3 ـــ التضاد بوصفه تجاوزاً - محور التجاوزی فی شعر المتنبی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محور التجاوزی فی شعر المتنبی - نسخه متنی

أحمد علی محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

للروم, وهم يتجرعون كؤوس الهزيمة, ويتحسرون على قتلاهم:

ب33: إنّ الدمستق قد خانته شجاعته أمام سيف الدولة مرات عدة, فغدا وجهه يلوم قفاه على تسرعه في مواجهة الأمير, وهزيمته بسرعة في الوقت نفسه.

ب34: كان جنود الدمستق يستحقون منه الشكر لأن رقابهم كانت قد افتدته من القتل, فولى هارباً لا يلوي على شيء.

ب37. كان الدمستق يدرك مسبقاً ما تتركه سيوف العرب من آثار وخيمة على الخصم قبل أن يسمع صليلها, فصوت السيوف لا يفهم عادة غير أن الدمستق يعي أثرها في جنده, من هذه الجهة فهم أصواتها بطريق الاعتياد لا بطريق السماع.

ب38. لقد كان الدمستق بعد المعركة على غاية السرور, ولم يكن مسروراً بطبيعة الحال من جراء ما خسره من جند, أو بلاد؛ لأن ذلك عنده من الأمور الكبيرة, وإنما سُرَّ حين ظفر بسلامته, لأن شخصاً مهما بدا قوياً فسيف الدولة قاتله لا محالة.

ومن الواضح أن النص في رصده هذين الجانبين من العواطف المتضادة, عمد إلى تلوين معان مخصوصة بألوان التضاد بحسب مجريات سياقاتها, فلو وقفنا عند معنى السرور في الأبيات الآنفة الذي توسل إليه بعبارات مختلفة مثل نثر القتلى فوق الأحيدب كما تنثر الدراهم فوق العروس, إذ المنظر يبعث في نفس الشاعر سروراً, يعدل ما يشي به تعبير (تظن فراخ الفتخ أنك زرتها) إذ دلالة الزيارة تدور هنا حول السرور أيضاً, بوصفه حمل لها الطعام كما كانت تتوقع الفراخ حين تزورها أماتها, وهنالك سرور من نوع آخر وهو السرور الذي خامر فؤاد الدمستق حين ظفر بسلامته, وهنا يكمن تضاد يرجحه السياق مع ما يوجد فيه من تشابه في اللفظ, إذ سرور الشاعر وسرور العقبان مناقض لسرور الدمستق, ونجد أن الشاعر لم يعمد إلى المقابلة بين المواقف والصفات والعواطف فحسب, وإنما عمد إلى تلوين المعاني بأصباغ التضاد على مستوى السياق, وبذلك يخرج هذا الأسلوب عن كونه مجرد تعبير يجسد وضعين متعاكسين على مستوى البنى الصغرى للنص فحسب.

3 ـــ التضاد بوصفه تجاوزاً

لقد أجرى المتنبي الأفعال في النص مجرى التضاد أيضاً, إذ عمد إلى المقابلة بين الفعل المضارع والماضي على نحو يدل على حالين مختلفين من أحوال الصراع: حال بائسة كانت فيه قلعة الحدث عرضة لعبث الروم, وحال حاضرة تنفست فيها ريح الحرية والظفر, وقد تركز ذلك الأسلوب في الأبيات:

ب16: بين (أتوك ـ يجرون), و(سروا)

ب17: بين (برقوا) و(تعرف)

ب19: بين (تجمّع) و(تُفهم)

ب20: بين (ذوّب) و(فلم يبقَ)

ب21: بين (تقطَّعَ) و(لا يقطعُ)

ب25: بين (ضممت) و(تموت)

ب30: بين (تدوس) و(كثرت)

ب32: بين (مشيّتها) و(تتمشى)

ب36: بين (مضى) و(يشكر)

إن استخدام الصيغ الفعلية بأزمنة مختلفة ضرب من التضاد يُحدث عناصر منكسرة تؤثر في الأسلوب على نحو واضح, على اعتبار أن دلالة الماضي مضادة لدلالة الحاضر, ومن الطبيعي أن تختلف المعاني باختلاف الأزمنة, ذلك لأن الحدث لا يتحول إلى الفعلية إلا إذا اقترن بزمن معين, ومن هنا يحدث التضاد فيما بين الأفعال من جهة إشارتها إلى الماضي أو الحاضر, ثم يحدث تضاد آخر في النص بين الأفعال بوجه عام والأسماء, من جهة اختصاص كل منها بحال من أحوال الدلالة, فالأفعال تختص بالدلالة على الحركة على اعتبارها أحداثاً مقترنة بأزمنة, وتختص الأسماء بالدلالة على حال الثبات والسكون وتحيل على الوصفية والتأمل لكونها أحداثاً معزولة عن الزمان, والنص الذي بين أيدينا عمد إلى هذا النوع من المقابلة بين الفعلية والاسمية كما في قوله:




  • خميسٌ بشرق الأرض والغرب زحفه
    وفي أذن الجوزاء منه زمازم



  • وفي أذن الجوزاء منه زمازم
    وفي أذن الجوزاء منه زمازم



/ 82