يد الشيخ محمد أمين الاسترابادي (المتوفى1033 هـ) فشن حملة شعواء على الاَُصول و الاَُصوليين و زيّف مسلك الاجتهاد المبني على القواعد الاَُصولية، و زعم انّ طريقة أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) وأصحابه تخالف ذلك المسلك، فممّـا قاله في ذم الاجتهاد: وأوّل من غفل عن طريقة أصحاب الاَئمّة (عليهم السلام) واعتمد على فن الكلام، وعلى أُصول الفقه المبنيّين على الاَفكار العقلية المتداولة بين العامة، محمد بن أحمد ابن الجنيد العامل بالقياس، وحسن بن علي بن أبي عقيل العماني المتكلم، و لما أظهر الشيخ المفيد حسنَ الظن بتصانيفهما بين أصحابه ـ منهم السيد الاَجل المرتضى، و شيخ الطائفة ـ شاعت طريقتهما بين متأخري أصحابنا، حتى وصلت النوبة إلى العلاّمة الحلّي، فالتزم في تصانيفه أكثرَ القواعد الاَُصولية من العامة، ثمّ تبعه الشهيدان والفاضل الشيخ علي ـ رحمهم اللّه تعالى ـ .(1) أقول: الاَخبارية منهج مبتدع، و لم يكن بين علماء الشيعة إلى زمان ظهورها منهجان متقابلان متضادان في مجال الفروع باسم المنهج الاَُصولي و الاَخباري حتى يكون لكل منهج، مبادىَ مستقلة يناقض أحدهما الآخر، بل كان الجميع على خطّ واحد، و كان الاختلاف في لون الخدمة و كيفية أداء الوظيفة. يقول شيخنا البحراني: إنّ العصر الاَوّل كان مملوءاً من المجتهدين والمحدثين مع انّه لم يرتفع بينهم مثل هذا الخلاف و لم يطعن أحد منهم على الآخر بالاتصاف بهذه الاَوصاف و إن ناقش بعضهم بعضاً في جزئيات المسائل.(2) والعجب انّه استدل على انقسام علماء الاِمامية إلى أخباريين و أُصوليين بأمرين واهيين: