1ـ التعبير المباشر عن المكان - سرد الامثال نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سرد الامثال - نسخه متنی

لؤی حمزة عباس

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

1ـ التعبير المباشر عن المكان

يُقدِّم كتاب المفضل الضبي (أمثال العرب) نماذجه في التعبير المباشر عن المكان عبر اهتمامه بلفظة (مكان) على نحو خاص، كأنه يفصل من بين محيط وقائعه موقعاً خاصاً يمثل حيّز الواقعة ومركز أحداثها، وهو على الرغم من معالجته العامة لمكان فسيح تتصل عبر متتاليات أحداثه وحدات مكانية مختلفة يعمل على تخصيص موضع معيّن يكون مركزَ الفعل ووسط تجسده كما في الأمثلة الآتية:

* مرا على سرحة بمكان فقال لـه الحارث: أترى هذا المكان (رقم المثل 1 ص47)

* فقال لأصحابه: كونوا بمكان كذا وكذا حتى آتي أهل هذا البيت (رقم المثل 13 ص63)

* إن مفتاح القيد مدفون في مذود الفرس بمكان كذا وكذا (رقم المثل 17 ص83)

* فما أ ظلم لقمان وهو بمكان يقال لـه شرج ـ وهو اليوم ماء لبني عبس.. (رقم المثل 62 ص154)

* حتى إذا كنت بثينة بمكان كذا وكذا فاقطعها بأهلك ومالك (رقم المثل 62 ص155)

بما يفيد (التعيين) في سعي النصوص لتحديد مكان على وجه التفصيل يُلاحظ تقديمه مختصراً بجملة تتكرر في مواضع متعددة (بمكان كذا وكذا) مع تغيّر المناسبة واختلاف الحدث، وقد يتوجّه النص لذكر مكان باسمه أو بعلامته (شرج، سرحة) ملحقاً بلفظ (مكان)، وقد يُخرق زمان النص تنبيهاً على صفة الموضع الجديدة بما يتقاطع مع ماضي الواقعة المعتمدة في نص المثل (وهو اليوم ماء لبني عبس)، إن لفظة مكان لا تختص بتوجّه معيّنٍ معلوم أو غير معلوم، ولا تعتمد في استخداماتها جميعها إضاءة موضع جغرافي بل تنقسم بحسب الوجهين الآتيين موسعةً من اللفظة ومساحة استخدامها:

سرحة

شرج (أ)

ثنية

مكان كذا وكذا (ب)

في مذود الفرس بمكان كذا وكذا

إن ما يلاحظ على القسمين (أ) و(ب) هو اتفاقهما في التعيين النصي لمكان الحدث والتنبيه على موقع منه دون سواه، سواء ذُكر هذا الموقع على نحو مباشر كما في (أ) أو ذُكر على وجه الاختصار كما في (ب)، فإن ما يحدث في القسمين هو اكتمال معرفة الشخصية (داخل النص) بالمكان، فالنصوص تُقدَّم عبر القسمين، فضلاً عن إمكانية الاختزال، أنموذجاً في التنويع السردي الذي لا يحتفظ معه قسما تقديم المكان بأهمية متساوية، فإن نماذج القسم (ب) تظل مبهمةً إذا ما نُظر لها من موقع (خارج النص) وهي لا تساوي من حيث معلومية الموقع وسماته الجغرافية القسم (أ)، لتفيدنا مثل هذه الملاحظة في الإشارة لإمكانية التنويع والتغيير التي تنطوي عليها مختلف وحدات نصوص الأمثال وعناصرها، وهو ما لا يقف عند الوحدات الكبرى منها لما تتمتع به من دور كما مرَّ بنا في فصل بناء الحدث، بل يؤكد حضوره داخل الوحدات والعناصر بغض النظر عن أهمية دورها وما تشغله من مساحة داخل النص، لتكشف واحدةً من السمات الأساسية لنصوص الأمثال في سعيها لتنويع نسائجها السرديّة التي يمثل التجسيد المكاني بتباين حضوره داخل النصوص صورةً من صورها المهمة.

2ـ التعبير غير المباشر عن المكان:

تختلف هذه الطريقة عن سابقتها في كونها لا تشير لمكانية الموقع أو المحيط بل تسعى إلى استثمار إشارية حضوره مؤثِرةً دمجها في نسيج النص وإقامة أوضح صلة لها مع باقي وحدات النص وعناصره، إن مهمة التبليغ المكاني تبدو مع التعبير غير المباشر أكثر ارتفاعاً وأشد أهمية من الطريقة الأولى لما يُتوخى فيها من أساليب تُسهم بتعددها واختلاف صورها بتوسيع حضور المكان في نص المثل، وهي تعتمد قسمين أساسيين يقومان على تحديد المكان أو عدمه هما:

أ ـ عدم التحديد المكاني.

ب ـ التحديد المكاني.

يتميّز القسم الأول (عدم التحديد المكاني) بشموله وسعة حضوره في نصوص أمثال المفضل الضبي وهي تتوجّه في الغالب إلى تأشير أماكن أحداثها عبر ما يُلمس فيها من تغيّرات الأفعال التي تقوم بالأساس على التحول والانتقال، فلا يخضع المكان في هذا القسم لموجّهات وصفية تستقصي عناصره وتكشف تفاصيله بقدر امتزاجه بحركة السرد ونظام أفعاله، لكن المكان على الرغم من ذلك يحظى بانتباهة موضوعية (لا وصفية) يكون بمقدورها الإشارة إلى أبعاده الكلية، وبيان سماته العامة التي تطمح في معظم الأحوال لاستشراف محيط الحدث من حيث السعة والضيق، أو السهولة والصعوبة، أو الجدب والخصوبة بما يرتبط على نحو مباشر بالحدث ونظام تشكّله كما في المتتالية الأولى من المثل رقم (1) على سبيل الملاحظة:

((زعموا أن ضبّة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن معد وكان لـه إبنان يقال لأحدهما سعد والآخر سُعَيد، وأن إبل ضبّة نفرت تحت الليل وهما معها، فخرجا يطلبانها، فتفرقا في طلبها، فوجدها سعد فجاء بها، وأما سُعَيد فذهب ولم يرجع، فجعل ضبّة يقول بعد ذلك إذ رأى تحت الليل سواداً مقبلاً أسعد أم سُعَيد فذهب قوله مثلاً))، تنشغل المتتالية، والنص من بعدها، انشغالاً واضحاً بالمكان يكون عماده ما يتحقق من صلة بين المكان وتغيّرات الأحداث: الخروج والنفور والرجوع وعدمه، فالعلاقة بين الوحدات الأربع علاقة مكانية تقوم على سعة المساحة التي نفرت عليها الإبل وتفرَّق الأخوان في طلبها حتى غيبتهما تلك السعة في مجهولية حدثها ـ التي يعمل النص على تأجيل المجاهرة بها حتى متتاليته الثانية ـ يجدها الأول ويعود بها فيما يوغل الثاني بعيداً في مجهول النص ولا يعود، لتقوم الصيغةُ[Author ID1: at Fri Jun 13 15:10:00 2003 ] بعدئذ على مساءلة القادم من بعيد هذه المرة (أسعد أم سُعَيد؟) والمكان في ذلك كله يؤكد ارتباطاً صميماً مع الفعل إذ إنه لا يتجلى من دونه، إن الفعل يمثل بطريقة ما (صفة) المكان وبيان تجسده، فإن تراتبية الأفعال في المتتالية تنظم نوعاً من التلازم في الإشارة لمكان وقوع أحداثها:

نفرت

خرجا

تفرقا

وجدها سعد جاء بها

ذهب سُعَيد لم يرجع

وهي تشير، من ضمن ما تشير إليه، إلى (نوعية) غير مصرح بها للمكان بما يُسهم على نحو جلي ببناء الحدث وكشف تحولاته، الأمر الذي تتساوى فيه الأماكن على الرغم مما بينها من تباينات مظهرية أو اختلاف في مستوى ارتباطها بالحدث كما في الأمثلة الآتية:

المثل رقم (9): انطلق به سعد حتى إذا كان بباب بيته..

المثل رقم (11): وجاء الصديق كعادته فوجد الزوج مضطجعاً بفناء البيت..

المثل رقم (15): فلم يزل ذلك الملك بمجاشع حتى أتاه بنهشل، فأدخله عليه وأجلَّه..

المثل رقم (33): زعموا أن قوماً كانوا في جزيرة من جزائر البحر في الدهر الأول ودونها خليج..

المثل رقم (88): زعموا أن أخوين كانا فيما مضى في إبل لهما فأجدبت بلادهما، وكان قريباً منهما واد فيه حية قد حمته من كل أحد..

تلاحظ عمومية موقع الحدث بما يتجاوز حضوره المجسَّد في أفق النص، لا فرق في ذلك بين بيت ومجلس ملك وجزيرة وواد إلا ما يكون بين المجرّدات من تمايز واختلاف، إنها تُسهم جميعها بتعضيد الحدث بدرجة متساوية بوصفها حيزاً لوقوعه أو مجالاً يجترحه النص لتحقيق تمثل سردي أنسب لوقائع صيَغهِ، لكننا نجد في أمثال الشخصيات بشكل خاص تحولاً في التعامل مع المكان، وتبايناً في الكيفية التي يُشكَّل بها حضوره داخل النصوص، فتبدو هذه النصوص صورةً لتواصل قسمي الحضور المكاني المحدد منه وغير المحدد، وسمةً لقياس التعامل النَصي مع المكان وهو يقترب من معالجة تأريخيته محاولاً الإحاطة بتفاصيله التي تؤدي فضلاً عن دورها التزييني مهمةً تفسيريةً ترتبط إلى حد بعيد بالمكانة الاجتماعية للشخصية ودرجة وعيها لخصوصية محيطها كما في النصوص التي تقوم على أحداث ترتبط بدرجة أو بأخرى بـ (النعمان بن المنذر) ملك الحيرة، وتتجسد في بلاطه:

المثل رقم (6): كان عند النعمان..

المثل رقم (14): وكان النعمان بادياً..

وكان النعمان يجلس بالهاجرة في ظل سرادقه..

المثل رقم (68): اتخذ مجلساً قريباً من قصره بالحيرة، فجعل تحته طاقات

وجصصه فكان أبيض، وكان المجلس يسمى ضاحكاً لبياضه.

يُلاحظ، بدءاً، مستوى من التدرّج في التعامل مع المكان يبدأ من المكان العام غير المحدد الذي يُستنبط استنباطاً، فإن شخصيّة تكون عند (النعمان) تقتضي تصوراً لبلاط يتناسب مع أهمية هذا الملك وسعة سلطته من جانب، ولمظاهر عصره العمرانية من جانب آخر، ليُسهم هذان الجانبان بتنظيم الإشارة المكانية وتوجيه حركتها داخل النص وخارجه، داخل النص عبر تعزيز نظامه السردي، وخارجه عبر إدراك أهمية المرجع التي لا تقوم نصوص الأمثال بغير تأمين صلتها معه، ليشكل النص عبر طرفي الفاعلية ممارسته السيميائية. بيد أننا مع المثل رقم (14) نتقدم خطوة في استبصار علاقة معلومة بالمكان، فللملك عادات (مكانيّة) منها الخروج إلى البادية، ونصب السرادق، أما في المثل رقم (68) فيحدث تحولٌ كامل نحو القسم الثاني: التحديد المكاني، إذ يُلاحظ اهتمام النص بالموقع والبناء الهندسي واللون فضلاً عن التسمية، إن المكان يُحاط مع مفتتح نص المثل بعناية يُضاء فيها من (شجرة الوصف) الوضع والصفات والعناصر، فيُدعَم الحضور المكاني بحضور آخر (معنوي9 يكشف موقع الشخصية ويُعلن عن أهميتها:

مجلس النعمان

الموضع الصفات العناصر

(مكان) (الشك، اللون) (المكونات)

قريباً من قصره بالحيرة مجصص، أبيض تحته طاقات

إن اعتماد المكان كما في مفتتح النص يُسهم بتحديد موصوفاته والإلماع لدوره في حركة الأحداث فهو يجيب عبر (الوضع) على السؤالية (متى وأين)، أما عبر الصفات والهيئات فيعتمد اتصاف الشيء بصفات تميّزه عن غيره، وينتقل عبر ذكر (العناصر) إلى مكوناته الصغرى التي أسمتها د. سيزا قاسم ((الموصوفات الثانوية الداخلية))، والنص عبر مباشرته بإضاءة مكانه وتلمّس تفاصيله يكون قد اختار مدخلاً جمالياً لموضوعه الذي يقوم على بيان سلطة (النعمان بن المنذر) وعزَّه وتمايزه إلى الدرجة التي يَستحضِرُ فيها بعضاً من شعر لبيد بن ربيعة والأعشى في ذكر النعمان وفضله. وإذا كان المثل رقم

(68) يقوم على تجلية مكان محدد يمثل موقع الحدث ومركز تجسده فإن من نصوص الأمثال ما يقوم على تعدد الأماكن بتعدد أحداثه وتباين متتاليته كما في نص المثل (87)، فهو على الرغم من اعتماد خبرين أساسيين يكونان سلسلة انتقالات أحداثه بين طرفي عُمْر الشخصية (طرفة بن العبد) يعتمد عدداً من الوقفات المكانية بين خبر وآخر، ولعل من المهم ملاحظة تباين حضور المكان في كل من الخبرين، ففي الوقت الذي يكتفي الخبر الأول بمكان واحد يمتد الخبر الثاني بانتقالات أحداثه إلى أكثر من خمسة أماكن يُسهم كل منها ببلورة عنصر جديد يتواصل عبره مجرى الحدث وصولاً لاكتمال متتاليته الخبريّة، كأن النص حين يُقدِّم موقعاً مكانياً واحداً في خبره الأول يكتفي باسترجاع حدث يقوم مقام النبوءة التي يتوجّه الخبر الثاني بتتابع أحداثه وتعدد أماكنه لرصد تفاصيلها كما في التسلسل الآتي:

خبر (1)

المتلمس يقف ذات يوم على (مجلس لبني قيس بن ثعلبة)

المكان: مجلس بني قيس

طرفة يُقبل على (المجلس)

ـ ويل لهذا من هذا.

خبر(2)

المتلمس وطرفة يقدمان على عمرو بن المنذر فيجعلهما

الأماكن

في صحابة قابوس

بلاط عمرو بن المنذر

قابوس شاب كثير اللهو والصيد

موقع قابوس

طرفة يهجو قابوساً

الحمّام

عبد عمرو ابن عم طرفة ينشد عمراً هجاء طرفة (في الحمّام)

هجر

عمر يكتب إلى عامله على (هجر) بقتل المتلمس وطرفة

نهر بالحيرة

يمران على (نهر بالحيرة)

جفنة

المتلمس يلقي كتابه في الماء ويأبى طرفة حتى أتى به عامل عمر فقتله

المتلمس يلحق بملوك جفنة بالشام.

وإذا كنا قد أشرنا لتميز المكان ووضوحه في نصوص أمثال الشخصيات فإن الذروة في التعامل مع المكان ووضوحه في نصوص أمثال الشخصيات فإن الذروة في التعامل مع المكان في كتاب (أمثال العرب) تبدو جليةً في نص (ابنة الزّبّاء) الذي يكاد يكون نصاً مكانياً بامتياز، إذ تتجلى فيه أكثر الصلات وضوحاً بين الشخصية والمكان من جهة، وبين الشخصية والحدث من جهة أخرى فيفيد نمط العلاقة الأول (الشخصية المكان) بخلق مجال خاص لا يقوم على صلة حاضرة يعتمدها النص في سلسلة متتالياته حسب بل يتوجّه للإحاطة بما يُمكن من ماضي المكان أو يمتد لمستقبله (وهو يمثل حاضر رواية النص)، ليكتمل النمط الثاني من العلاقة: (الشخصية الحدث) بما يُنجزه الأول من تجسيد فيبدو الحدث عندئذ عبارةً عن مجموعة من النقلات المكانية التي تؤمِّن، بما يقوم بين وحداتها من نبوءة ورصد، أعمق اتصال ممكن.

إن الشخصية في نص المثل رقم (60) تتجسد عبر مجموعة من العلاقات المكانية التي تنضج وتتضح ملامحها عبر تماسها معها فيكشف موقع الشخصية مثلما يلمع لتأريخيتيها، فإن شخصيتي (ابنة الزّبّاء) و(جذيمة الأبرش) تُقدَّمان بالاعتماد على هيمنة مكانية لا تكتفي بتحديد موقع جغرافي عام بل تُسهم بمعالجة خاصة تميّز كل شخصية منهما (ابنة الزّبّاء: مدائنها على الفرات، شقت الفرات، جعلت أنفاقاً بين مدينتها، حاصرت مارداً والأبلق) (جذيمة الأبرش: ملك الحيرة وما حولها، ينزل الأنبار)، إن التقديم المكاني للشخصية يُقيم صلةً واضحةً بين سوابق الحدث ولواحقه فهو يرسم وحداتٍ مكانيةً تُسهم إلى حد بعيد بتمتين الوشائج السردية سواء ما استُثمر منها بتطوير حدث معيّن أو ما اعتُمد في إضاءة صيغة مثل، الأمر الذي يمكن ملاحظته في المجموعة الأولى من أخبار نص المثل (من الخبر رقم (1) إلى الخبر رقم (6) التي تبدأ برصد أهمية ابنة الزّبّاء، وذكر بعض أفعالها الجِسام وتنتهي بحصار (عمرو بن عدي اللخمي) لها وانتحارها، لنكون داخل نص المثل إزاء حلقات مكانية تتصل مكونةً سلسلةً مديدةً، واسعة المساحة، تستمد كل حلقة منها مركزها من حضور شخصية تتجسد الحلقة بالتقاط نشاطها المكاني الذي يُميّزها عن شخصية أخرى ويسمح لها بالانتقال والتركيز من أماكن (خارجية) فسيحة ذوات سمات جغرافية متعددة إلى أماكن داخلية محددة المساحة ذوات سمات تكشف على نحو مباشر عن أهداف الحدث واختلاف محاوره كما في حلقتي (ابنة الزباء) الأوليين التي يسعى النص عبرها للإشارة إلى أهمية الشخصية وسعة نفوذها، والثانية التي ينحرف بها متابعاً دخول (جذيمة الأبرش) لقصرها وصولاً إلى مفردات مكانية مثل السرير والنطع تختتم حلقةً وتُسهم بتغيير مجرى السرد، كما في المخطط الآتي:

أ. ملكة على الجزيرة وقنسرين

ب. مدائنها على شط الفرات من الجانب الغربي والشرقي

(1) (إبنة الزبّاء) (وهي قائمة اليوم خربة)

ج. وفيما يُذكر قد شقت الفرات

د. وجعلت (أنفاقاً) بين مدينتها

هـ. حاصرت مارداً فامتنع منها تمرد مارد وعزَّ الأبلق

حاصرت الأبلق فامتنع منها

أ. ملك على الحيرة وما حولها

(2)(جذيمة الأبرش ب. ينزل الأنبار

ج. حتى إذا كان بمكان يقال لـه (البقة)

موكب

باب المدينة (ببقة صُرم الأمر)

(3) (إبنة الزّبّاء) قصر

سرير

نطع

قصر الزّبّاء

(4) العراق

(عمرو بن عدي اللخمي) اكتشاف موضع الأنفاق

(قصير) دخول المدينة

انتحار الزباء

يعتني النص بالمكان أسوة بنصوص الشخصيات، متميزاً عنها بعدم اكتفائه بالملاحظة المكانية العامة، وباختلاف موقع كل من شخصيتيه الرئيسيتين مما منحه إمكانيةَ الشمول والاتساع في المكان مثلما في الزمان، فالشخصية البطولية ذات الأثر الأسطوري تطبع الزمان بطابعها بما تُنجز من أفعال مميّزة مثلما تؤثر على المكان فيغدو صورةً لقوة إرادتها، ومظهراً من مظاهرها؛ إن المكان يرتفع في نصوص القسم الأخير، على الرغم من إشاريّة حضوره ليمثل أنموذجاً كنائياً يملك أن يُعبِّر عن قدرة النصوص على الموازنة بين تطلعها النَصّي ورصدها لعوالم وقائعها، فيُلاحظ اهتمامها بعناصرها السرديّة وعنايتها بمواقعها النصيّة وهي تُعنى في الوقت نفسه بمراجع صيغ أمثالها.

/ 89