زمان مكان - سرد الامثال نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سرد الامثال - نسخه متنی

لؤی حمزة عباس

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

زمان مكان

وقد يمتد هذا التلازم في سبيل إضاءة حقول التجارب وميادين وجودها لا لنقلها نقلاً حرفياً إلى صيغ الأمثال، فقد تحضر الأشياء بأسمائها والأزمنة بمحدداتها لكنها، على الرغم من ذلك، تُسهم بخلق فضائها الخاص الذي يبدو فيه كلٌ من الزمان والمكان مرآةً تعكس إحداهما صورةَ الأخرى، ومناسبةً تستنطق أثرها.

الزمان في نصوص الأمثال: درجة الصفر

(من زمن الرواية إلى زمن المروي)

تقوم البنية الزمنية في نصوص أمثال (المفضّل الضّبّي) على درجة صفر معيّنة تعتمدها النصوص بوصفها نقطةَ انطلاق السرد وبؤرة حركته، وهي تشكّل المحور الأفقي للزمان الذي يؤكد موقعاً تتحرّك منه النصوص وتوثق تجارب صيغها، إنه الموقع الذي يتخذ من (الاستهلال) مركزاً سرديّاً يُنظر من خلاله لتنوّع زمان نصوص الأمثال، وملاحظة محورها العمودي الذي يعمل على تنظيم تراتبية خاصة لزمنية نص المثل تقوم على سلسلتي الحوادث والصيغ، ينظم الاستهلال موقعاً أولياً لزمنيته بوصفها ((الطابع الذي يأخذه كل ما يتحقق في الزمان)) حسب تعبير جان بويون، لينظر عبر هذا الموقع من (حاضر) الراوي إلى ماضي ما يروي، معيّناً تحققات أحداثه الزمانية وارتباط صيغ الأمثال بها أو انبثاقها عنها، إذ تقترح (زعموا أن) مستويين من الزمان -كما اقترحت من قبل نوعين من الارتباط بجهتي الاستهلال الـ (ما قبل) والـ (ما بعد)- يقوم الأول على تحديد موقع الراوي نفسه وهو يشكّل حاضر النص الذي سيفتح عبر (زعموا أن) باباً للولوج إلى ماضي التجربة الذي يشكّل باختلاف وقائعه المستوى الثاني للزمان، فالزمان كما يبين بول ريكور، لا يغدو زماناً إنسانياً إلا بتمفصله من خلال نمط حكائي معيّن، وإن الحكي لا يكتسب دلالته إلا ضمن الشرط الزماني الذي يتحقق من خلاله.

يعمل الاستهلال في نص المثل بتعدد مستوياته وأبعاده على إقامة نقطة يُستحضر فيها زمنا النص: زمن الرواية وزمن المروي، فجملة الاستهلال تنبني أساساً على فعل ماض يولّد أفعالاً ماضية تتعدد تعدد أحداث النص وتتوزع توزع صيغه، وعلى الرغم من وضوح هذا الماضي وقوّة حضوره فهو لا يتجسد إلاّ من خلال موقع حاضر الرواية الذي لا يصرّح النص به على نحو مباشر، فليس ثمة حلقة تسبق (زعموا أن) وتهيء لها بصوت راوٍ معلوم أو غير معلوم، إلا ما يثبته السند في أول الكتاب من سلسلة ثلاثية يكون آخرها (المفضل الضبّي) الذي يقتضي نظام الإسناد أن ينطلق السرد، في كل نص لاحق، منه: (قال الطوسي: أخبرنا محمد ابن زياد ابن الإعرابي أبو عبد الله عن المفضّل الضّبّي قال) من دون أن يحتكم هو نفسه لهذا الماضي، فقول المفضل في ختام سلسلة الإسناد يحيلنا إلى جملة مقول القول التي تتطلب صوتاً راهناً يروي نصوص الكتاب مثلما يُنسِّق أحداثها وينظم وحداتها السرديّة، من هنا يتجلى دور الاستهلال في تثبيت (الماضي) عتبةً لاستعادة رواية ما حدث، وما روي من قبل بزعم رواة عديدين يستهلُ المفضّل الضّبّي روايته بزمنهم الذي يستحيل بين يديه إلى زمن مروي بعد أن كان زمن رواية، ليتفرق زمنُ الاستهلال وهو يشكّل درجة الصفر إلى خمس صياغات تقوم على تأمين مجال الفعل الماضي (التام أو الناقص) الذي يهيمن على استهلال نصوص المفضل جميعها وينظم صياغته على النحو الآتي:

1.زعموا أن + فعل ماضٍ تام (45) مثلاً.

2.زعموا أن + فعل ماضٍ ناقص (كان) (30) مثلاً.

3.فعل ماضٍ ناقص (7) أمثال.

4.فعل ماض تام (4) أمثال.

5.أما الافتتاحية (2) مثلان.

يتوجّه السرد بعدها إلى العناية بالمحور العمودي للزمن لمعالجة الحدث بانحرافاته وتوقفاته في سبيل إضاءة صيغ أمثاله وتأمين مجال حضورها داخل النصوص، وبناءً على ما سبق تفتتح أحداث هذا المحور حركتها الزمنية ابتداءً من درجة الصفر التي يتصل عندها المحوران مكونين زاوية هي نظام الحركة الزمنية في نصوص أمثال المفضّل الضّبّي.

/ 89