4 ـــ العدول عن القياس - محور التجاوزی فی شعر المتنبی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محور التجاوزی فی شعر المتنبی - نسخه متنی

أحمد علی محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يصعب حصرها هنا لم يستخدم كلمة أروض ليثير خلافاً بين اللغويين، وإنما أراد أن يسجل انحرافاً عن النسق لغايات أسلوبية. ومثال آخر يسوقه الثعالبي يدل على ذلك الهاجس الذي كان يسكن المتنبي في محاولته على الدوام استخدام اللغة استخداماً فريداً يدور حول قوله:




  • أُحادٌ أمْ سُداسٌ في اُحادِ
    لييلتنا المنوطَةُ بالتَّنادِ



  • لييلتنا المنوطَةُ بالتَّنادِ
    لييلتنا المنوطَةُ بالتَّنادِ



قال الثعالبي: "وقد خطأه في اللّفظ والمعنى كثير من أهل اللّغة وأصحاب المعاني، حتى احتيج في الاعتذار لـه، والنصح لـه إلى كلام لا يستأله هذا البيت ولا يتسع لـه هذا الباب". وربما أراد الثعالبي أن يشير هنا إلى أن هذا البيت وغيره من الشواهد التي أثارت أصحاب اللغة ونقاد المعاني لم تكن بحال من الأحوال من سيئات أبي الطيب، وجهة العيب فيها أنّها كانت غير شائعة فحسب، معتمداً في ذلك على أقوال من رأى أنّ المتنبي لم يجانب القياس الذي يحظى باعتراف اللغويين تارة، ويقع موقع التسخط عندهم تارة أخرى، فقالوا إنّ العرب لا تقول إلا أحاد وثناء وثلاث ورباع، وهنا يقف المسموع عنها، وقد تخطى المتنبي السماع إلى القياس فقال سداس، ومع أنّ اللغويين قد أيدوا صوراً من الاستخدام القياسي كالذي حكاه ابن السكيت وغيره، إلا أنّ النظر في هذه القضية لا يتصل بأكثر من أنّ المتنبي أراد أن يكون مختلفاً حتّى وهو يتحرّك في شعره ضمن حدود القاعدة ورسوم الأصول، ليسجل لشعره انزياحاً دائم الحضور في الدرس النّقدي واللغوي وعلى مستوى التلقي عامة.

4 ـــ العدول عن القياس

لقد عمد المتنبي في مواضع مختلفة من شعره إلى التنويع الأسلوبي تعبيراً عن تميزه بالعودة إلى السماع بعد أن جرت العادة على الأخذ بالقياس، ففي هذه الناحية يعود ليسجل انحرافاً آخر في قوله:




  • إذا كانَ بعضُ النّاس سيفاً لدولةٍ
    ففي النّاس بوقاتٌ لها وطبولُ



  • ففي النّاس بوقاتٌ لها وطبولُ
    ففي النّاس بوقاتٌ لها وطبولُ



تنخل النقاد مفردات هذا البيت، فوجدوا قوله (بوقات) قد جرى على غير قياس، لأنّ (بوق) تُجمع كما يقول مَنْ تأمّل الجموع على (أبواق)، فهذا هو القياس، إلا أنّ المتنبي قد ترك القياس فقال في جمعها: (بوقات)، ثم سوغ ذلك لما سئل عنها أنّها من كلام المولدين الذين لم يُسمع إلا هكذا. فنزع إلى السماع الذي يكون تارة أصلاً وتارة تجاوزاً وانزياحاً بحسب منطق اللغة الشائع الذي يعمد بطبيعته إلى القياس تارة وإلى السماع تارة أخرى، ولكن المتنبي المبدع لم يكن معنياً بما يوافق الاستعمال الذي تجيزه القاعدة على أية حال، فحسبه أن يحلق في الفضاء الواسع للغة دون أن يقع في المحدود أو ما ترسمه القاعدة. وفي المثالين الآنفين لم يقل القائلون إنّه وقع في خطأ ما في أثناء تناوله المفردات، وإنّما عابوا عليه تجاوزه المألوف وفي ذلك حجة للمتنبي أكثر منها? عليه.

5 ـــ الخروج عن حدود اللغة

كانت نوازع المتنبي إلى التفرّد تجوز مسألة العدول عن النّسق اللغوي المعتاد، إلى ما يشبه الخروج الكلي على الصيغ اللغوية التي أقرها النظام أو المعجم، فهو من هذه الجهة يميل ميلاً شديداً إلى الاستخدام الفردي لبعض الأبنية بصورة تشير إلى تمرّده الواضح على محدودية الألفاظ والإقرار بعجزها عن استيعاب معانيه، فهو وإنّ أقرّ لـه مريدوه بكثير من المعاني الفريدة كما سنرى بعد حين، إلا أنّه لم يدع لهم حجة للدفاع عنه في مسألة تجاسره على اللغة، ومجاوزته حدودها بكلّ جرأة، حتّى اعترف بعض المدافعين عنه أن الوسيلة لم تعد تسعف بالتماس العذر لـه في هذا المجال، وقد كان الثعالبي قد آثر أن يترك شاعره المتنبي وحيداً يتلقى سهام الخصوم، وليس ذلك فحسب بل اقتضت موضوعية الرجل أن يقف ضده هنا في هذا الموقع قائلاً: "ومنها عسف اللغة والإعراب، وهو مما سبق إلى القلوب إنكاره، وإن كان عند المحتجين عنه الاعتذار لـه والمناضلة دونه" كقوله:




  • فِدىً مَنْ على الغَبْرَاءِ أوَّلُهم أنا
    لهذا الأبيّ الماجدِ الجائدِ القرْمِ



  • لهذا الأبيّ الماجدِ الجائدِ القرْمِ
    لهذا الأبيّ الماجدِ الجائدِ القرْمِ



فقال: لم يُحْكَ عن العرب "الجائد" وإنّما "الجواد"، والمتنبي أرادها على وزن اسم

/ 82