يرتبط تجلي هذا المظهر بانطلاق حركة التأليف الأدبي، إذ أسهم تأليف الكتب المبكّرة للأمثال، منذ أواسط القرن الثاني الهجري، بإنتاج أول نماذج التأليف الأدبي العربيّة، بعد أن سبقتها طوال القرن الأول الهجري مدونات لم تُعد "تأليفاً أدبياً بمعنى البحث" لكنها هيأت مادة أوليّة مناسبة لهذه الكتب من خلال تدوين المرويات الجاهلية ، وفتحت المجال لاختبار فاعليتها ضمن حركات السياق الثقافي الجديد، وهي تمنح (الثانوي) و(الهامشي) من الموضوعات والأنواع فرصة الظهور في مؤلفات خاصة وإن توجهت بالأساس لخدمة اللغة العربية حتى عُدَّت "دراسة الأمثال بداية تصنيف المعجمات العربية.. في تدوين الألفاظ وإيضاحها حسبما اتفق" .لقد شكّل تأليف كتب الأمثال في مرحلتها الأولى فرصة مهمة لنسق الثقافة العربية -الإسلامية لاحتضان نمط مغاير من المؤلفات لم تتوجه لاستقصاء وفحص مدوناتها بقدر توجهها، على أيدي علماء اللغة ، لالتقاط صيغ الأمثال والانشغال بالتمثيل لها، مهيئةً المجال، تحت أهداف لغوية محضة، لرعاية بذار (أدبيّة) عبر اعتنائها بنماذج أمثالها التي اتخذت خلال عصور إنتاجها، حسب تقسيم د. صفاء خلوصي، ثلاثة اتجاهات كما في المخطط الآتي :