ينبع بالأساس عن حساسية الموقع التاريخي لهذه النصوص بين (الجاهلية) و(الإسلام) بمختلف معطياتها وبما تحمله من تعارضات دينية، أو أخلاقية، أو اجتماعية، مما يفسح المجال للنظر في (صدق) محمولاتها، وما تنطوي عليه من (حقيقة) في التعبير عن حضور انمحت أغلب سماته، ووجه معظم ما تبقى من آثاره ليتناسب بشكل ما مع معطيات العصر الجديد وقد تعرضت في كل ذلك لإكراهات، وانزياحات، وإقصاءات كثيرة أسهمت بالانتقال بها من صورتها الشفاهية الأولى، إلى صورة ثانية تستجيب فيها لمقتضيات التدوين مثلما تستجيب على نحو آخر لاستراتيجيات العصر التي عملت على احتضانها لأهداف جديدة وغايات، لنكون إزاء (التلقي التاريخي) لنصوص الأمثال خاصة بمواجهة موقفين نقديين متناقضين شكلَّتهما عقود من دراسة نصوص التراث ومحاولة تكوين رؤية علمية منهجيّة مما يطرحه من مشكلات: