3. المتنبي والسرقات الشعرية - محور التجاوزی فی شعر المتنبی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محور التجاوزی فی شعر المتنبی - نسخه متنی

أحمد علی محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يعالجه استدعى ذكر من تعسّف في هذا الموضوع فكان من أقرب الأمثلة لذلك الحاتمي الذي قال فيه: "وقد أتى الحاتمي بألقاب محدثة تدبرتها ليس لها محصول إذا حُققت..."، وابن وكيع الذي ذكره بقوله: "وأما ابن وكيع فقد قدّم في صدر كتابه على أبي الطيب مقدمة لا يصح معها لأحد شعر...".

3. المتنبي والسرقات الشعرية

كان المتنبي متهماً عند خصومه بمجرد إطلاقه سؤال التميز، من أجل ذلك انصبت جهودهم لنفي ذلك، وما أثار منافسيه في الأصل قوله مدعياً بامتلاك ناصية البيان:




  • شاعرُ المجدِ خِدْنُهُ شاعرُ
    اللَّفظِ كلانا رَبُّ المعاني الدِّقاقِ



  • اللَّفظِ كلانا رَبُّ المعاني الدِّقاقِ
    اللَّفظِ كلانا رَبُّ المعاني الدِّقاقِ



إنَّ المتنبي في هذا الشاهد يرى أنّ الفعل العبقري الفريد إنّما يتجلى في لحظة شعرية في الأساس، لأنّ الشعر عنده هو أداة الإبداع ولسان العبقرية، ولا عجب بعد ذلك أن يجعل صانع الأمجاد وهو الممدوح شاعراً شبيهاً بشاعر اللفظ يعني نفسه، فكلاهما يبدع ويبتكر وينفرد عمن سواه، وهذا هو في الأصل محور شخصيته ومدار إحساسه بالعظمة، وإشارته في عجز البيت الآنف إلى أنّه رَبُّ المعاني الدّقاق يؤكد تلك النزعة عنده.

وهذا الشاهد وغيره من أشعاره في هذا الباب تفضي إلى حقيقة واحدة هي أنّ إحساسه بالتفرد قد بلغ من الضخامة ما يزعج متقبلي الشعر في عصره، وليس عجيباً أن يحاول خصومه من النقاد تجريده من هذه الصفة وذلك بإظهار تلك المعاني مسروقة أو مستوحاة من أشعار سابقيه ومعاصريه، وكان على رأس هؤلاء من معاصريه في القرن الرابع الهجري الصاحب بن عباد، والحاتمي، وابن وكيع، وأما العميدي فمن نقاد القرن الخامس الذين أعادوا النظر إلى شعر المتنبي في ضوء قضية السرقات ليظهر للناس حقيقة أبي الطيب الذي كان الشغل الشاغل للأدباء ومحبي الشعر في ذلك العصر.

4 ـــ قراءة الصاحب بن عباد والكشف عن مساوئ المتنبي

ألّف الصاحب بن عباد رسالته الموسومة بـ "الكشف عن مساوئ المتنبي"، محاولاً حصر تلك المساوئ بسرقاته الشّعرية، وهي رسالة موجزة، ذكر في فاتحتها أنّه ينتوي ذكر بعض شعر أبي الطيب الساقط فقال: "والآن أعود إلى ذكر المتنبي فأُخرج بعض الأبيات التي يستوي الرّيض والمرتاض في المعرفة بسقوطها دون المواضع التي تخفى على كثير من الناس لغموضها".

والواقع أنَّ الصاحب، مع أنَّ كلامه يشي بشيء من نقد المعاني، بوصفه حدد وجهة الرسالة باستخلاص أبيات من شعر المتنبي قال بأنّها ساقطة مرذولة، إلا أنّه انعطف إلى موضوع السّرق محدداً جهة العيب فيه، مما يشير إلى أنّه قصد بالمعاني الساقطة الأبيات التي سرقها المتنبي من غيره على ضعفها وسقوطها فذكر: "فأمّا السرقة فما يُعاب بها لاتفاق شعر الجاهلية والإسلام عليها، ولكنْ يُعاب إن كان يأخذ من الشعراء المحدثين كالبحتري وغيره جُلّ المعاني، ثم يقول لا أعرفهم ولم أسمع بهم، ثم ينشد أشعارهم، فيقول: هذا شعر عليه أثر التوليد، ولا عجب فهذا الصولي كان كثير الرواية حَسَنَ الأدب، إلا أنّه ساقطُ الشِّعر، يقول في كتاب الخلفاء وقد حشاه بشعره: إنّما أثبت شعري ليعلم الناس أنَّ في زمانهم من لم يسبق البحتري انتصف منه، وليس في الإعجاب بالنفس غاية، وكان بعض الناس يقول إنّي أجاري البحتري وأناويه وأناقضه وأساويه".

وظاهر كلام الصاحب هنا يشي بأنّ الشّعراء أغاروا على شعر البحتري وهو من المحدثين، وهنا يكمن العيب في السّرق، أما إذا نظر المحدثون في أشعار من تقدمهم من شعراء الجاهلية والإسلام وأفادوا منها فإنّ ذلك ليس بعيب، لأنّ معانيهم أضحت بعامل التقادم والاحتذاء كثيرة الدوران على الألسنة، غير أنّ هذا الكلام غير لصيق بالمتنبي؛ لأنّ الصاحب في عموم رسالته لم يثبت أنّ المتنبي أخذ من البحتري، وليس ذلك فحسب بل نراه يقصر كلامه على عيوب المتنبي بانتقاد معانيه، إذ افتتح نقده التطبيقي بقوله: "وأول حديث المتنبي أن لا دليل أدل على تفاوت الطبع من جمع الإحسان والإساءة في "بَليت" كقوله:

/ 82