9 ـــ التكرير الأسلوبي - محور التجاوزی فی شعر المتنبی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محور التجاوزی فی شعر المتنبی - نسخه متنی

أحمد علی محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




  • وغرَّ الدُّمستقَ قولُ الوشا
    ةِ إنّ علياً ثقيلٌ وَصِبْ



  • ةِ إنّ علياً ثقيلٌ وَصِبْ
    ةِ إنّ علياً ثقيلٌ وَصِبْ



فقيل: إن الوشاة لا يوشّى بهم، وإنّما الوشاية السعاية ونحوها من الرعية، وليس في اللغة أن يقال: وشى فلان بالسلطان إلى بعض رعيته.

وهذا يعد عدولاً يريد أن يجوز فيه المتنبي الحدود، تعبيراً عن التميز؛ لأن إحساسه الدائم بمحدودية المعاني، قد قاده إلى هذا الضرب من التوسع في الاستخدام، وهذا الصنيع وإن لم يكن مقبولاً عند المتلقين إلا أنه تعبير واضح عن نزوعه إلى التجاوز.

9 ـــ التكرير الأسلوبي

للتكرير معان تفيض عن التقرير وتقوية جوانب الخطاب في النص، ولا سيما إذا كان ذلك التكرير سمة عامة يتوشح بها عدد من النصوص، كما هو الشأن في ولع المتنبي بتكرير اسم الإشارة (ذا) في عموم شعره.

فهذا الضرب من التكرير تحوّل عند أبي الطيب إلى علامة أسلوبية تدل على طوابع خاصة، إضافة لكونها مجالاً من مجالات التخطي الأسلوبي. ومحور التكرير عند المتنبي هنا شبيه بمحور الاستبدال الذي تكلّم عليه علماء اللغة في الزمن الحاضر من الجهة التي تدل على أن وراء ذلك التكرير أغراضاً نفسية، كأن يلح عليه ذلك اللفظ ليأخذ مكانه في الكلام كلّما دعت الحاجة إليه.

والتكرير على أية حال لم يكن دليلاً على محدودية المعجم اللفظي عند الشاعر، ولم يكن مجالاً للتلاعب بالكلمات، ولم يكن من الظواهر الدالة على البراعة اللغوية ولم يكن ضرباً من الحشو، ولم يكن من لوازم الصنعة الشعرية، ولم يكن باباً من أبواب الضرائر، وإنما هو شكل اضطراري يكسر إرادة الشاعر، فلا يجد سبيلاً لاستبداله أو الحيدة عنه طالما أن السياق يستدعيه، ومن عجب أن النقاد عابوا على أبي الطيب هذا الضرب من التكرير فقال القاضي الجرجاني: "وهي ضعيفة من صنعة الشعر، دالة على التكلّف، وربما وافقت موضعاً تليق به فاكتسبت قبولاً، فأما في مثل قوله:




  • قد بلغتَ الذي أردتَ من البِرِّ
    وإذا لم تَسْرِ إلى الدّارِ في وقتْـ
    ـكَ ذا خفتُ أن تسير إليكا



  • ومن حَقِّ ذا الشّريف عليكا
    ـكَ ذا خفتُ أن تسير إليكا
    ـكَ ذا خفتُ أن تسير إليكا



وقوله:




  • لو لم تكُنْ من ذا الورَى اللّذ منك هو
    عَقِمَتْ بمولدِ نسلها حواءُ



  • عَقِمَتْ بمولدِ نسلها حواءُ
    عَقِمَتْ بمولدِ نسلها حواءُ



وقوله:




  • عن ذا الّذي حُرِمَ اللّيوثُ كمالَهُ
    يُنسي الفريسةَ خوفُهُ بجماله



  • يُنسي الفريسةَ خوفُهُ بجماله
    يُنسي الفريسةَ خوفُهُ بجماله



وقوله:




  • أفي كلّ يوم ذا الدّمستق مُقْدِمٌ
    قفاهُ على الإقدامِ للوجهِ لائمُ



  • قفاهُ على الإقدامِ للوجهِ لائمُ
    قفاهُ على الإقدامِ للوجهِ لائمُ



فهو كما تراه سخافة وضعف، ولو تصفحت شعره لوجدت فيه أضعاف ما ذكرناه من هذه الإشارة، وأنت لا تجد منها في عدّة دواوين جاهلية حرفاً، والمحدثون أكثر استعانة بها، لكن في الفرط والندرة، أو على سبيل الغلط والفلتة". فالجرجاني يأخذ على المتنبي ولعه بهذا الضرب من التكرير لسببين، ومن خلالهما يحكم على قبح صنيعه في هذا المجال: الأول أن تكرير (ذا) ليس لـه نظائر في أشعار المتقدمين ولاسيما شعراء الجاهلية، والثاني أنّ هذا اللون من الاستخدام جاء في شعر المحدثين على جهة الخطأ، أو على جهة الندرة، وما قام به المتنبي أنه أفرط في تكرير (ذا) فتحوّل التكرير إلى ضعف وسخف على حد تعبير الجرجاني. والواقع أن المتنبي في تكريره (ذا) جرى على غير السنن المتبعة في صنعة الشعر، وخروجه على رسوم الفن القديم يقف وراء كل ذلك الاستهجان الذي أظهره الجرجاني صاحب الوساطة. ولعل السبب في ذلك يتمثل بكون الجرجاني لم يتسامح مع المتنبي في خروجه على الذوق الفني السائد آنذاك، ولم يكن بوسعه أن يتجرد في حكمه طالما أن القضية برمتها ما هي إلا محاولة للخروج

/ 82