قراءة الجدول - محور التجاوزی فی شعر المتنبی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محور التجاوزی فی شعر المتنبی - نسخه متنی

أحمد علی محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


قراءة الجدول

إن النظرة المتأملة للجدول السابق تشف عن صنيع أبي الطيب في بناء القصيدة وهندستها من الناحية الفنية والموضوعية بصورة تظهر نسق الموضوعات وحجم القصيدة والآلية التي تصمم وفقها وهنا ينبغي تقييد بعض الملاحظات:

1. إن عدد القصائد المحدد بـ (110) قصيدة تزيد عدد أبيات القصيدة الواحدة على عشرين بيتاً هو مجموع ما نظمه المتنبي طوال حياته، وقد استغنينا عن ذكر المقطعات والقصائد التي يقل عدد أبياتها عن عشرين بيتاً بسبب اختفاء المعالم البنائية في القصائد القصار والمقطعات، كما أن عددها قليل قياساً بعدد القصائد التي تزيد على عشرين بيتاً، إذ لا تزيد نسبة القصار عن خمس وثلاثين بالمئة، وهذا يعني أن أبا الطيب لم يكن من أصحاب المقطعات بل من المقصدين.

2. إن القصيدة الكاملة عند المتنبي تترجح بين (20 و 66) بيتاً، فهي معتدلة، فقصائده لا تعد من مطولات القصائد، وتكاد تكون قصيدة المدح عنده من أوفى شعره من حيث الطول، إضافة لكونها الغرض الأساسي عنده، فمن بين ما أثبتناه في الجدول الآنف بلغ عدد مدائحه (79) قصيدة، في حين بلغ عدد مرثياته (9) قصائد، ولم يبق للموضوعات الأخرى من وصف وفخر وهجاء وغيرها إلا (22) قصيدة.

3. لا تظهر المقدمات بوضوح إلا في مدائحه، وعادة ما يكون موضوع المقدمات في المدائح النسيب الممتزج بالمفاخرة. والمقدمة تتناسب من حيث عدد أبياتها والقصائد التي جاءت بين يديها، ويترجح عدد أبيات المقدمات بين (2 و12) بيتاً إلا في حالات نادرة تطول المقدمة لتبلغ (20) بيتاً كما هو الحال في القصيدة التي مدح فيها عضد الدولة البالغة (49) بيتاً.

4. إن إيثار المتنبي التوسل بالنسيب في مدائحه رسم جرت عليه القصائد العربية منذ عهد امرئ القيس أو حتى منذ عهد من هو أقدم منه أعني المهلهل بين ربيعه الذي بدأ بذكر الديار والدمن والنساء في فواتح شعره ليجعل من ذلك سبباً لذكر الظعائن ثم يصف أو يمدح أو يتفاخر، غير أن جهة الانزياح تظهر عند المتنبي في مزجه النسيب بالفخر بالذات، فهنالك صيغ طاغية في مقدمات المتنبي فحواها أنه يجعل من نفسه موضوعاً للمقدمة وقد جاء ذلك في أكثر من (10) مقدمات، والجديد عنده أن يستقل موضوع الفخر بالنفس في بعض المقدمات التي وضعها بين يدي مدائحه، وهذا انزياح آخر عن النسق المعروف في البناء الشعري.

5. هنالك بعض القصائد في موضوعات مختلفة تستغني عن المقدمات، ولا سيما في القصائد القصار، وقد استغنت قصيدة طويلة واحدة عدد أبياتها (66) بيتاً عن المقدمات، وهذا بحد ذاته مؤشر دال على أن الحال النفسية وراء هذا الانزياح، إذ الشاعر لم يتمكن من مراعاة النسق الفني في البناء لما كان يعانيه من أزمات حالت دون اتباعه الرسم المعروف في الصناعة الشعرية، وعلى كل حال فإن ذلك لا يمثل ظاهرة عنده تمكن من القول إنه ثار مثلاً على منهج القصيدة العربية القائمة على تنويع الموضوعات وتقسيم الكلام على مقدمة وغرض وخاتمة.

6. يمكن القول: إن أغلب قصائد المديح عند المتنبي توافر لها عنصر التناسب من الجهة التي تشي بأن حجم المقدمة كان يناسب حجم الموضوعات، فلم تطل المقدمة لتطغى على الموضوع، وإنما جاءت في عدد أبياتها مناسبة لعدد أبيات القصيدة عامة، فالمقدمات عادة تحتل في الغالب ثلث حجم القصيدة إلا في النادر حيث تختصر إلى بيتين أو تطول لتبلغ (20) بيتاً، في حين كانت أكثر مقدماته لا تزيد على عشرة أبيات في القصائد التي تبلغ (40) بيتاً.

/ 82