الأنساق - سرد الامثال نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سرد الامثال - نسخه متنی

لؤی حمزة عباس

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الأنساق

إذا نظرنا إلى ما تعتمده قصة المثل من أنساق في بناء أحداثها تكشَّف لنا جانب من جوانب تقليديتها واقترابها من (الحكاية) بما ينتظم أحداثها من ترتيب زمني يُراعى فيه التسلسل والاتساق، وتجنب تقديم أنساق جديدة لا تتشكل الحبكة ولا تتوفر العناصر الجماليّة في القصة من دونها، وهي تغيّر فعالية أحداثها من مبدأ التتابع إلى مبدأ السببيّة. إن المبدأين يعتمدان، كما هو واضح، عنصر الزمان، لكن الثاني يتميّز بما يكون فيه من تأكيد على السبب تتقدم معه القصة وهي تنظم حبكتها وتعقّد من نسج خيوطها إلى الحكاية التي تعتمد أقصر السبل وأوضحها للوصول إلى غايتها.

تلاحظ الدراسة اعتماد قصة المثل في تقديم أحداثها نسقين أساسيين هما:

1. نسق التتابع ENCHAINEMENT

2. نسق التنضيد ENFILAGE

ويبلور هذان النسقان حضوراً معيّناً (للحدث) وهو يشكّل بمختلف مكوناته اللبنة الأولى في تكوين قصص الأمثال وإنشاء نصوصها، بما يجسده بمظهريه الأسطوري والواقعي من ((رصد للوقائع التي يُفضي تلاحمها وتتابعها إلى تشكيل مادة حكائية تقوم على جملة من العناصر الفنيّة والتقنيّة والألسنيّة معاً)) توجّه حركة السرد وتؤمِّن فاعليته بما تكون بينها من علاقات وما يُقترح لها من ترتيب، فإن ما يعنينا في القصة بالدرجة الأساس، حسب تعبير (روبرت شولز) هو ترتيب الأحداث، وانتظام حضورها، وهي تحقق عبر النسقين المذكورين شكلين مهمين هما عُدَّة تجليها في قصص الأمثال، سواء ما استُحضِر منها بصورةٍ مفردة ليقدِّم باعتماده خبراً معيّناً تجربةً محددةً لمثل لا تبدو معه مجتزأة أو مقطوعة، أو ما انتظم منها مع مجموعة أخبار يتميّز كل منها باستقلال نسبي لكنها ترتبط فيما بينها برابط معيّن، شخصية أو حدث، ففي النسق الأول الذي يُعدُّ أكثر الأنساق بدائيةً في الأدب تُقدَم قصة المثل على أساس رواية الحدث جزءاً بعد آخر من دون أن يكون بين هذه الأجزاء شيءٌ من قصة أخرى، وهو يُلاحظ على نحو خاص في الأمثال التي تنطوي على حدث واحد، تتوجّه لتقديم أجزائه تقديماً تراتبياً في حين تعمد في النسق الثاني إلى تنضيد مجموعة من الأحداث المستقلة التي يربط فيما بينها، كما تقدَّم، رابط معيّن من دون أن تفرّط بحضور النسق الأول في تقديم كل حدث منها وقد تتوجّه النصوص لتقديم (تنويع) داخل نسقيها يهيئ لأحداثها مجالاً مناسباً لتوسيع مساحتها السرديّة بما يُسهم باستضافة عدد من الصيغ التي لا ترتبط ارتباطاً مباشراً بموضوعها الأساس أو شخصيتها بل تنبثق عن تنويع داخلي.

يشير حضور نسقي (التتابع) و(التنضيد) في بناء أحداث قصص الأمثال إلى جانب أساسي في العملية السرديّة المنتجة لها، إذ إنها تحرص على إقامة صلة مع تجربة المثل التي تُعتمد بوصفها مرجعاً لإنتاج القصة وتأمين مجال حياتها، وهي لا تقوم، عندئذ، بأكثر من استعادة واقعة أو رجوع لخبر يتساوى فيهما وجها الحقيقة والخيال بما يُحدَد للقصة من هدف لا تكون فيه أنموذجاً فنياً خالصاً، ولا تُعدّ عنصراً تكميلياً بقدر ما تسعى لإضاءة فضاء إنتاج (صيغة المثل) التي تُعتبر قسماً مركزياً من أقسامه مهما تغيّر موقعها، أو تعددت صورها في نصوص الأمثال. إن القصة وهي تنظم أحداثها في نسقي (التتابع) و(التنضيد) تستجيب لأقدم الأسئلة وأكثرها بساطة متوجهةً للكشف عن (ما) وقع، من دون أن تهتم على نحو واضح بالكيفية التي تنتج بها واقعتها السرديّة، إنها تقدم بجملة أخرى واقعةً سرديةً مناسبةً تُحافظ معها على حضورها مستهديةً بأثر سابق لـه من الأهمية ما يدعو لإعادة إنتاجه والنسج على منواله، كما لو كنا نروي (واقعة) أو نستعين بإمثولة, مما يتطلب حداً أدنى من الفعالية السرديّة يمثله من جانب بناء الأحداث النسقان المذكوران.

/ 89