محور التجاوزی فی شعر المتنبی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محور التجاوزی فی شعر المتنبی - نسخه متنی

أحمد علی محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


1. لم يكن المتنبي في شخصه وفي شعره مبدعاً
يحفل بالنسق أو بالنمط السائد إلا ما كان
من دواعي الصناعة الشعرية، وهذا يفسر لنا
مسألة مهمة فحواها أنه مع تطاوله على
الأعراف الفنية المتصلة بعناصر التكوين
الشعري إلا أنه لم يثر على شكل القصيدة
مثلاً، فذلك الشكل لم يمسه تعديل يذكر في
ضوء نزوعه المحموم إلى التجاوز، ولهذا
الأمر دلالة واضحة تتمثل بكون الشكل الفني
لم يشكل عائقاً أمام سؤال الإبداع
والتفرد، مما يضيء جوانب مشكلة قديمة
حديثة لا يزال المبدعون يتحدثون عنها وهي
تلك المتصلة بقضايا الشكل الفني وضرورات
تجاوزه ليفسح المجال أمام الإبداع معبراً
عن ذاته متحرراً من قيود الشكل الشعري،
ولعل المشكلة وجدت في عصرنا الحالي بعض
المقترحات التي انتقلت إلى حيز التنفيد
بطريق شعراء قصيدة التفعيلة وأصحاب قصيدة
النثر، وقد كان الفريقان يسعيان بصورة
حثيثة لإطلاق الشعر من قيوده الشكلية:
الوزن والقافية بصورة جزئية عند أصحاب
التفعيلة وبصورة كلية عند الحداثيين، غير
أن الإبداع الشعري بعد ذلك لم يكن بصحة
وعافية، ولا تزال التجارب الحداثية تشكو
من وجود متقبلين يكسبون تلك التجارب
مشروعية حقيقية. مما يدل بصورة لا تقبل
جدالاً أن تلك المحاولات لا تعدو كونها
صيحة في واد، بمعنى أن أزمة الشعر
المتخيلة لم تكن في حال من الأحوال ناجمة
عن عقم الشكل الشعري التقليدي، بدليل أن
ذلك الشكل لم يقيد فرادة أبي الطيب وهو على
رأس الشعراء المجددين في زمانه.


2. يكاد ينحصر تجديد أبي الطيب في المعاني
والألفاظ والأفكار والصور دون الموضوعات
والأشكال، فتجدد المعاني جاء بطريق
مقارعة معاني سابقيه ومن ثم توليد دلالات
جديدة مستوحاة من سابقيه، وهذا هو الأسلوب
الحقيقي للتطور، بمعنى أنه لم يقطع الصلة
بين معانية ومعاني سابقيه بل نظر فيها
وأضاف إليها، ومن جهة اللغة لم تنقصه
الثقافة اللغوية غير أنه أحس بعامل التطور
الذي من شأنه أن يوسع مجالات المعنى مع
محدودية الألفاظ فنزع إلى المجاز، وقد وجد
في ذلك وسيلة للتعبير عن معانيه الواسعة
ضمن الألفاظ المحددة، وقد حاول النزوع إلى
لفظ غير مستخدم وتعبير غير مألوف، وقد بلغ
حداً أبعد من كل ذلك حين عمد إلى الإشارات
والرموز والأساطير كل ذلك ليحيط بمعانيه
الواسعة ويدل على ثقافته الغزيرة. ومن جهة
الأفكار أوجد لقاء بين الفلسفة والشعر
فتحققت لـه مصداقية القول بأنه من حكماء
الشعراء، ومن جهة الصور لامس علاقات غير
مألوفة، فباعد بين المشبه والمشبه به،
وحطم مفهوم المقاربة بين المستعار
والمستعار منه فكان لذلك على رأس الشعراء
المحدثين الذي خرجوا على عمود الشعر الذي
أقر بالعلاقات التي تنظم الوصف والتشبيه
والاستعارة والائتلاف.


3. إن المتنبي للأسباب المذكورة آنفاً
يمثل حالاً شعرية فريدة، وتجربة احتلت
حيزاً واسعاً في الذاكرة الأدبية
العربية، ومن الممكن أن يكون مثالاً
ومجالاً للاحتذاء في عصرنا الحالي ولا
سيما أن الشعر العربي قد وصل إلى طريق يخشى
أن تكون مسدودة، كل ذلك حفاظاً على الشعر
الذي نريد لـه عدم الفناء وقد قيل: لا تدع
العربُ الشّعرَ حتّى تَدَع الإبلُ
الحنينَ.


المصادر والمراجع


1. القرآن الكريم.


2. ابن الأثير (المثل السائر في أدب الكاتب
والشاعر) تحقيق بدوي طبانة وأحمد الحوفي ط2
دار نهضة مصر.


3. أرسطو (فن الشعر) نقل أبي بشر متى، تحقيق:
شكري عياد طبع في القاهرة 1965م.


4. الألوسي، محمود شكري (الضرائر وما يسوغ
للشاعر دون الناثر) شرح محمد بهجة الأثري ط
القاهرة 1341ه‍.


5. البديعي (الصبح المنبي عن حيثية
المتنبي) تحقيق مصطفى السقا وآخرين دار
المعارف مصر 1963م.


6. أبو تمام، حبيب بن أوس الطائي (ديوان)
تحقيق محمد عبده عزام ط دار المعارف 1950م.


7. الثعالبي (يتيمة الدهر) تحقيق مفيد
قميحة ط1 الكتب العلمية بيروت 1973م.


8. الجرجاني، عبد القاهر (دلائل الإعجاز)
تحقيق محمد رشيد رضا دار المعرفة ببيروت
1981م.

/ 82