الفصل السادس جماليات التجاوز - محور التجاوزی فی شعر المتنبی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محور التجاوزی فی شعر المتنبی - نسخه متنی

أحمد علی محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الفصل السادس

جماليات التجاوز

1 ـــ مفهوم الجمال

يَفْصِلُ "هويسمان" بين علم الجمال والتاريخ, ويرى أنّهما مختلفان من حيثُ الاستشرافُ, مثلَ أن يكون للتاريخ استشرافٌ ماضوي, وللجمالِ استشرافٌ منطقي, بمعنى أنَّ المؤرخ يحاول وضع الآثار الفنية الجميلة في إطارها وَفْقَ منطقها التطوري فيشير إلى جوانب التفرد أو الاحتذاء فيها, في حين أنّ عَالِمَ الجمال لا يهتم بموضوع التقليد في نتاجات الفنّ, ولا يعنيه الحكمُ على جودتها, وإنّما ينصبُّ عمله على المعرفة الموضوعية, أو إدراك وحدة العمل في إطار التنوع؛ ذلك لأنّ تقويم النتاج الفني الذي هو عمل نقدي محكوم بالذوق أو بنواميسَ خارجةٍ عن إطار الوضعية. أما علم الجمال فقد أراد لـه واضعوه أن يكون تجريبياً وموضوعياً, ومن هنا حاول كثيرٌ من منظري علم الجمال فصله عن سائر العلوم كعلم النفس القائم على الذاتية المفرطة, أو الغيبية البالغة, وعلم الاجتماع الموصوف بالنسبية, وعلم الفلسفة, ليخلص إلى علم مستقل سماه "غايتون بيكون" في كتابه (مقدمة في علم الجمال الأدبي) علم الفن.

ومع وجود اعتراضات كثيرة إزاء اعتبار الجمال علماً؛ ذلك لأنّ الجمال موصول بالحساسية وبالذوق, ولا جدالَ في الأذواق, إلا أنّ "هيجل" كان من المدافعين عن استقلال فكرة الجمال لكونها مؤتلفة مع علم المنطق والأخلاق, وعليه فقد شاع قوله: "ينبغي أن نبدأ بفكرة الجمال", الذي يرمي في نهاية الأمر إلى تخطي الصعوبة التي تحول دون اعتبار الجمال المرتبط بالذوق والحساسية والشعور موضوعاً عقلياً, ولهذا قال "هويسمان": "ينبغي أن نفلسف الأذواق, ليكون الجمال انعكاساً لقبح نادر أو روعة لا تتناهى.

ومؤدى كلّ ذلك أنّ منهج علم الجمال واجه جدالاً واسعاً, وليس ذلك فحسب بل إن ما رسمه علماء الجمال من أفكار توحي بتأسيس منهج عقلي يُدرس على أساسه الجمال دراسة موضوعية لا يزال بين أخذٍ ورد, فمجمل الاقتراحات في هذا الباب مجرد رؤى لم تجد طريقاً لاحبة للاستقرار, والجهود التي بذلها منظرو علم الجمال لا تعدو كونها محاولات لتحاشي الحرج والصعوبة اللذين يخلّفهما التنوع والتعدد اللامحدود الناجم عن مفهوم الجمال. إنّ ما قرره "بيكون" حول تسمية الجمال بعلم الفن, لا يغيّب الحقيقة التي تجعل من الفنان كائناً تأثرياً يتلذذ ويتذوق ويشعر ومن ثم يستسلم للإلهام والخلق, مما يحول دون اعتبار نتاجاته الفنية فكراً خالصاً, أو تأملاً محضاً, وقد كان "لامرتين" يقول: "أنا لا أفكر".

لقد أصر علماء الجمال على جعل الإحساس فكرة, فقالوا هنالك فكرة إحساسية, مثلما هناك فكرة ذهنية, وبمستطاع الفكرة الإحساسية أن تكون نداً للمفكر, من أجل ذلك تركز المنهج الجمالي على تحويل الحساسية إلى فكرة. كما استند إلى الفن, متشبهاً بالأخلاق المرتكزة على المنطق والعلم.

وعلى هذا النحو أمسى المنهج الجمالي قائماً على إدراك الوحدة في الشكل المتنوع, وهذه سمة الفكر الجمالي في القرن العشرين, لهذا يقول "هويسمان": "ينبغي أن نؤسس جمالية مختبرية إذ لا مندوحة للجمالية من سلوك أحد طريقين: إما أن تغرق في ضبابية الرموز الكلامية, وإما أن تصبح علماً, وستنعدم لا محالة, ساعة تأبى أن تكون تجريبية ودقيقة ووضعية".

لقد أشار الفيلسوف اليوناني "أرسطو" إلى فكرة الجمال حين تكلم على علاقة الفن بالطبيعة, إذ زعم أنّ الفن تقليد للطبيعة, ومع أنّه لم يرسل هذه الكلمة إرسالاً مطلقاً وإنما حددها بقوله: ليس الفن تقليداً صرفاً بل يجوز أن يكون أفضلَ من الواقع, إلا أنّ فكرة المحاكاة أضحت فيما بعد تلامس كثيراً من قضايا الجمال الفني.

ومع تقدم المباحث الجمالية بطريق الفيلسوف الألماني "كانط" ولا سيما في كتابيه "نقد الحكم 1790م" و"اعتبارات حول الشعور بالجمال والروعة 1764م" إلا أنّها لم تستقل عن فكرة المحاكاة الأرسطية بدليل أن كانط نفسه لم يلغِ العلاقة بين الفن والطبيعة, وإنما أعاد صياغتها بصورة جديدة حين زعم" أنّ الفنّ ليس تمثيلاً لشيء جميل, وإنّما هو تمثيل جميل لشيء من الأشياء". ولقد استدرك "شارل لالو" على "كانط" ما فاته وهو يعيد تمثل العلاقة بين الفن والواقع,

/ 82