محور التجاوزی فی شعر المتنبی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محور التجاوزی فی شعر المتنبی - نسخه متنی

أحمد علی محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

التوازن:


التوازن من لوازم الطبيعة والفن على حدّ
سواء، لما لـه من أثر موجب في النفس التي
تنفر من الاضطراب والخلل والقلقلة في
الأشكال والألوان والصور، ففي الفن كما هو
الشأن في الطبيعة يؤدي التوازن وظيفة
جمالية حين يوحي بالانضباط والسكينة
والدعة والتناظر، لهذا قيل إن الجمال هدوء
وانضباط لأنه يبعث على الراحة والمسرة
والارتياح، في حين دخل الصخب والهياج
والعنف تحت إطار الجلال والروعة ^(^^)، وقد
انتبه النقاد العرب إلى ما يحدثه التوازن
في الشعر من لذة وبهجة في النفس لارتباطه
بالمسموع فقال ابن طباطبا العلوي: "والعلة
في قبول الفهم الناقد للشعر الحسن الذي
يرد عليه، ونفيه للقبيح منه، واهتزازه لما
يقبله، وتكرُّهه لما ينفيه، أن كل حاسة من
حواس البدن إنما تقبل ما يتصل بها مما طبعت
لـه إذا كان وروده عليها وروداً لطيفاً
باعتدال لا جور فيه وبموافقة لا مضادة
معها، فالعين تألف المرأى الحسن، وتقذى
بالمرأى القبيح الكريه، والأنف يقبل
المشم الطيب، ويتأذى بالمنتن الخبيث،
والفم يلتذ بالمذاق الحلو ويمج البشع
المر، والأذن تتشوف للصوت الخفيض الساكن
وتتأذى بالجهير الهائل" ^(^^).


وشعر المتنبي في أغلبه قائم على التوازن
والتناظر وأظهر ما يكون ذلك في قوله ^(^^):


1. مغاني الشِّعبِ طيباً في المغاني


بمنزلة الرَّبيعِ من الزّمانِ


2. ولكنَّ الفتى العربيَّ فيها


غريبُ الوجهِ واليدِ واللِّسانِ


3. ملاعب جِنَّةٍ لو سار فيها


سليمانٌ لسار بترجمانِ


4. طبتْ فرسانَنا والخيلَ حتّى


خشيتُ وإن كَرُمنَ من الحِرانِ


5. غدونا تنفُضُ الأغصانُ فيه


على أعرافها مثلَ الجُمانِ


6. فسرت وقد حجبنَ الشَّمسَ عني


وجئنَ من الضِّياء بما كفاني


7. وألقى الشّرقُ منها في ثيابي


دنانيراً تفرُّ من البَنان


8. لها ثمرٌ تُشيرُ إليكَ منها


بأشربةٍ وقفن بلا أواني


9. وأمواهٌ يصلُّ بها حصاها


صليلَ الحلي في أيدي الغواني


10. ولو كانت دمشقَ ثنى عناني


لبيقُ الثُّّرْدِ صينيُّ الجِفانِ


11.يلنجوجي ما رُفعتْ لضيفٍ


به النيرانُ ندّيُّ الدُّخانِ


12. يُحلُّ به على قلبٍ شجاعٍ


ويَرحَل منهُ عن قلبٍ جبان


13. منازلُ لم يزل فيها خيالٌ


يشيعني إلى النّوَّبَنْدَ جانِ


14. إذا غنى الحَمَامُ الورقُ فيها


أجابته أغانيُّ القيانِ


15. ومن بالشِّعبِ أحوج من حَمَامٍ


إذا غنّى وناحَ إلى البيانِ


16. وقد يتقاربُ الوصفانِ جِدّا


وموصوفاهما متباعدانِ


17. يقول بشِعْبِ بوانٍ حصاني


أعن هذا يُسارُ إلى الطعانِ


فالتوازن حاصل في القصيدة الآنفة من جهة

/ 82