3-من (المثل) إلى (النص) - سرد الامثال نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سرد الامثال - نسخه متنی

لؤی حمزة عباس

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

3-من (المثل) إلى (النص)

ارتبطت دراسات المثل العربي، إلى حد بعيد، بما عُرف عن المثل من تصوّر في كتب النقد والبلاغة وعلوم القرآن والحديث، وما ثُبت له من معنى لغوي واصطلاحي، صبَّ على نحو مباشر في (صيغته)، مؤداه اللفظي، الذي عّدَّت (المشابهةُ) من أهم معانيه، وبها يُقصد، مع معانٍ أخرى مثل (النظير، والصفة، المثال والحذو والشاخص) إلى كشف مستواه العلمي أو التداولي، مثلما تُضاء المساحة البلاغية التي يقوم عليها جسراً بين واقعين: قديمة غائبة وأخرى راهنة، تلمِّح الصيغةُ إلى ما يكون بينهما من اتصال عماده (المشابهة) بهدف التبصير والعظة، فهو كما يقول المبّرد "قول سائر شبه به حال الثاني بالأول" ، أو كما يقول الراغب الأصبهاني "عبارة عن المشابهة لغيره في معنى من المعاني، أي معنى كان، وهو أعم الألفاظ الموضوعة للمشابهة" ، فلمثل هذا المعنى، ولما يتفرّع عنه دور في توجيه الدراسات على اختلاف أوجهها، وصرف أنظارها إلى (صيغة المثل) التي أخذت مركز البحث والاهتمام ودُفع كلَّ ما عداها إلى مرتبة ثانية (ثانوية)، حتى عُدَّت (قصة المثل)، في حال التعامل معها، أمراً تابعاً إنما يؤتى به لبيان مناسبة المثل وتفسير صيغته. وقد حددت سمات المثل ومميزاته

كالإيجاز البالغ، والصيرورة، ومخالفة لفظ المضروب له وموافقته معناه، من مدى دراسته إلى الدرجة التي يصرِّح معها د. عبد الله إبراهيم بصعوبة ((إدراج المثل بوصفه نوعاً نثرياً طبقاً للمعايير التي تحدد الأنواع الأدبية))، من دون أن تغيب عن الأذهان معالجة الباحث للأنواع القصصية (الرئيسية) كالحكاية الخرافية (ممثلة بألف ليلة وليلة)، والسيرة، والمقامة، التي خصص لها بحثه (السرديّة العربية)؛ إن إلحاق المثل بالأنواع المذكورة ولو على سبيل القياس أمرٌ يحمل المثل، بما يسحبه من ظلال حكائية، على غير محمله ويقيسه بغير مقياسه إذ تقتضي الدراسة في معاينتها للخصائص النوعيّة للمثل فصله عن الأنواع المذكورة وملاحظة سماته الخاصة وهي تؤسس حضورها (عبر التاريخي) في عدم انغلاقها على زمان ومكان معينين، وفي توجهها وهي تسعى لالتقاط وقائع صيغها وتجارب أناسها إلى تقديم وصف أثنولوجي (بانورامي) لشخصية الأمة خلال مراحلها المختلفة.

إن دراسة السرد العربي بوصفه حصيلة مجموعة من أنواع، تحمل أهميةً مضاعفةً فهي تُعلن قدرة هذا السرد على الامتداد والتنوّع اللذين يوفران له أفقاً (أجناسياً) يثرى بما يكون بين أنواعه من تباين واختلاف، مثلما تعمل في فحصها لأنواعه، على الإسهام في تأمل تاريخ هذا الجنس وترسيخ الوعي به بما يمنح الدراسة عبر وضوح موقع مادتها على الخريطة النوعية للسرد العربي القديم، فرصة اختبار مكوناتها ضمن أطرها الخاصة وداخل سياقاتها، وممارسة دورها في فحص مقوماتها الشكلية، فإن شكل التعبير يتحكم إلى حد بعيد بتحديد النوع وكشف قوانينه إذ ((يصعب تحليل وفهم الفلسفة الشعبية والأخلاقية لكل نوع، أو الأنواع مجتمعة، إلا بعد الدراسة التشكليّة لنسق كل نوع وتحديد جذوره التاريخية)). من هنا كان اقتراح الدراسة بتحويل منظورها من الجزئي والخاص إلى الكلي والعام، من الفردي إلى الجماعي، في ملاحظة فضاء إنتاج المثل ورصد مظاهره التعبيرية، إجراءً منهجياً لفتح المجال الضيّق الذي حُدد غالباً أمام الدراسات السابقة بصيغة المثل نفسها، لتتوجّه إلى ملاحظة نص المثل (ضمن فضاء أوسع هو فضاء الكتاب) بما ينطوي عليه من وحدات حكائية، وتفسيرية، واستشهادية، وبما يسعى إلى تحقيقه من أهداف وعظية، وتعليمية، وترويحة، تكون ملتحمةً مع بعضها، وإن أسهمت سياقات تأليف كتب الأمثال بتقديم إحداها (أحدها) على الأخرى (الآخر)، لكنها تظل مترابطة على الرغم من ذلك، كما في الخطط الآتي:

نص المثل

الوحدة:

حكي

تفسير

استشهاد

الهدف:

ترويح

تعليم

وعظ

ترتبط مهمات نص المثل بنظام صياغته ونظام تحولاته وهو ينتقل من (الإِخبار) إلى (التمثيل) إلى (التخييل)، وإذا كان (الإِخبار) قد مثَّل القاسم المشترك بين مجمل أنواع السرد العربيّة، فإن الأخيرين يكونان مسؤولين بدرجة واضحة عن انتظام مميزات نصوص الأمثال واستجابتها لحركة السياق الثقافي، في ظهورهما وتواريهما، من دون أن يغيبا نهائياً عن سطح النص، إذ تظل مهمة (التمثيل) في أدنى مراحلها، هدفاً من أهداف (المثل) وميزةً مهمةً من ميزاته.

تقترح الدراسة في انتقالها من (المثل) إلى (النص) ضمن فضاء عام هو فضاء كتب الأمثال ومؤثرات التأليف فيها، كما ستبين الفقرة اللاحقة، ثلاثة مصطلحات تنظم قراءتها لعموميّة نصوص الأمثال وكليّتها وهي تفحص مكوناتها السرديّة ضمن مرحلة مهمة من مراحل الثقافة العربية-الإسلامية، هي (نص المثل)، و (صيغة المثل)، و (قصة المثل، وواقعته أو تجربته) بحسب موجّه الدراسة واختصاص مباحثها، سردياً (قصة)، بلاغياً (تجربة أو واقعة).

/ 89