4 ـــ الالتفات والتجاوز - محور التجاوزی فی شعر المتنبی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محور التجاوزی فی شعر المتنبی - نسخه متنی

أحمد علی محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وقوله:




  • لك الحمد في الدر الذي لي لفظه
    فإنك معطيه وإني ناظم



  • فإنك معطيه وإني ناظم
    فإنك معطيه وإني ناظم



وقوله:




  • هنيئاً لضرب الهام والمجد والعلا
    وراجيك والإسلام أنك سالم



  • وراجيك والإسلام أنك سالم
    وراجيك والإسلام أنك سالم



فهذه الشواهد مغسولة من الأفعال إذ اقتصرت على الأسماء والحروف, وهذا الاستخدام بطبيعة الحال يشكل تضاداً مع الاستخدام الواسع للأفعال في هذا النص, ومؤدى ذلك أن المتنبي أراد أن تسبح القصيدة في اتجاهين متغايرين: التسارع والحركة الناجم عن التوسع في استخدام الأفعال بأزمنتها المختلفة, وهذا بالطبع يناسب الحدث التاريخي الذي يعالجه هنا, والثبوت والوصف المنبعث من الصيغ الاسمية الدالة على حال من التأمل ورسم الشواهد والصور التي انطوت عليها الأحداث في القصيدة.

4 ـــ الالتفات والتجاوز

لقد عمد المتنبي إلى تقنية أسلوبية أسهمت من تلوين السياق في مجال استخدام الضمائر وما تحيل عليه من وظائف لغوية يفيدها ترجيح الخطاب في النص بين الغيبة والتكلم والإخبار, مما يشعر باعتماده على ما يعرف بالالتفات المقترن كما يقول ابن المعتز بانصراف المتكلم عن المخاطبة إلى الإخبار, وقد وضّح المبرد ذلك بتعليقه على قول الشاعر:




  • وأمتعني على العشا بوليدة
    فأبتُ بخير منك يا هود حامدا



  • فأبتُ بخير منك يا هود حامدا
    فأبتُ بخير منك يا هود حامدا



فقال: "كان يتحدث عنه, ثم أقبل عليه يخاطبه, وترك تلك, والعرب تترك مخاطبة الغائب إلى مخاطبة الشاهد, ومخاطبة الشاهد إلى مخاطبة المتكلم".

فنسق الالتفات كما يذكر المبرد بحسب استخدام العرب هو الانتقال من خطاب الغائب إلى الشاهد, ومن الشاهد إلى المتكلم, والمتنبي في النص الآنف لم يُجرِ شواهده كلها على هذا النسق بل عمد إلى شيء من العدول حين انتقل من خطاب الشاهد إلى خطاب الغائب في قوله:




  • إذا كان ما تنويه فعلاً مضارعاً
    مضى قبل أن تلقى عليه الجوازم



  • مضى قبل أن تلقى عليه الجوازم
    مضى قبل أن تلقى عليه الجوازم



ففي قوله (تنويه) ضمير عائد على المخاطب وهو سيف الدولة, وفي قوله (مضى) ضمير آخر عائد على الغائب وأراد به الفعل, وبذلك ترك مخاطبة الشاهد إلى الغائب, وهذا مؤشر أسلوبي ينحرف فيه الشاعر عن المألوف في المخاطبة, وبالمقابل تقيد في كثير من الشواهد بالحالات التي أقرتها البلاغة في موضوع الخطاب فنجده ينتقل من الغائب إلى الشاهد في قوله:




  • إذا زلقت مشيتها ببطونها
    كما تتمشى في الصعيد الأراقم



  • كما تتمشى في الصعيد الأراقم
    كما تتمشى في الصعيد الأراقم



وقوله:




  • يُسَرُّ بما أعطاك لا عن جهالة
    ولكن مغنوماً نجا منك غانم



  • ولكن مغنوماً نجا منك غانم
    ولكن مغنوماً نجا منك غانم



ومن أمثلة انتقاله من المخاطب إلى المتكلم قوله:




  • لك الحمد في الدر الذي لي لفظه
    فإنك معطيه وإني ناظم



  • فإنك معطيه وإني ناظم
    فإنك معطيه وإني ناظم



ولكنه لا يلبث أن يسجل انحرافاً عن هذا النسق أيضاً, فيلتفت من التكلم إلى المخاطبة في قوله:




  • وإني لتعدو بي عطاياك في الوغى
    فلا أنا مذموم ولا أنت نادم



  • فلا أنا مذموم ولا أنت نادم
    فلا أنا مذموم ولا أنت نادم



فهذه الأضرب من الالتفاتات من شأنها تلوين الخطاب بغية التأثير في السامع، وفيها من جهة ثانية علامة أسلوبية خاصة بمنشىء القول ولا سيما عندما يعمد إلى اختراق الأنساق المعروفة, ليعبر عن تجربته

/ 82