1-شخصيات نصوص الأمثال العامة - سرد الامثال نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سرد الامثال - نسخه متنی

لؤی حمزة عباس

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

1-شخصيات نصوص الأمثال العامة

يستمد هذا النوع من شخصيات نصوص الأمثال أهميته من توجهه لإنتاج نماذج إنسانية مفترضة تقوم بمهمة تمثيل وقائع صيغ الأمثال وتشخيص أحداثها من دون أن تعتمد في سرد وقائعها على مرجع معلوم تكشفه داخل النص إشارات مُعيّنة ومعلومات سواء ما تعلّق منها بالشخصيّة نفسها (الاسم والسمة وما عُرف عنها من نزوع واهتمامات) أو ما ارتبط بواقعة مُعيّنة (أيام العرب وتواريخ أحداثها).

إن افتراضية هذا النوع من الشخصيات تدعو الباحث لتأمل صلة نصوص الأمثال بواقع التجربة وفضاء إنتاجها، فإذا كانت نصوص الأمثال لا تقوم بغير تأمين مثل هذه الصلة التي لا تتميّز من دونها خبرة ولا تتشكّل تجربة، فإن نصوص هذا النوع لا تحدد أياً من العلامات التي تنتمي إلى مرجع معلوم فتظل نتيجةً لذلك وقائع نصيّة شبه منقطعة عن وقائع تجاربها ذلك لأن الصيغ نفسها نتاج تجارب معلومة تتوجه النصوص لتمثيلها بافتراض تجارب جديدة بعد أن سقطت وقائعها، وثائق أحداثها، فتقوم عندئذ بمعالجتها معالجة نصية مكتفية بمحمولات أخبارها فهي تنشئ من العلاقات السرديّة بين عناصرها ما يوحي عبر اكتمال تجاربها (النصية) بـ (تأريخية) أحداثها وهي بذلك تؤسس لأدبيّتها عبر إنتاج واقع بديل قوامه حضور النص بمختلف عناصره واكتفاؤه، ويمكن تحديد سمات هذا النوع ومميزاته بين النص والصيغة والعنصر مدار بحثنا (الشخصيّة) بالنقاط الثلاث الآتية:

1-قصر نصوص الأمثال.

2-اعتماد صيغة مثل واحدة في الغالب لكل نص منها.

3-اعتماد الشخصيات غير المعرَّفة.

يلاحظ تلازم النقاط السابقة وترابطها فإن الصيغة المفردة تقترح في معظم الأحيان مساحة سردّية محددة يتجنب النص خلالها تنويع حوادثه فهو يُعتمد بوصفه (جملة تعريف) تكشف محمول الصيغة وتضيء تجربتها أكثر من اعتماده "جملة خبرية تخبرنا عن حادث وقع في وقت مضى.." مما يتطلب حضور شخصيات غير معّرفة تستدعيها واقعة الصيغة وتستوجب وجودها فهي تستمد تعريفها من صيغة المثل نفسها وتكتسي بما يدل عليه الصيغة من سمات (البخل، الحمق، الحكمة..)، من هنا يمكن النظر إلى أساليب (تعريف) الشخصيّة داخل نصوص هذا النوع بما يقوم بينها وبين عناصر النص الأخرى من علاقات قد تنحسر أو تغيب سوى علاقة أساس هي علاقة الشخصيّة بصيغة مثلها إذ تُعدُّ الصيغة تشبيهاً بالشخصيّة (كالطاحنة)، أو تعليقاً على سلوكها (تنهانا أمنا عن الغي..)، (يداك أوكتا وفوك نفخ)، أو قولاً منقولاً من أقوالها (صكاً ودرهماك لك)..، (صغراهن مراهن)، (عرفتني نسأها الله).

ويسعى النص في ذلك كله للتأثيث لواقعته السرديّة من أجل أن يمنحها موقعاً مناسباً لا ضمن نصوص الأمثال وانتظام وقائعها فحسب، بل ضمن عادات العرب وتقاليدها، إن النص يهيئ بجملة أخرى موقعاً عرفياً لشخصيته يُضاء معه جانب محدد من جوانب حياة إنسان المثل كما في النص الآتي:

"كان الناسُ يتبايعون على طلوع الشمس وغروب القمر من صبح ثلاث عشرة ليلة تخلو من الشهر:

أتطلع بعد غروب القمر أم قبله، فتبايع رجلان على ذلك، فقال أحدهما: تطلع قبل غروب القمر، وقال الآخر: يغيب القمر قبل طلوع الشمس، فكان قوم الذين تبايعا ضلعوا مع الذي قال إن القمر يغرب قبل طلوع الشمس فقال الآخر: يا قوم إنكم تبغون عليّ، فقال لـه قائل: إن يبغِ عليك قومك لا يبغِ عليك القمر، فذهبت مثلاً."

إن الشخصية ترتبط عندئذ ارتباطاً مباشراً بصيغة مثلها، وتعرف بها، فنقول على سبيل تحديد الشخصيّة: الطاحنة، أو البغي، أو صاحب الفرس، أو صاحب السقاء، إذ لا تكون لها سمة مميزة غير اتصالها على نحو مباشر بالصيغة وانبثاقها عن تجربتها على النحو الآتي :

الصيغة

الشخصية

رقم المثل

كالطاحنة

الطاحنة

85

صكاً ودرهماك لك، لا أفلح من أعجلك.

البغي

41

تنهانا أمنا من صغراهن مرّاهن الغي وتغدو فيه.

البغي

76

يداك أوكتا وفوك نفخ.

صاحب السقاء

33

ونظراً لغياب السمات الخاصة للشخصيات الرئيسة في هذا النوع من النصوص فإن الشخصيات الثانوية لا تمثل غير حافز يقوم بمهمة توجيه أو تكليف الشخصيّة الرئيسة للقيام بعملها، وهي لا تنطوي بالضرورة على سمات تعريفية ولا تشغل مساحةً سرديةً مميزةً. وفي أسلوب آخر يُلاحظ تعريف الشخصية بالاعتماد على شخصية ثانويّة تكون معلومةً ومسماةً غير أنها لا تؤدي دوراً مركزياً في واقعة صيغة المثل، كما في نص المثل رقم (11) إذ تدور تجربة الصيغة في بيت رجل هو جار "معاوية بن سنان بن جحوان بن عوف بن كعب بن عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم" ، إن ا لدور الثانوي للشخصية لم يمنع النص من إيراد سلسلة نسبها الطويلة بينما بقيت الشخصيات الثلاث (الرجل وصديقته وزوجها) مبهمة، تُعرَّف بما يكون بينها وبين الشخصيّة الثانويّة المُعرَّفة من صلة.

وفي أسلوب ثالث يقوم تعريف الشخصية على بيان انتسابها وذكر قبيلتها على نحو عام أو مفصّل بينما تظل هي نفسها غير معلومة كما في نصي المثلين (46)، (65): "زعموا أن رجلاً من جهينة رمى رجلاً من القارة -وهم بنو الهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر -فقتله، فرمى رجل من القارة رجلاً من جهينة، وكان القارة فيما يذكرون أرمى حيّ في العرب، فقال قائلهم: قد أنصف القارة من راماها فأرسلها مثلاً" ، "زعموا أنه كان لرجل من طسم كلب فكان يسقيه اللبن ويطعمه اللحم ويسمنه ويرجو أن يصيد به أو يحرس غنمه، فأتاه ذات يوم وهو جائع فوثب عليه الكلب فأكله فقيل: سمِّن كلبك يأكلك" .

إن النص يسعى في سبيل بيان صيغته والتمثيل لها إلى الإفادة مما عُرف بعض قبائل العرب، كما في نصِّ المثل (46) (القارة أرمى حيّ في العرب)، وهو يخلق بذلك فضاءً مناسباً لعمل صيغتهُ من دون أن يمنحَ شخصياته ميّزةً تُذكر، فالشخصيّة تستمد حضورها من رصيد قبيلتها وما عُرف عنها، وقد ترتفع بعض قصص هذا الأسلوب إلى الأقوام البائدة وتتصل كما في نص المثل رقم (65) الذي يُقدم شخصية من قبيلة (طَسْم) ، مما يضيء انشغال النص بواقعته الأدبيّة في تمثيله لصيغته تمثيلاً لا يُتوخى فيه تاريخ التجربة ودقة وقوعها بقدر توجهه لبيان واقعتها النصية التي تفتح أفق الصيغة وتوسع مجال حياتها.

يمكننا بناءً على ملاحظة النوع الأول باختلاف صوره تأكيد أهمية حضور الشخصيّة في نصوص الأمثال، فإذا كانت الشخصيّة في بعض الأنواع السردّية، كما ذهب توماشفسكي، ليست ضرورية لصياغة المتن الحكائي "فهذا المتن باعتباره نظام حوافز، يمكن أن يستغني كلياً عن البطل، وعن خصائصه المميزة" ، فإن قصة المثل وعلى الرغم من أهمية أحداثها إنما تقوم بوصفها نشاطاً لشخصية تكون صيغةُ المثل عصارةَ خبرتها التي تدور، لعمقها ولدقة صياغتها، بين الناس، فقد تغيب سمات الشخصيّة ومميزاتها الخاصة من دون أن يؤثر ذلك على موقعها في التشكيل السردي لوقائع الصيغ وتجارب أناسها، مما يدعو إلى تأمل (فاعلية الإسناد) بين تجربة الشخصيّة وصيغة مثلها في موقعيها خارج النص وداخله، إن ملاحظة هذه الفاعلية تضيء بالدرجة الأساس دور الشخصية بوصفها عماد التجربة ومركز وجودها، فإذا مثّلت التجربة خارج النص دورَ المسند إليه والصيغة، ناتج التجربة، دور المسند، فإنها مع استعادتها داخل النص تؤدي دور المسند وتقوم الصيغة بدور المسند إليه كما في الجدول الآتي:

داخل النص

خارج النص

الإسناد

صيغة المثل

تجربة الشخصيّة

مسند إليه

تجربة الشخصيّة

صيغة المثل

مسند

إن ما يحدث من تغير في موقعي الإسناد بين التجربة والصيغة بين دور الشخصيّة وهي تؤدي أفعالها في الحياة، خارج النص، أو عبر إعادة إنتاج تلك الأفعال باستعادتها داخله، سواء على وجه الحقيقة أو الخيال، إذ أن نص المثل الذي يتشكّل على هدي الصيغة وفي سبيل التمثيل لها لا يتجاوز ارتباط صيغته بالتجربة، أو انبثاقها، بجملة أخرى، عن شخصية بعينها. إن أسبقية القصة على المثل، حسب تصور رودلف زلهايم في دراسته للأمثال العربية القديمة تتطلب موقفاً خارجياً وهي "تحتوي على المغزى من القصة، أو تشرح موقفاً مُعيّناً، لا يُفهم إلا من سياق القصة" ، هذا الموقف الذي سيؤدي دوراً أساسياً في استعادة القصة، أو التمثيل لها، بما يتناسب مع صيغة المثل التي تُعدُّ، عندئذ، مركزاً في عملية إنتاج نصوص المثل.

/ 89