4.مؤلفات الأمثال - سرد الامثال نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سرد الامثال - نسخه متنی

لؤی حمزة عباس

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

4.مؤلفات الأمثال

ابتداءً من منتصف القرن الأول حتى القرن الحادي عشر الهجريين امتدت حركة مهمة من حركات التأليف العربية، توجّهت للعناية بالأمثال بمختلف أشكالها: الشعبيّة، والناشئة عن شعر، والناشئة عن القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، شملت في امتدادها مساحات جغرافية واسعة، وأضاءت تنوعاً حضارياً كشف في جانب أساسي منه حياة العربي وتجاربه وهي تنعكس على مرآة المثل لتنطبع في ذاكرة الإنسان ضمن رصيد خبراته وتجليات معارفه.

وقد عملت دراسات الأمثال على تقسيم مراحل التأليف فيها إلى ثلاث مبتدئة بكتاب المفضّل الضّبّي لكونه أول ما وصل منها، مثلما هو أول كتب التأليف الأدبي العربيّةبيد أن مرحلة مهمة سبقت كتاب المفضّل وهيأت له رصيداً من الأمثال وقصصها تستوجب النظر والتدقيق هي مرحلة الإخباريين والقصاص التي وجد رجالها خلال عصر بني أمية مجالاً لما في صدورهم من حكايات وأخبار وقد اكتفت الدراسات بالإشارة إليها وهي تركّز على (ما وجد) من كتب، في سعيها لتقديم تحليلاتها عن (مجتمع) المثل بمختلف ظواهره التي حمل كتاب المفضّل الضّبّي والكتب اللاحقة له حصيلةً مناسبةً منها.

إن أصداءً من المرحلة الأولى تدعونا، وهي تتردد في كتابي (البكري) و (الميداني) المتأخرين على نحو خاص، إلى النظر في خصوصية هذه المرحلة وهي تمثل بما حملتهُ مدوناتها الأولى الحجر الأساس في (التشكيل السردي) لنصوص الأمثال، الأمر الذي لم يكن وليد لحظته في كتاب المفضل، وإن اتخذ على يديه انتظاماً أدبيَّاً ميزته سمات حكائية واضحة، مثلما مثّلت هذه المرحلة حلقة مهمة في توصيل مادتها برصيدها من الأمثال، وبما حملته من نزوع قصصي ساعد، في جانب منه، في الحفاظ على صورة من صور التفكير (الخرافي)، وكشف أهمية حضور الفن القصصي وخصوصية أثره في الحياة العربيّة.

لقد عرف التأليف في الأمثال تطوراً خضعت فيه الكتب بين مرحلة وأخرى إلى تغيرات في النظر إلى موضوعها، وتحولات في طرائق الإنتاج ومناهجها اقترحتها خصائص العصر الثقافية واهتمامات المؤلفين؛ تتوجه دراستنا في عنايتها بتفحص النسائج السرديّة لنصوص الأمثال لتقسيم إنتاج كتب الأمثال العربيّة إلى أربع مراحل تفصل فيما بينها تحولات نوعيّة أسهمت على نحو مباشر بتطوّر موضوعة التأليف الأدبي، ومنحت العربيَّة حقلاً ثرياً من حقول معارفها، ومن الضروري الإشارة إلى افتراضية هذه المراحل، وإلى ما يكون بينها من تداخل وتنافذ، فإن تغيرات التأليف لا تحدث في العموم على نحو فجائي بل تتطلّب من الإعداد والتجارب ما يمدُ جسوراً بين هذه المراحل لتغدو الحدود واهيةً إنما تقتضيها الدراسة لطموحها في المعاينة المنتظمة لأنشطة الإبداع الإنساني.

افتُتحتْ حركةُ تدوين الأمثال بعضاً من اهتمام بني أمية -على ما يبدو- بالحكاية والمسامرات التي ضمت ((أقاصيص القرآن، والكتاب المقدس، وحكايات جنوبي الجزيرة العربيّة، كما حكيت أخبار حياة الرسول عليه السلام والفتوحات الأولى، في ثوب روائي، وأصبحت الحروب العربيّة، أو ما يسمى (بأيام العرب) مادةً للمسامرة))، إذ يُقال أن معاوية بن سفيان أحضر عبيد بن شَريَة الجرهمي، وهو من أوائل من صنفوا في هذا المضمار، من الرقةإلى دمشق ليقصَّ عليه قصص الأولين، وقد مثّلت وقائع الأمثال وتجارب أناسها مصدراً من مصادر القصص التي تميّز رواتها بالبراعة في الحفظ بحسب وصف ابن النديم لصحار بن عياش العبدي، وربما أجابت ملاحظة مثل ارتباط مدوّنات الأمثال الأولى بالقصص ورواتها عن السؤال الذي يبحث في دواعي تركيز المفضل في كتابه على الأمثال الجاهلية المقترنة بالحكاية- إلى الحد الذي تصادفنا في كتابه حكايات بلا أمثال- فإن واحداً من الأسباب الرئيسية لذلك هو انشغال مدوّنات المرحلة الأولى التي هيأت مادةً مناسبةً للمفضّل الضّبّي، بالمثل الجاهلي وبما ارتبط به من حكايات، وإن لم يصرّح المفضل بمصادر كتابه، لكن الدارس يمكن أن يستنتج ارتباط الكتاب بما سبقه من مدوّنات من خلال اعتماد نصوصه على (الخرافة) بسماتها المذكورة، وإطلاق العنان للمخيلة في تصوّر العلاقات الجاهلية، الاجتماعية والعاطفية، وعلى نحو أخص الجنسية، من دون تحفظ أو شعور بالحرج، فضلاً عن اعتماد الوقائع الجاهلية الكبرى وأخبارها التي مثلت مادة أساسية من مواد المسامرات، فضاءً لإنتاج المثل، وهو ما حدا بالدراسة للعناية بالكتاب لما مثّله من خطوة مهمة بين خطى تأليف كتب الأمثال، لم يقف أثره عند الكتب القريبة اللاحقة، بل اتصل ليشمل خارطة تأليفها الممتدة قروناً، وتعدى ذلك إلى مؤلفات الأدب العامة والمعاجم والموسوعات، فقد (انتقلت معظم قصص أمثال المفضّل الضّبّي- وإن لم تكن بكامل تفاصيلها إلى مؤلفات اللغويين القدامى من الكوفيين والبصريين)، ممثلاً مَعِيناً لم يُستغنَ عنه على الرغم من تغيّر سياقات الثقافة وموجهاتها، وتحوّل أساليب التأليف وطرائقه، وإن لم يكن قد كُتب بأسلوب علمي أو بطريقة منهجية، بيد أن ذلك لم يمنعه من اقتراح نظام أدبي لافت ضمن مقوّمات عصره، يضع أمام دارس السرد القديم وثيقة مبكرة من وثائق التأليف الأدبي عند العرب تستحق غير العناية الموضوعاتية واللغوية، والدراسة التاريخية والمقارنة، ملاحظة ما انطوت عليه من خصائص فنية تُسهم في تأمل نصوص كتب الأمثال لذاتها، فإن النصوص القديمة عندما لا تُدرَس لذاتها تبدو، لا محالة، مشوبةً بالنقص والشذوذ.

إن تفحّص مكونات الكتاب والنظر في عناصره السرديّة المميزة وحمولاته الخبرية داخل إطار عصره يُسهم بتبين ما ينطوي عليه من (فاعلية) لا تنغلق داخل حقل إنتاجه بل تعمل من موقعها على خريطة السرد العربي، على إدامة نمط من أنماط التفكير أدى معه علماء اللغة مهمات مضافة طبقاً لمعطيات هذه المرحلة المبكرة حتى غدا التصدي لموضوعة الأمثال، وجمعها، وتطوير خصائص وأساليب التأليف فيها، وجهاً من وجوه العناية اللغوية. يمكن إجمال مسوغات الدراسة للاهتمام بكتاب (أمثال العرب) بما تميّز به من خصائص لم يكن معها ((كتاباً خالصاً في الأمثال، وإنما كان كتاباً في الأمثال وفي الأيام وفي القصص))، فضلاً عما يشكّله من أهمية على الصعيدين التاريخي والفني تمثلت في النقاط الآتية:

أ.أسبقيته بين كتب الأمثال.

ب.أهمية مادته القصصية.

ج.تنوّع محموله الخرافي.

د.خصوصية نظامه السردي.

ولغرض ملاحظة أثر موجّهات التأليف وتغيّرات السياق الثقافي على إنتاج كتب الأمثال، ودوره في حركيّة التشكيل السردي لنصوصها تتوجه الدراسة للانفتاح على مراحل التأليف على النحو الآتي:

/ 89