنى احتراز يوحي بتقييد هذا الكلام من جهة الشريعة, فهل يعبط الدهر الشاب والهرم اعتباطاً ودون غاية؟ ألم يقل زهير في الشاهد الآنف (تمته ومن تخطىء يعمر فيهرم) بمعنى أن الموت يأتي على كل شيء، فمن أفلت منه في لحظة ما سيقع ضحيته ولو امتد به العمر لحظات أخرى, وهو المعنى الذي رمى إليه النواسي أن الموت لا يدخر أحداً فيهلك الشاب والهرم.

قد يكون أبو تمام الطائي في بعض شعره عن الدهر من الشعراء القلائل الذين قدموا صورة مختلفة عن الصور المألوفة عند سائر الشعراء, ذلك أنه امتنع عن ذم الدهر وشتمه, مما يشي بتقيده بالتعاليم في هذا الباب حيث يقول:




  • شرقنا بذمِّ الدهرِ يا سَلْم إنّه
    يُسيءُ فما يَألو وليسَ بِظَالِمِ



  • يُسيءُ فما يَألو وليسَ بِظَالِمِ
    يُسيءُ فما يَألو وليسَ بِظَالِمِ



ويقول:




  • متى ترعَ هذا الموتَ عيناً بصيرةً
    تجدْ عادلاً منهُ شبيهاً بظالمِ



  • تجدْ عادلاً منهُ شبيهاً بظالمِ
    تجدْ عادلاً منهُ شبيهاً بظالمِ



بمعنى أن الموت قضاء عادل, ولا سبيل إلى ذمه, وفي ذلك موافقة للتعاليم.

2 ـــ الموت عند المتنبي

لم يكن المتنبي في سائر شعره قد انفرد بالكلام على الموت عن غيره, ويدل شعره إلى أنه تابع رؤى الشعراء في هذا الباب وقد اشتهر قوله وهو يقدم فيه صورة وهمية للموت:




  • وما الموتُ إلا سارقٌ دقَّ شخصُهُ
    يَصُولُ بلا كفِّ ويسعى بلا رِجْلِ



  • يَصُولُ بلا كفِّ ويسعى بلا رِجْلِ
    يَصُولُ بلا كفِّ ويسعى بلا رِجْلِ



إذن الموت عند سائر الشعراء لا هيئة له, وإنما أحسوا به من خلال أثره في الموجودات, ولهذا كان إحساسهم إزاء الدهر ينطوي على قدر كبير من الحقد والكراهية والبغضاء, ومن هنا كان شتمه وذمه أمراً مألوفاً ليس عند الجاهليين فحسب بل عند نفر من شعراء الإسلام, مع أن شتم الدهر لا يجوز كما جاء في الحديث, وقلما نجد شاعراً من شعراء الإسلام يتقيد بالتعاليم في هذه الناحية.

لقد أسرف المتنبي في سائر شعره بذم الدهر, ومحاربة الزمن, وكان ذلك مما يؤخذ عليه حيث يقول:




  • من خصّ بالذّم والفراقَ فإنّني
    من لا يرى في الدّهر شيئاً يُحمدُ



  • من لا يرى في الدّهر شيئاً يُحمدُ
    من لا يرى في الدّهر شيئاً يُحمدُ



غير أن المتنبي انفرد من بين الشعراء بتصوير الدهر منافساً أو حاقداً أو عدواً يبرز لـه كلما حمت لـه حاجة, فيقف الدهر عائقاً دون بلوغها, والصورة الفريدة عند أبي الطيب أنه غالب الدهر فغلبه بما يمتاز

/ 82