مصادر الفقه الإسلامی و منابعه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
التغلبي (1)، قال: حدّثني أحمد بن عبد الحميد، قال: حدّثني حفص بن منصور
العطار، قال: حدّثنا أبو سعيد الورّاق، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
جدّه، قال: «لمّا كان من أمر أبي بكر و بيعة الناس له، وفعلهم بعليّ بن أبي طالب (عليه
السلام) لم يزل أبو بكر يظهر له الانبساط، ويرى منه انقباضاً، فكبر ذلك على أبي بكر،
فأحب لقاءَه واستخراج ما عنده و المعذرة إليه لما اجتمع الناس عليه وتقليدهم
إيّاه أمر الاَُمّة، وقلة رغبته وزهده فيه.أتاه في وقت غفلة، وطلب منه الخلوة ـ ثمّنقل بعض ما دار بينهما من الكلام
ـ إلى أن قال: فقال له علي - عليه السّلام - : «فما حملك عليه إذا لم ترغب فيه، ولا حرصت
عليه، ولا وثقت بنفسك في القيام به، وبما يحتاج منك فيه؟».فقال أبو بكر: حديث سمعته من رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - : «إنّ اللّه لا يجمع أُمتي
على ضلال» و لما رأيت اجتماعهم اتبعت حديث النبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - ، وأحلت أن
يكون اجتماعهم على خلاف الهدى، وأعطيتهم قود الاِجابة، ولو علمت أنّ أحداً
يتخلّف لامتنعت.فقال علي - عليه السّلام - : «أمّا ما ذكرت من حديث النبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - : «إنّ اللّه لا يجمع
أُمّتي على ضلال» أفكنت من الاَُمّة أو لم أكن؟» قال: بلى، قال: «وكذلك العصابة
الممتنعة عليك من سلمان وعمار وأبي ذر و المقداد وابن عبادة ومن معه من
الاَنصار؟» قال: كلّ من الاَُمّة.فقال علي - عليه السّلام - : «فكيف تحتج بحديث النبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - وأمثال هوَلاء قد
تخلّفوا عنك، وليس للاَُمّة فيهم طعن، ولا في صحبة الرسول - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - ونصيحته
منهم تقصير؟!». (2)