مصادر الفقه الإسلامی و منابعه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فطرته، ويذكّروهم منسي نعمته، و يحتجوا عليهم بالتبليغ و يثيروا لهم دفائن
العقول». (1)وكم للاِمام وأولاده (عليهم السلام) من كلمات ناصعة دالّة على أنّ كثيراً من تعاليم
الشرائع شرح لما كتبه سبحانه بقلم قضائه على صحيفة وجود الاِنسان وفطرته،
وقد طوينا الكلام عن نقلها، وقد أشبعنا الكلام فيها في منشوراتنا التفسيرية. (2)حصيلة البحثقد بان ممّا نقلنا من كلمات الاَعلام وما ذكرنا حولها من المناقشات، انّ
أصل التحسين والتقبيح من البديهيات العقلية في مجال إدراكات العقل العملي،
وأمّا كون الفعل كذلك عند اللّه، فهو أوضح من أن يخفى، لاَنّ العقل يدرك قضية
عامة و انّه كذلك لدى كلّ موجود حي مختار.و بعبارة أُخرى إنّ موضوع الحكم لدى العقل، هو نفس الموضوع عند اللّه
سبحانه، فكان الحسن والقبح، والمدح والذم، والبعث والزجر من لوازم الفعل
عنده، فلا وجه لتفكيك اللازم عن الملزوم في موطن دون موطن.وإن شئت قلت: إنّ العقل يدرك انّ هذا الفعل بما هوهو حسن أو قبيح، وإنّه
مستحق للمدح أو الذم وإنّه يجب أن يفعل أو لا يفعل، فإذا كان المدرك بهذه
السعة، فلا يصحّ التفكيك بين الخالق والمخلوق، والتفكيك أشبه بأن تكون زوايا
المثلث مساوية لزاويتين قائمتين عند الاِنسان دون اللّه، فالحسن والقبح والمدح
والذم، والبعث والزجر، من لوازم نفس الشيء بما هوهو، عند الجميع.