(معجمات الأمثال)-البكري (ت 487هـ) فصل المقال في شرح كتاب الأمثال-الميداني (ت 518هـ) مجمع الأمثالوقد سعت الدراسة في تأملها لخصائص نصوص المرحلة الأولى إلى معاينة ما ذُكر منها في كتاب (البكري)، على ما في هذه الخطوة من خطورة لما يمكن أن يكون قد داخل النصوص من تغيير خلال رحلتها من مدوّنات "صحار"، و"علاقة"، و "عبيد" في المرحلة الأولى، إلى كتاب (البكري)، لكنها خطوة لازمة في مثل هذه الدراسة لما تمثّله هذه المرحلة من بُعد تأسيسي أثّر في كتب الأمثال في المرحلة الثانية على نحو خاص، وأسهم، بدرجات متفاوتة، باقتراح تشكّلاتها السرديّة. وقد اعتمدت الدراسة الكتب المحققة تحقيقاً علمياً يؤمِّن لها الظهور بصورتها الأولى قدر الإمكان، متجاوزة الكتب المجموعة والمنشورة نشراً جزئياً، والمختصة بنوع معين من الأمثال، فإن الكتب المجموعة مثل كتابي أمثال الأصمعي، وأمثال أبي زيد الأنصاري، تختلف عن صورتها الأصلية في عدد أمثالها وفي منهجها وترتيب مادتها، فهي تجتهد في سبيل جمع ما تبقى متناثراً في كتب الأمثال واللغة وكتب الأدب العامة من مواد كتاب معيّن، مما يؤثر، بالنتيجة، في صورة الكتاب الأصلية، ويُخضع نصوصه لإعادة الإنتاج ضمن سياقات جديدة تغيّر من نسائجها السرديّة ولا تهتم في أحيان كثيرة بغير محمولاتها ونقولات أخبارها. أما الكتب المنشورة نشراً جزئياً فلا تقدِّم إلا تصوراً محدوداً عن صورها الأصلية تغيب معه، كما في النقطة السابقة، سمات منهجها وترتيب موادها. وتهتم الكتب المختصة بنوع معيّن من الأمثال ككتب أمثال القرآن الكريم بكشف أهمية مرجعها، والوقوف على جانب من جوانب الإعجاز فيه، وهي تتفتح في دراستها لأمثال القرآن على حكمة الله تعالى، فإن من حكمته كما يقول الزركشي ((تعليم البيان، وهو من خصائص هذه الشريعة، والمثل أعون شيء على البيان)) بما ينأى بها عن الصورة العامة والمتداولة للمثل وقصته ويخضعها لاشتراطات القرآن الكريم البلاغية.