1. اهتم النبي للصلاة كيف يجمع الناس لها؟ فقيل له: انصب راية عند حضور الصلاة، فإذا رأوها آذن بعضهم بعضاً، فلم يعجبه ذلك، قال: فذكر له القنع ـ يعني الشبَّور ـ قال زياد: شبور اليهود، فلم يُعجبه ذلك، وقال: هو من أمر اليهود. قال: فذكر له الناقوس، فقال: هو من أمر النصارى. فانصرف عبد اللّه بن زيد بن عبد ربه وهو مهتم لهمِّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - فأُري الاَذان في منامه، قال: فغدا على رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - فأخبره، فقال له: يا رسول اللّه، إنّي لبين نائم ويقظـان، إذ أتاني آت فأراني الاَذان. قال: وكان عمر بن الخطاب قد رآه قبل ذلك، فكتمه عشرين يوماً، ثمّ أخبر النبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - ، فقال له - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - : ما منعك أن تخبرني؟ فقال: سبقني عبد اللّه بن زيد، فاستحييت. فقال رسول اللّه: يا بلال قم فانظر ما يأمرك به عبد اللّه بن زيد فافعله، قال: فأذّن بلال، قال أبو بشر: فاخبرني أبو عمير انّالاَنصار تزعم أنّعبد اللّه بن زيد لولا انّه كان يومئذٍ مريضاً لجعله رسول اللّه موَذناً. (1) إنّ هذه الرواية وما شاكلها لا تتفق مع مقام النبوة، لاَنّه سبحانه بعث رسوله لاِقامة الصلاة مع الموَمنين في أوقات مختلفة، وطبيعة الحال تستدعي أن يعلمه سبحانه كيفية تحقّق هذه الاَُمنية، فلا معنى لتحيّر النبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - أياماً طويلة، وهو لا يدري كيف يحقّق المسوَولية الملقاة على عاتقه!!
1. أبو داود: السنن: 1|134ـ135 برقم 498ـ 499، تحقيق محمد محيي الدين.لاحظ ابن ماجه: السنن: 1|232ـ 233، باب بدء الاَذان برقم 706ـ 707، الترمذي؛ السنن: 1|358 باب ما جاء في بدء الاَذان برقم 189.