6 ـــ قراءة العميدي ومحاولته "الإبانة عن سرقات المتنبي - محور التجاوزی فی شعر المتنبی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محور التجاوزی فی شعر المتنبی - نسخه متنی

أحمد علی محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




  • كيفَ أُكَافي على أجلِّ يَدٍ
    مَنْ لا يرى أنّها يدٌ قِبَلي



  • مَنْ لا يرى أنّها يدٌ قِبَلي
    مَنْ لا يرى أنّها يدٌ قِبَلي



فقال: "لم يهمز أكافي، على غير قياس فأجراها مجرى الوقف، وما أكثر ما يسقط الهمز. ومن ذلك أيضاً وقوفه عند قول أبي الطيب:




  • فأرحام شعر يتصلن لدنّهُ
    وأرحام مال ما تني تتقطعُ



  • وأرحام مال ما تني تتقطعُ
    وأرحام مال ما تني تتقطعُ



فقال: "هذا من لحونه إنّما تشدد النون مع النون...".

ومن الواضح أنّ هذه الشواهد وغيرها كثيرة مما دوَّنَهُ ابن وكيع تحت باب سرقات المتنبي، لا تدخل في باب السّرق، وإنّما تدخل في نقد المعاني، وعليه يفقد هذا الكتاب أيضاً مصداقيته، على اعتباره لم يفِ بمنهجه، ليتحول جزءٌ كبيرٌ منه إلى صورة من صور التحامل ليس أكثر، فابن وكيع كما يرجح محمد يوسف نجم لم يؤلف كتابه المنصف إلا بتحريض من الوزير ابن حنزابة، وابن حنزابة من الرؤساء المتأدبين، كان لـه مجلسٌ يضم أبرز أعلام عصره من النابهين والشعراء والأدباء، كما كانت لديه مكتبة انطوت على نفائس الكتب، وهو بعد ذلك ممن كان يتطلع إلى أن يمدحه المتنبي بقصيدة، ولكنه لم يظفر بطلبته، فطفق يتتبع سقطات المتنبي ويحشد العلماء للكشف عن عيوبه وسرقاته، من أجل ذلك لم يكن كتابه "المنصف" خالصاً لوجه العلم، وإنما كان تزلفاً لابن حنزابة وتقرباً منه.

لم يلق كتاب ابن وكيع تأييداً عند الأدباء، فانبرى غير واحد لدحضه وبيان ما انطوى عليه من جور وعسف، فقيل إنّ ابن جني ألف كتاباً في الرد عليه ونقض ما جاء فيه سماه "النقض على ابن وكيع في شعر المتنبي وتخطئته". كما أشار ابن القارح إلى أن ابن وكيع أجحف بحق المتنبي في كتابه، وذكر ابن شرف القيرواني أن كتاب المنصف لابن وكيع: "أجور من سدوم".

إنّ الجهد الذي بذله ابن وكيع يدخل تحت إطار القراءة الجائرة التي لا تسجل إلا العيوب، والحق أنّ ما عابه على المتنبي لا يدخله البحث النقدي اليوم تحت إطار الرديء، بل على العكس تماماً، إذ الانحرافات التي دل عليها ابن وكيع في المعاني والألفاظ تدل على مسافة قطعها المتنبي نحو التفرد، لأن أغلب ملاحظات ابن وكيع تنصب حول رأيه الخاص وذوقه الشخصي، وليس ضرورياً أن يوافق النص تطلعات القارئ، وليس ضرورياً أن تتطابق النصوص مع أفق توقع المتلقي، لأنّ من شأن النصوص الجيدة أن تجيب عن تساؤلات المتلقي بإجابات تخالف قناعاته، وهذا بالضبط ما نجم عن قراءة ابن وكيع المحدودة لبعض شواهد المتنبي، وقد دلت تلك القراءة على شيئين مهمين الأول: أن القارئ عمد إلى لي أعناق المعاني لقهرها مسقطاً عليها نقمة كانت قد أشعلت في صدره الحقد على المتنبي، والواقع أن تلك القراءة لم تجز كشف الأسباب وإعلانها بصورة دعت الناس إلى إدراك الزيف الذي خالط الحكم النقدي. والثاني: أن تلك القراءة قد كشفت عوامل صمود شواهد المتنبي أمام النقد مهما كانت غايته، وصحيح أن النص الجيد لا يستطيع أن يدافع عن قائله لكنه بالتأكيد يستطيع الدفاع عن وجوده، من أجل ذلك بقيت شواهد المتنبي حية مع تغير مواقف القراء منها وتباينها.

6 ـــ قراءة العميدي ومحاولته "الإبانة عن سرقات المتنبي

لم يكن العميدي ممن عاصر أبا الطيب فقد ظهر بعده، فكانت وفاته نحو سنة 433 هـ، أي بعد وفاة المتنبي بنحو ثمانين عاماً، ومع ذلك بقي لشعره، فيما يشير العميدي في كتابه صدى جعل الناس على خُلْفٍ واضح إزاءه، فقد استاء العميدي من صيته، وضاق ذرعاً بمن كان يرفع من شأنه، فجرد قلمه لإظهار سرقاته فقال في مقدمة كتابه: "وليس تغني المتنبي جلالة نسبه مع ضعف أدبه، ولا يضره خلاف دهره مع اشتهار ذكره، ولقد تأملت أشعاره كلها فوجدت الأبيات التي يفتخر بها أصحابه من أشعار المتقدمين منسوخة، ومعانيها من معانيهم المخترعة مسلوخة، وإنّي لأعجب والله كيف يعلون من ذكر المتنبي وأمره، ويدعون الإعجاز في شعره، ويزعمون أن الأبيات المعروفة لـه هو مبتدعها ومخترعها ومحدثها ومفترعها، ولم يسبق إلى معناها شاعر، ولم ينطق بأمثالها باد ولا حاضر، وهؤلاء المتعصبون لـه والمفتخرون باللُّمع التي يزعمون أنّه

/ 82