الأمثال - سرد الامثال نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سرد الامثال - نسخه متنی

لؤی حمزة عباس

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الأمثال

شعبيّة

(انتهت مع العصر الجاهلي)

خرافية

قياسية

موجزة

مولدة

(ظهرت في العصر العباسي)

(امتدت من العصر الجاهلي إلى العصر العباسي)

يدعونا التقسيم للنظر في موضوع (شعبيّة) الأمثال واختصاصها باتجاه محدد من اتجاهات الأمثال العربية، فإذا كان المعنى يتغيّر بتغيّر الأزمان والتجارب لتبدو ثمة معانٍ قديمة وأخرى حديثة أو مولّدة، فإن (الشعبية) تظل سمةً مهمةً تغطي جانباً أساسياً من أمثال المراحل جميعها، تلك التي تختلف في مصادرها وعلَّة نشوئها عن الأمثال الذهنيّة النابعة عن الحكم والأقوال المأثورة، أو الأمثال النابعة عن الشعر، أو أمثال القرآن الكريم، وربما أخذت (الشعبيّة) في تقسيم د. خلوصي معنى (غير المدوّن) في إشارة إلى انتهائها مع العصر الجاهلي، لتكشف خصائص الاتجاه الثاني (خرافية، قياسية، موجزة) ما انتقل منها عبر مدونات الأمثال الأولى إلى العصرين الأموي والعباسي، ممثلاً مناسبةً مهمةً لتحولها من أمثال شعبيّة مجردةٍ تتناقلها الألسن إلى مدونات، تهتم بشكل ما بمساحتها النصيّة التي تجمع بين وحداتها الشعر إلى جانب النثر، وتؤكد عنايتها بالتمثيل الحكائي واهتمامها بقصص أمثالها وهي تُسهم، بدرجات متفاوتة باحتضان النموذج (الخرافي)، وخلق مجال مناسب يُعتنى فيه بـ "الحديث المستملّح من الكذب" ()، عبر النقل والتدوين أو اعتماد الحدس والتخمين واختراع القصص والحكايات الخرافية ()، التي وجدت للإيهام بواقعة المثل والارتفاع بها من كونها صيغاً مجردةً إلى تشكيلات حكائية تهتم بالصور الحسية لتجاربها.

إن عملية استعادة الخرافة أو إنتاجها داخل نصوص الأمثال وهي تمثل نزوعاً عاماً "تنطوي على تصورات ورؤى ووقائع، أسطورية ودينيّة وتاريخيّة قديمة" () ساعدت في الحفاظ على جانب من الموروث الحكائي والانتقال به عبر الأنواع الثانوية والأشكال الهامشية خلال القرنين الأول والثاني الهجريين إلى مراحل لاحقه شهدت نضوجاً حكائياً تطوّر خلاله الأنموذج السردي تطوراً ملموساً وتوفرت له بفضل عوامل متعددة فرصة اتساع عوالمه التخيلية وتعدد مستويات نصوصه ضمن حدودها التاريخية ومرتكزاتها وأنظمة اشتغالها السردي، يمكن إجمال السمات الخرافية في قصص الأمثال بالنقاط الآتية:

أ-الحكاية عن الحيوان.

ب-الحكاية عن الأقوام البائدة.

ج-الجذور الأسطورية لعدد من الشخصيات.

د-التناقض بين الصفات المعنوية والجسديّة لعدد من الشخصيات المعلومة في انتقالها من نص إلى آخر أو في امتداد صيغ أمثالها داخل النص الواحد.

ه‍-اعتماد نسبة مهمة من النصوص على شخصيات مغفلة، بلا اسم أو صفة ودونما تحديد زماني أو مكاني، غير ما تقترحه قصة المثل من حضور خاص تكون الشخصية فيه (بنت الواقعة) أو المظهر الإنساني لصيغة المثل.

تُلاحظ أهميةُ حضور الخرافة ضمن نصوص الأمثال لا بوصفها نوعاً قصصياً بل بما تساعد في إقامته من أنواع قصصية تتحرف بمروياتها عن قول (الحقيقة) لتنشغل بالخيالي والمتوهم من الحكايات والأخبار، من دون أن توفر لنفسها، ضمن هذه النصوص، غطاءً اعتبارياً تخضع فيه "للإسناد الذي يفترض انتساب القول لصاحبه" () إنها تعمل بارتكازها على أرض جاهلية على تسويغ ظهورها وانتقالها من المدوّنات الأولى إلى الكتب بما تقيمه مع صيغ الأمثال من ارتباط تغدو فيه ركناً مهماً من أركان قصة المثل، وربما حفلت صيغ الأمثال بالعناية في المدونّات والكتب المبكرة بسبب من ارتباطها (بقصة) تحمل من سمات الخرافة وأصدائها ما يجعل منها مادةً مناسبةً للأسمار. وقد تلمّس مؤلفو كتب الأمثال المتأخرة حضور الخرافة في كتب الأمثال السابقة متخذين موقفاً حازماً منها وهم يتوجّهون توجهاً منهجياً تُراعى فيه علمية التأليف والتقسيم والانتقاء، إذ يُشير الميداني (ت 518ه‍) في حديثه عن مصادر كتابة (مجمع الأمثال) إلى أنه نقل "ما في كتاب حمزة بن الحسن إلى هذا الكتاب، إلا ما ذكره من خرزات الرقى وخرافات الأعراب" من دون أن يحدد فهماً دقيقاً للخرافة المتروكة.

وربما وُجد قبل إشارة الميداني، ما يُعيِّن مالا يتوافق مع العقل وما لا يقبله المنطق من الأخبار على أنه من الكذب، كما في كتاب (الكامل) للمبرد (ت 285ه‍) الذي خُصص بابٌ من أبوابه تحت عنوان (من تكاذيب الأعراب)، تطالعنا فيه بعضُ الحكايات التي لا تنطوي أصلاً على (صيغ أمثال) وإن وردت في كتب الأمثال، خصوصاً ما يتعلق منها بالشخصيات ذوات المصادر الأسطورية كشخصية لقمان، فهو يذكر طرفاً من خبره المروي على لسان جاريته في حكاية من حكايات كتاب المفضّل الضّبيّ (أمثال العرب) () مع إشارة صريحة إلى بطلان مثل هذه الأخبار "من ذلك ما يحكون في خبر لقمان بن عاد، فإنهم يصفون أنَّ جارية له سُئلت عما بقي من بَصَره لدخوله في السن؟ فقالت: والله لقد ضَعُفَ بصرهُ، ولقد بقيت منه بقيّة، إنه ليفصلُ بين أثر الأنثى والذكر من الذر إذا دبَّ على الصفا، في أشياء تشاكل هذا من الكذب" ().

يتوجّه البحث في الفقرة اللاحقة، بناءً على ما أثير من قضايا وما نوقش من تفصيلات، للانشغال بالكيفية التي تقترحها /تقتضيها رؤياه لمعاينة موضوعها: الطرائق والآليات والإجراءات، فضلاً عما تقترحه من مصطلح تُناط به مهمة أساسية، بحسب دقته وفاعلية استخدامه، في تهيئة مجال مناسب لإضاءة حقل الدراسة والوقوف على سماته الخاصة بعيداً عن هيمنة التصوّر المسبق.

/ 89