محور التجاوزی فی شعر المتنبی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محور التجاوزی فی شعر المتنبی - نسخه متنی

أحمد علی محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إن المعاني هنا مرتبة ترتيباً يؤدي
تلقائياً إلى الأمثولة أو الحكمة التي
جاءت في نهاية النص، بمعنى أن المعنى
الحكمي المتمثل بالبيت الأخير لم يقحم
إقحاماً، وإنما جاء على هيئة نتيجة طبيعية
للمعنى الشعري، وهنا نتبين دقة الصناعة
عند المتنبي إذ استطاع أن يذيب الفكرة في
قلب القصيدة لتغدو الحكمة جزءاً من الشعر،
ولم يكن يبلغ ذلك لولا عنايته البالغة
بعنصر التدرج والتتابع.


الأثر والتعبير العاطفي:


يرى علماء الجمال أن جمال الفن أشد
تأثيراً في النفس من جمال الطبيعة، لأن
الجمال الفني مُؤَلَّفٌ مُختارٌ واعٍ
متقنٌ متعلق بالصنعة، وقيمته لا تتصل
بالنافع كما هو الشأن في الجمال الطبيعي،
ذلك لأن جمال الفن يمتاز بميله إلى
الإبداع والطرافة والانحراف عن الأصل ^(^^)،
وقد زعم كروتشي أن التعبير العاطفي لا
علاقة لـه بالفن، لأنه متصل بالمبالغة
والغلو والتشويش والاضطراب والفن عنده
شكل ونظام ^(^^)، وقد كان بودلير ينكر
العاطفة في الشعر أيضاً، والمقصود
بالعاطفة هنا الإثارة والهياج والمبالغة
كما هو الشأن في النتاجات الأدبية التي
تبالغ في عرض المباذل والمقابح والمآسي،
وتمعن النظر في المفاتن، وتعمد إلى
المغالاة في تصوير المشاهد الدامية
والقتل والتعذيب، تلك التي تحيل التأثر
إلى ضرب من الألم فتنتفي اللذة الجمالية
على? أثره.


والأدب الرفيع لا يهبط بالعاطفة إلى هذا
المستوى، وإنما يعبر عن العاطفة
الإنسانية من خلال التصاوير والأخيلة
والإيحاءات، فمن هذه الجهة يرتقي
بالعاطفة الإنسانية ويهذبها لتتحول إلى
عنصر مكون للفن.


ومن العجب أن المتنبي مع أنه من أبرز
الشعراء احتفالاً بالفكرة إلا أنه كان
كثير الاحتفال بالعاطفة الإنسانية وقد
تجلى ذلك في موضوعات الرثاء على نحو خاص،
يقول في رثاء جدته ^(^^):


لك الله من مفجوعة بحبيبها


قتيلةُ شوقٍ غيرَ ملحقها وصما


أحِنُّ إلى الكأسِ التي شربت بها


وأهوى لمثواها التراب وما ضمَّا


أتاها كتابي بعد يأسٍ وَتَرْحةٍ


فماتت سروراً بي فمت بها همَّا


تعجَّبُ من خطِّي ولفظي كأنّها


ترى بحروف السَّطر أغربَةً عُصما


وتلثمه حتّى أصار مِدَادُهُ


محاجرَ عينيها وأنيابها سُحما


من الواضح أن النص الآنف يجسد العاطفة
الإنسانية بصورتها الفنية الشفافة، وهي
صورة تقوم على تجاوز باهر، فالمتنبي خرق
فيها المعهود
في أمرين:


الأول حين جعل جدته تموت من أثر حب وشوق لا
يورثها وصماً أي ذنباً، مميزاً الشوق الذي
يكون بداعي الحب بين رجل وامرأة خارج نطاق
الزواج وهو حب فيه شبهة لأنه غير مشروع من
جهة الدين، من الشوق الذي يكون مشروعاً
بين الأم وابنها أو الجدة وحفيدها، وهذا
المعنى الأخلاقي الديني قلما انتبه إليه
الشعراء، والثاني أن المتنبي لم يتأسف على
موت جدته كما جرت العادة وإنما جعل نفسه
قتيلاً للهم الذي باغته حين نقل إليه خبر
وفاة جدته، أما الجدة فماتت سروراً بكتابه
الذي بعثه إليها وهذا معنى طريف خرق فيه
المتنبي المعهود. وعليه رفع المتنبي من
شأن العاطفة الإنسانية في موضوع الرثاء
ليصور الحي بما أصيب به من خطب بمقام
الميت، محطماً بذلك جدر الحزن والتأسف
والعزاء والتأبين وهي المعاني المشهورة
في هذا الباب ليقوم الرثاء عنده على جانب
المشاركة، لا بل تقاسم الخطب الذي يصيب
الحي بمثل ما يصاب به الميت.


الخاتمة


بعد الفصول الستة التي وضحت لنا صور
التجاوز في شعر أبي الطيب يمكن القول: إن
سر تميز المتنبي يتركز حول نقاط عدة، يمكن
إجمالها فيما? يأتي:

/ 82