الفصل الخامس مجاوزة النسق - محور التجاوزی فی شعر المتنبی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محور التجاوزی فی شعر المتنبی - نسخه متنی

أحمد علی محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الشعور من ألم ومرارة, غير أنه من مكملات الوجود الإنساني بطبيعة الحال, ذلك لأن الإنسان لا يستطيع أن يحيا خارج الزمان, لهذا فهو عرضة لتجليات الزمان الذي يطوله من خلال الحب والحزن والفقد وسائر ما تختص به حياته في هذا الوجود.

الفصل الخامس

مجاوزة النسق

1 ـــ من الغنائية إلى الملحمية

يذكر الباحثون أن الشعر العربي بطبيعته غنائي, ينحل عن العواطف الذاتية والمشاعر الشخصية, فهو لهذا السبب معرض لخطرات الوجدان وتأملات النفس, وقلما يخطر ببال الشاعر العربي أن يحول نشيده الشعري إلى باب يتصل بعواطف الجماعة وآمال الأمة, أو يعرضه للخوض في غمار التصارع أو الكفاح الذي تخوضه الجماعات حفاظاً على وجودها, كما أن الشعر العربي عند كثير ممن تأمل هذه الناحية لم يعمد إلى ذكر سير الأبطال وسرد الأحداث الكبار التي هزت تاريخ الأمة, من أجل ذلك قالوا إن العرب لم تعرف الملحمات الشعرية التي عرفتها سائر الأمم كاليونان والفرس والهند, وحجتهم في ذلك أن الشعراء العرب لم ينجزوا نصوصاً طويلة تنطوي على الصراع من أجل الوجود, ولم يعرفوا تلك التقنية الفنية التي تتسم بها الملحمات عامة.

والواقع أن المتنبي من الشعراء القلائل الذين تركوا قصائد شبيهة بالملحمات الشعرية من حيث الموضوع لا من حيث الشكل, فالمتنبي كغيره من شعراء العربية لم يقل شعراً قصصياً يبلغ من الطول ما بلغته الملحمات الشعرية, لكنه قد أسهم في رسم صور للصراع بين العرب والأمم الأخرى كما هو الشأن في ميميته المشهورة التي يقول فيها :




  • 1. على قَدْرِ أهل العزم تأتي العزائمُ
    2. وتعظمُ في عينِ الصغيرِ صغارُها
    3. يكلِّف سيفُ الدّولةِ الجيشَ همَّهُ
    4. ويطلبُ عند الناس ما عند نفسِهِ
    5. يُفدِّي أتَمُّ الطّيرِ عمراً سلاحَهُ
    6. وما ضرَّها خَلْقٌ بغيرِ مخالبٍ
    7. هل الحَدَثُ الحمراءُ تعرفُ لونَها
    8. سقتها الغمامُ الغُرُّ قبلَ نزولِهِ
    9. بناها فأعلى والقنا تقرعُ القنا
    10. وكان بها مثلُ الجنونِ فأصبحت
    11. طريدةُ دهرٍ ساقها فرددتها
    12. تُفيتُ اللّيالي كلَّ شيءٍ أخذتَهُ
    13. إذا كان ما تنويه فعلاً مضارعاً
    14. وكيفَ تُرَجِّي الرُّومُ والرّوسُ هدمَهَا
    وذا الطّعنُ آساسٌ لها ودعائم



  • وتأتي على قَدْرِ الكرامِ المكارمُ
    وتصغرُ في عينِ العظيمِ العظائم
    وقد عجزت عنهُ الجيوش الخضارم
    وذلك ما لا تدَّعيه الضَّراغم
    نسُورُ الملا أحداثُها والقشاعمُ
    وقد خُلقتْ أسيافُهُ والقوائم
    وتعلمُ أيُّ الساقيينِ الغمائمُ
    فلَّما دنا منها سقتْهَا الجماجمُ
    وموجُ المنايا حولَها متلاطمُ
    ومن جثث القتلى عليها تمائم
    على الدِّينِ بالخطِّيّ والدَّهرُ راغمُ
    وَهُنَّ لما يأخذنَ منكَ غوارمُ
    مضى قبلَ أن تُلقى عليه الجوازمُ
    وذا الطّعنُ آساسٌ لها ودعائم
    وذا الطّعنُ آساسٌ لها ودعائم



/ 82