در المنثور فی التفسیر بالمأثور جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

در المنثور فی التفسیر بالمأثور - جلد 6

جلال الدین عبد الرحمن ابن أبی بکر السیوطی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


(189)

ذلك كله و أخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال من شك ان المحشر إلى بيت المقدس فليقرأ هذه الآية هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر فقد حشر الناس مرة و ذلك حين ظهر النبي صلى الله عليه و سلم على المدينة أجلى اليهود و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و أبو داود و ابن المنذر و البيهقى في الدلائل عن عبد الرحمن بن كعب بن ملك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ان كفار قريش كتبوا إلى عبد الله بن أبى ابن سلول و من كان يعبد الاوثان معه من الاوس و الخزرج و رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ بالمدينة قبل وقعة بدر يقولون انكم قد آويتم صاحبنا و انكم أكثر أهل المدينة عددا و انا نقسم بالله لنقاتلنه أو لنخرجنه أو لنستعدين عليكم العرب ثم لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم و نستبيح نساءكم و أبناءكم فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبى و من معه من عبدة الاوثان تراسلوا و اجتمعوا و أجمعوا القتال النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم لقيهم في جماعة من أصحابه فقال لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ ما كانت لتكيدكم بأكثر مما تريدون ان تكيدوا به أنفسكم فأنتم هؤلاء تريدون ان تقاتلوا أبناءكم و إخوانكم فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه و سلم تفرقوا فبلغ ذلك كفار قريش و كانت وقعة بدر بعد ذلك فكتبت كفار قريش بعد وقعة بدر إلى اليهود انكم أهل الحلقة و الحصون و انكم لتقاتلن صاحبنا أو لنفعلن كذا و كذا و لا يحول بيننا و بين خدم نسائكم شيء و هي الخلاخيل فلما بلغ كتابهم اليهود اجتمعت بنو النضير بالغد و أرسلوا إلى النبي صلى الله عليه و سلم أخرج إلينا في ثلاثين من أصحابك و ليخرج إليك منا ثلاثون حبرا حتى نلتقى بمكان نصف بيننا و بينك و يسمعوا منك فان صدقوك و آمنوا بك آمنا كلنا فخرج النبي صلى الله عليه و سلم في ثلاثين من أصحابه و خرج اليه ثلاثون حبرا من اليهود حتى إذا برزوا في براز من الارض قال بعض اليهود لبعض كيف تخلصون اليه و معه ثلاثون رجلا من اصحابه كلهم يحب ان يموت قبله فارسلوا كيف نفهم و نحن ستون رجلا أخرج في ثلاثة من اصحابك و نخرج إليك في ثلاثة من علمائنا فيسمعوا منك فان آمنوا بك آمنا كلنا و صدقناك فخرج النبي صلى الله عليه و سلم في ثلاثة من أصحابه و خرج ثلاثة من اليهود و اشتملوا على الخناجر و أرادوا الفتك برسول الله صلى الله عليه و سلم فأرسلت إمرأة ناصحة من بني النضير إلى أخيها و هو رجل مسلم من الانصار فاخبرته خبر ما أراد بنو النضير من الغدر برسول الله صلى الله عليه و سلم فاقبل أخوها سريعا حتى أدرك النبي صلى الله عليه و سلم فساره بخبرهم قبل ان يصل إليهم فرجع النبي صلى الله عليه و سلم فلما كان الغد غدا عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالكتائب فحصرهم فقال لهم انكم و الله لا تامنون عندي الا بعهد تعاهدونى عليه فابوا أن يعطوه عهدا فقاتلهم يومه ذلك هو و المسلمون ثم غدا الغد على بني قريظة بالكتائب و ترك بني النضير و دعاهم إلى ان يعاهدوه فعاهدوه فانصرف عنهم إلى بني النضير بالكتائب فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء و على ان لهم ما أفلت الابل الا الحلقة و الحلقة السلاح فجلت بنو النضير و احتملوا ما أقلت الابل من أمتعتهم و أبواب بيوتهم و خشبها و كانوا يخربون بيوتهم فيهدمونها فيحتملون ما وافقهم من خشبها و كان جلاؤهم ذلك أول حشر الناس إلى الشام و كان بنو النضير من سبط من أسباط بني إسرائيل لم يصبهم جلاء منذ كتب الله الجلاء على بني إسرائيل فلذلك أجلاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فلو لا ما كتب الله عليهم من الجلاء لعذبهم في الدنيا كما عذبت بنو قريظة فانزل الله سبح لله ما في السموات و ما في الارض حتى بلغ و الله على كل شيء قدير فكان نخيل بني النضير لرسول الله صلى الله عليه و سلم خاصة فأعطاه الله إياها و خصه بها فقال ما أفاه الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل و لا ركاب يقول بغير قتال فاعطى النبي صلى الله عليه و سلم أكثرها المهاجرين و قسمها بينهم و قسم منها لرجلين من الانصار كانا ذوى حاجة لم يقسم لاحد من الانصار غيرهما و بقى منها صدقة رسول الله صلى الله عليه و سلم التي في أيدي بني فاطمة و أخرج عبد بن حميد عن أبى مالك ان قريظة و النضير قبيلتين من اليهود كانوا حلفا القبيلتين من الانصار الاوس و الخزرج في الجاهلية فلما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة و أسلمت الانصار و أبت اليهود أن يسلموا سار المسلمون إلى بني النضير و هم في حصونهم فجعل المسلمون يهدمون ما يليهم من حصونهم و يدهم الآخرون ما يليهم 7 سقط ان يقع عليهم حتى افضوا إليهم فنزلت هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم إلى قوله شديدا العقاب فلما أفضوا

(190)

إليهم نزلوا على عهد بينهم و بين نبى الله صلى الله عليه و سلم على ان يجلوهم و أهليهم و يأخذوا أموالهم و أرضيهم فاجلوا و نزلوا خيبر و كان المسلمون يقطعون النخل فحدثني رجال من أهل المدينة انها نخل صفر كهيئة الدفل تدعى اللينة فاستنكر ذلك المشركون فانزل الله عذر المسلمين ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فيأذن الله و ليخزى الفاسقين فاما قول الله فما أوجفتم عليه من خيل و لا ركاب قال لم يسيروا إليهم على خيل و لا ركاب انما كانوا في ناحية المدينة و بقيت قريظة بعدهم عاما أو عامين على عهد بينهم و بين نبى الله صلى الله عليه و سلم فلما جاء المشركون يوم الاحزاب أرسل المشركون إليهم أن أخرجوا معنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأرسلت إليهم اليهود أن أرسلوا إلينا بخمسين من رهنكم فجاء نعيم بن مسعود الاشجعي إلى المسلمين فحدثهم و كان نعيم يامن في المسلمين و المشركين فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم انهم قد أرسلوا إلى المشركين يسالونهم خمسين من رهنهم ليخرجوا جوامعهم فابوا أن يبعثوا إليهم بالرهن فصاروا حربا للمسلمين و المشركين فبعث إليهم النبي صلى الله عليه و سلم سعد بن معاذ و خوات بن جبير فلما أتياهم قال عظيمهم كعب بن الاشرف انه قد كان لي جناحان فقطعتم أحدهما فاما ان تردوا على جناحي و اما أن أتخذ عليكم جناحا فقال خوات بن جبير انى لاهم ان أطعنه بحربتى فقال له سعد اذن يسبق القوم و ياخذونى فمنعه فرجعا إلى النبي صلى الله عليه و سلم فحدثاه بالذي كان من أمرهما و اذن الله فيهم و رجع الاحزاب و وضع النبي صلى الله عليه و سلم سلاحه فاتاه جبريل فقال و الذى أنزل عليك الكتاب ما نزلت عن ظهرها منذ نزل بك المشركون حتى هزمهم الله فسر فان الله قد أذن لك في قريظة فاتاهم النبي صلى الله عليه و سلم هو و أصحابه فقال لهم يا اخوة القردة و الخنازير فقالوا يا أبا القاسم ما كنت فحاشا فنزلوا على حكم سعد بن معاذ و كان من القبيلة الذين هم حلفاؤهم فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم و تقسم عنائمهم و أموالهم و يذكرون ان النبي صلى الله عليه و سلم قال حكم يحكم الله فضرب أعناقهم و قسم غنائمهم و أموالهم و أخرج عبد ابن حميد عن يحيى بن سعيد قال أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم بني النضير في حاجة فهموا به قاطلعه الله على ذلك فندب الناس إليهم فصالحهم على ان لهم الصفراء و البيضاء و ما أقلت الابل و لرسول الله صلى الله عليه و سلم النخل و الارض و الحلقة قسمها رسول الله صلى الله عليه و سلم بين المهاجرين و لم يعط أحدا من الانصار منها شيا الا سهل بن حنيف و أبا دجانة و أخرج عبد بن حميد عن عكرمة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم غدا يوما لي النضير ليسالهم كيف الدية فيهم فلما لم يروا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم كثير أحد أبرموا بينهم على ان يقتلوه و يأخذوا أصحابه أسارى ليذهبوا بهم إلى مكة و يبعوهم من قريش فبينما هم على ذلك اذ جاء جاء من اليهود من المدينة فلما رأى أصحابه ياتمرون بامر النبي صلى الله عليه و سلم قال لهم ما تريدون قالوا نريد أن نقتل محمدا و نأخذ أصحابه فقال لهم و أين محمد قالوا هذا محمد قريب فقال لهم صاحبهم و الله لقد تركت محمدا داخل المدينة فاسقط بأيديهم و قالوا قد أخبر أنه انقطع ما بيننا و بينه من العهد فانطلق منهم ستون حبرا و منهم حيى بن أخطب و العاصي بن واثل حتى دخلوا على كعب و قالوا يا كعب أنت سيد قومك و مدحهم احكم بيننا و بين محمد فقال لهم كعب أخبروني ما عندكم قالوا نعتق الرقاب و نذبح الكوماء و ان محمدا انبتر من الاهل و المال فشرفهم كعب على رسول الله صلى الله عليه و سلم فانقلبوا فانزل اله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت و الطاغوت إلى فلن تجد له نصيرا و نزل عليه لما أرادوا أن يقتلوه يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم الآية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من يكفينى كعباد فقال ناس من أصحابه فيهم محمد بن مسلمة نحن نكفيك يا رسول الله و نستحل منك شيأ فجاؤه فقالوا يا كعب ان محمدا كلفنا الصدقة فبعنا شيا قال عكرمة فهذا الذي استحلوه من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لهم كعب ارهنونى أولادكم فقالوا ان ذاك عارفينا غدا تبيح أن يقولوا عبد وسق و و سقين و ثلاثة قال كعب فاللامة قال عكرمة و هي السلاح فاصلحوا أمرهم على ذلك فقالوا موعد ما بيننا و بينك القابلة حتى إذا كانت القابلة راحوا اليه و رسول الله صلى الله عليه و سلم في المصلى يدعو لهم بالظفر فلما جاؤا نادوء يا كعب و كان عروسا فأجابهم فقالت إمرأته و هي بنت عمير أين تنزل قد أشم الساعة ريح الدم فهبط و عليه محلفة مورسة و له ناصية فلما نزل إليهم قال القوم ما أطيب ريحك ففرح بذلك فقام اليه محمد

(191)

ابن مسلمة فقال قائل المسلمين أشمونا من ريحه فوضع يده على ثوب كعب و قال شموا فشموا و هو يظن أنهم يعجبون بريحه ففرح بذلك فقال محمد بن مسلمة بقيت أنا أيضا فمضى اليه فاخذ بناصيته ثم قال اجلدوا عنقه فجلدوا عنقه ثم ان رسول الله صلى الله عليه و سلم غدا إلى النضير فقالوا ذرنا نبكى سيدنا قال لا قالوا فحزة على حزة قال نعم حزة فلما رأوا ذلك جعلوا يأخذون من بطون بيوتهم الشيء لينجوا به و المؤمنون يخربون بيوتهم من خارج ليدخلوا عليهم فلو لا أن كتب الله عليهم الجلاء قال عكرمة و الجلاء يجلون منهم ليقتلهم بأيديهم و قال عكرمة ان ناسا من المسلمين لما دخلوا على بني النضير أخذوا يقطعون النخل فقال بعضهم لبعض و إذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها و قال قائل من المسلمين لا يقطعون واديا و لا ينالون من عدو نيلا الا كتب لهم به عمل صالح فانزل الله ما قطعتم من لينة و هي النخلة أو تركتموها قائمة على أصولها فباذن الله قال ما قطعتم فباذنى و ما تركتم فباذنى و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد عن قتادة في قوله يخربون بيوتهم بأيديهم و أيدي لنؤمنين قال كان المسلمون يخربون ما يليهم من ظاهرها ليدخلوا عليهم و يخربها اليهود من داخلها و أخرج البيهقي في الدلائل عن مقاتل بن حيان في قول الله عز و جل يخربون بيوتهم بأيديهم و أيدي المؤمنين قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقاتلهم فإذا أظهر على درب أو دار هدم حيطانها ليتسع المكان للقتال و كانت اليهود إذا غلبوا على درب أو دار نقبوها من أدبارها ثم حصنوها و دربوها فيقول الله عز و جل فاعتبروا يا أولى الابصار و قوله ما قطعتم من لينة إلى قوله و ليخزى الفاسقين يعنى باللينة النخل و هي أعجب إلى اليهود من الوصف يقال لثمرها اللون فقالت اليهود عند قطع النبي صلى الله عليه و سلم نخلهم و عقر شجرهم يا محمد زعمت أنك تريد الاصلاح أ فمن الاصلاح عقر الشجر و قطع النخل و الفساد فشق ذلك على النبي صلى الله عليه و سلم و وجد المسلمون من قولهم في أنفسهم من قطعهم النخل خشية أن يكون فسادا فقال بعضهم لبعض لا تقطعوا فانه مما أفاء الله علينا فقال الذين يقطعونها نغيظهم بقطعها فانزل الله ما قظعتم من لينة يعنى النخل فبا اذن الله و ما تركتم قائمة على أصولها فباذن الله فطابت نفس النبي صلى الله عليه و سلم و أنفس المؤمنين و ليخزى الفاسقين يعنى يهود أهل النضير و كان قطع النخل و عقر الشجر خزيا لهم و أخرج عبد الرزاق و ابن المنذر عن الزهرى في قوله يخربون بيوتهم بأيديهم قال ما صالحوا النبي صلى الله عليه و سلم كانوا لا يعجبهم خشبة الا أخذوها فكان ذلك تخريبها و أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله يخربون بيوتهم من داخل الدار لا يقدرون على قليل و لا كثير ينفعهم الا خربوه و أفسدوه لئلا يدعوا شيأ ينفعهم إذا رحلوا و في قوله و أيدي المؤمنين و يخرب المؤمنون ديارهم من خارجها كيما يخلصوا إليهم و في قوله و لو لا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا قال لسلط عليهم فضربت أعناقهم و سبيت ذراريهم و لكن سبق في كتابه الجلاء لهم ثم أجلوا إلى أذرعات و أريحاء و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن عكرمة في قوله يخربون بيوتهم بأيديهم و أيدي المؤمنين قال كانت بيوتهم مزخرفة فحسدوا المسلمين أن يسكنوها و كانوا يخربونها من داخل و المسلمون من خارج و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة قال الجلاء خروج الناس من البلد إلى البلد و أخرج الفريابي و ابن المنذر و ابن أبى شيبة و عبد بن حميد ععن ابن عباس ما قطعتم من لينة قال هى النخلة و أخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير مثله و أخرج عبد بن حميد عن عطية و عكرمة و مجاهد و عمرو بن ميمون مثله و أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله من لينة قال نوع من النخل و أخرج سعيد بن منصور و ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن المنذر عن عكرمة قال اللبنة ما دون العجوة من النخل و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن الزهرى قال اللينة ألوان النخل كلها الا العجوة و أخرج ابن المنذر عن ابن عباس ما قطعتم من لينة قال نخلة أو شجرة و أخرج عبد بن حميد عن الاعمش انه قرأ ما قطعتم من لينة أو تركتموها قواما على أصولها و أخرج عبد بن حميد عن ابن شهاب قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه و سلم أحرق بعض أموال بني النضير فقال قائل فهان على سراة بني لؤى حريق بالبويرة مستطير و أخرج عبد بن حميد عن قتادة قال قطع المسلمون يومئذ النخل و أمسك أناس كراهية ان يكون فسادا فقالت اليهود الله أذن لكم في الفساد فقال الله ما قطعتم من لينة قال و اللينة ما خلا العجوة من النخل إلى قوله و ليخزى

(192)

الفاسقين قال لتغيظوهم و ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل و لا ركاب قال ما قطعتم إليها واديا و لا سيرتم إليها دابة و لا بعيرا انما كانت حوائط لبني النضير أطعمها الله رسوله صلى الله عليه و سلم و أخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قسم بين قريش و المهاجرين النضير فانزل الله ما قطعتم من لينة قال هى العجوة و الفنيق و النخيل و كانا مع نوح في السفينة و هما أصل التمر و لم يعط رسول الله صلى الله عليه و سلم من الانصار أحدا الا رجلين ابا دجانة و سهل بن حنيف و أخرج البيهقي في الاسماء و الصفات عن الاوزاعى قال أتى النبي صلى الله عليه و سلم يهودى فساله عن المشيئة قال المشيئة لله قال فانى أشاء ان أقوم قال قد شاء الله ان تقوم قال فانى اشاء ان أقعد قال فقد شاء الله ان تقعد قال فانى اشاء ان أقطع هذه النخلة قال فقد شاء الله ان تقطعها قال فانى أشاء ان اتركها قال فقد شاء الله ان تتركها قال فاتاه جبريل عليه السلام فقال قد لقنت حجتك كما لقنها إبراهيم عليه السلام قال و نزل القرآن ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فباذن الله و ليخزى الفاسقين و أخرج عبد الرزاق و البيهقى و ابن المنذر عن الزهرى في قوله فما أوجفتم عليه من خيل و لا ركاب قال صالح النبي صلى الله عليه و سلم أهل فدك و قرى سماها و هو محاصر قوما آخرين فارسلوا بالصلح فافاءها الله عليهم من قتال و لم يوجفوا عليه خيلا و لا ركابا فقال الله فما أوجفتم عليه من خيل و لا ركاب يقول بغير قتال و قد كانت أموال بني النضير للنبي صلى الله عليه و سلم خالصا لم يفتتحوها عنوة انما فتحوها على صلح فقسمها النبي صلى الله عليه و سلم بين المهاجرين و لم يعط الانصار منها شيأ الا رجلين كانت بهما حاجة أبو دجانة و سهل بن حنيف و أخرج أحمد و البخارى و مسلم و أبو داود و الترمذى و النسائي و ابن المنذر عن عمر بن الخطاب قال كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف عليه المسلمون بخيل و لا ركاب فكانت لرسول الله صلى الله عليه و سلم خاصة فكان ينفق على أهله منها نفقة سنتهم ثم يجعل ما بقي في الكراع و السلاح عدة في سبيل الله و أخرج عبد بن حميد عن مجاهد فما أوجفتم عليه من خيل و لا ركاب قال يذكرهم ربهم انه نصرهم و كفاهم بغير كراع و لا عدة في قريظة و خيبر و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله و ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل و لا ركاب قال أمر الله رسول بالسير إلى قريظة و النضير و ليس للمؤمنين يومئذ كثير خيل و لا ركاب فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يحكم فيه ما أراد و لم يكن يومئذ خيل و لا ركاب يوجف بها قال و الايجاف ان يوضعوا السير و هي لرسول الله صلى الله عليه و سلم فكان من ذلك خيبر وفدك و قرى عربية و أمر الله رسوله ان يعد ليتبع فاتاها رسول الله صلى الله عليه و سلم فاحتواها كلها فقال أناس هلا قسمها فانزل الله عذره فقال ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فالله و للرسول إلى قوله شديد العقاب و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد في قوله ما افاء الله على رسوله من أهل القرى قال من قريظة جعله الله لمهاجرة قريش خصوا به و أخرج عبد الرزاق و ابن المنذر عن الزهرى في قوله ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى قال بلغني انها الجزية و الخراج و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان ما أفاء الله على رسوله من خيبر نصف لله و رسوله و النصف الآخر للمسلمين فكان الذي لله و رسوله من ذلك الكتيبة والوطيخ و سلالة و و جدة و كان الذي للمسلمين الشق و الشق ثلاثة عشر سهما و نطاه خمسة أسهم و لم يقسم رسول الله صلى الله عليه و سلم من خيبر لاحد من المسلمين الا لمن شهدا الحديبية و لم يأذن رسول الله صلى الله عليه و سلم لاحد تخلف عنه عند مخرجه الحديبية ان يشهد معه خيبر الا جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الانصاري و أخرج أبو داود و ابن مردويه عن عمر بن الخطاب قال كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم صفا يا بني النضير و خيبر وفدك فاما بنو النضير فكانت حبسا لنوائبه و اما فدك فكانت لا بن السبيل و اما خيبر فجزأها ثلاثة أجزاء فقسم منها جزأين بين المسلمين و حبس جزأ لنفسه لنفقة أهله فما فضل عن نفقة أهله رده على فقراء المهاجرين و أخرج ابن الانباري في المصاحف عن الاعمش قال ليس بين مصحف عبد الله و زيد بن ثابت خلاف في حلال و حرام الا في حرفين في سورة الانفال و اغلموا أنما غنمتم من شيء فان لله خمسه و للرسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و المهاجرين في سبيل الله و في سورة الحشر ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فالله و للرسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و المهاجرين في سبيل الله و أخرج عبد بن حميد عن

(193)

قتادة ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فالله و للرسول و ذلى القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل قال كان الفئ بين هؤلاء فنسختها الآية التي في الانفال فقال و اعلموا أنما غنمتم من شيء فان لله خمسه و للرسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل فنسخت هذه الآية ما كان قبلها في سورة الحشر فجعل الخمس لمن كان له الفئ و صار ما بقي من الغنيمة لسائر الناس لمن قاتل عليها و أخرج أبو عبيد في كتاب الاموال و عبد بن حميد و البخارى و مسلم و أبو داود و الترمذى و النسائي و أبو عوانة و ابن حبان و ابن مردويه عن مالك بن أوس بن الحدثان قال بعث إلى عمر بن الخطاب في الهاجرة فجئته فدخلت عليه فإذا هو جالس على سرير ليس بينه و بين رمل السرير فراش متكئ على وسادة من ادم فقال يا مالك انه قدم علينا أهل أبيات من قومك وانى قد أمرت فيهم برضخ فخذه فأقسمه بينهم فقلت يا أمير المؤمنين انهم قومى و أنا أكره ان أدخل بهذا عليهم فمر به غيري فانى لا راجعه في ذلك اذ جاءه يرفا غلامه فقال هذا عثمان بن عفان و طلحة بن عبيد الله و الزبير و عبد الرحمن بن عوف فاذن لهم فدخلوا ثم جاءه يرفا فقال هذا على و عباس قال ائذن لهما في الدخول فدخلا فقال عباس ألا تعدينى على هذا فقال القوم يا أمير المؤمنين اقض بين هذين و ارح كل واحد منهما من صاحبه فان في ذلك راحة لك و لهما فجلس عمر ثم قال اتئدوا و حسر عن ذراعيه ثم قال أنشدكم بالله أيها الرهط هل سمعتم رسول الله صلى الله عليه و سلم قال انا لا نورث ما تركنا صدقة ان الانبياء لا تورث فقال القوم نعم قد سمعنا ذاك ثم أقبل على على و عباس فقال أ تشد كما بالله هل سمعتما رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ذاك قالا نعم فقال عمر ألا أحدثكم عن هذا الامر ان الله خص نبيه من هذا الفئ بشيء لم يعطه غيره يريد أموال بني النضر كانت نفلا لرسول الله صلى الله عليه و سلم ليس لاحد فيها حق معه فو الله ما احتواها دونكم و لا استاثر بها عليكم لقد قسمها فيكم حتى كان منها هذا المال فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخر منه قوت أهله لسنتهم و يجعل ما بقي في سبيل المال حتى توفى الله نبيه صلى الله عليه و سلم فقام أبو بكر فقال أنا ولي رسول الله صلى الله عليه و سلم أعمل بما كان يعمل و أسير بسيرته في حياته فكان يدخر من هذا المال قنية أهل رسول الله صلى الله عليه و سلم لسنتهم و يجعل ما بقي في سبل المال كما كان يصنع رسول الله صلى الله عليه و سلم فوليها أبو بكر حياته حتى توفى أبو بكر قلت أنا ولي رسول الله صلى الله عليه و سلم و ولى أبى بكر أعمل بما كان يعملان به في هذا المال فقبضتها فلما أقبلتما على و أدبرتما و بد إلى ان أدفعها إليكما أخذت عليكما عهد الله و ميثاقه لتعملان فيها بما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعمل به فيها و أبو بكر و أنا حتى دفعتها إليكما أنشدكم لله أيها الرهط هل دفعتها إليهما بذلك قالوا أللهم نعم ثم أقبل عليهما فقال أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما بذلك قالا نعم قال فقضاء ذلك تلتمسان منى فلا و الله لا أقضي فيها قضأ ذلك حتى تقوم الساعة فان كنتما عجزتما عنها فادياها إلى ثم قال عمر ان الله قال ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل و لا ركاب و لكن الله يسلط رسله على من يشاء و الله على كل شيء قدير فكانت لرسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله و للرسول و لذي القربى إلى آخر الآية و اتقوا الله ان الله شديد العقاب ثم قال و الله ما أعطاها هؤلاء وحدهم حتى قال للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم و أموالهم يبتغون فضلا من الله و رضوانا و ينصرون الله و رسوله أولئك هم الصادقون ثم و الله ما جعلها ا لهؤلاء وحدهم حتى قال و الذين تبؤوا الدار و الايمان إلى المفلحون ثم و الله ما أعطاها لهؤلاء وحدهم حتى قال و الذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا إلى قوله رحيم فقسمها هذا القسم على هؤلاء الذين ذكر قال عمر لئن بقيت ليأتين الرويعى بصنعاء حقه و دمه في وجهه و أخرج عبد الرزاق و أبو عبيد و ابن زنجويه معا في الاموال و عبد بن حميد و أبو داود في ناسخه و ابن جرير و ابن المنذر و ابن مردويه و البيهقى في سننه عن مالك بن أوس بن الحدثان قال قرأ عمر بن الخطاب انما الصدقات للفقراء و المساكين حتى بلغ عليم حكيم ثم قال هذه لهؤلاء ثم قرأ ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى حتى بلغ للفقراء المهاجرين إلى آخر الآية فقال هذه للمهاجرين ثم تلا و الذين تبوؤا الدار و الايمان من قبلهم إلى آخر الآية فقال هذه للانصار ثم قرأ و الذين جاؤا من بعدهم إلى آخر الآية ثم قال استوعبت هذه المسلمين عامة و ليس أحد الا له في هذا المال حق الا ما تملكون من وصيتكم ثم قال لئن عشت ليأتين الراعي و هو يسير حمره نصيبه منها

(194)

لم يعرق فيه جبينه و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن مردويه و البيهقى عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول اجتمعوا لهذا المال فانظروا لمن ترونه ثم قال لهم انى أمرتكم ان تجتمعوا لهذا المال فتنظروا لمن ترونه وانى قرأت آيات من كتاب الله فكفتنى سمعت الله يقول ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله و للرسول إلى قوله أولئك هم الصادقون و الله ما هو لهؤلاء وحدهم و الذين تبوؤا الدار و الايمان إلى قوله المفلحون و الله ما هو لهؤلاء وحدهم و الذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا إلى قوله رحيم و الله ما أحد من المسلمين الا له حق في هذا المال أعطى منه أو منع منه حتى راع بعدن و أخرج عبد الرزاق و ابن سعد و ابن أبى شيبة و ابن زنجويه في لاموال و عبد بن حميد و ابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال ما على وجه الارض مسلم الا و له في هذا المال حق الا ما ملكت ايمانكم و أخرج عبد بن حميد و البيهقى في سننه عن سعيد بن المسيب رضى الله عنه قال قسم عمر ذات يوم قسما من المال فجعلوا يثنون عليه فقال ما حمقكم لو كان لي ما أعطيتكم منه درهما و أخرج أبو داود في ناسخه عن ابن أبى نجيح رضى الله عنه قال المال ثلاثة مغنم أوفئ أو صدقة فليس منه درهم الا بين الله موضعه و أخرج أحمد و الحاكم و صححه عن سمرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوشك ان يملا الله أيديكم من العجم ثم يجعلهم أسدا لا يفرون فيقتلون مقاتلتكم و يأكلون فياكم و أخرج ابن سعد عن السائب بن يزيد سمعت عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول و لذي لا اله الا هو ثلاثا ما من الناس أحد الا له حق في هذا المال أعطيه أو منعه و ما أحد الحق به من أحد الا عبد مملوك و ما أنا فيه الا كاحدكم و لكنا على منازلنا من كتاب الله و قسمنا من رسول الله صلى الله عليه و سلم فالرجل و بلاؤه في الاسلام و الرجل و قدمه في الاسلام و الرجل و غناه في الاسلام و الرجل و حاجته في الاسلام و الله لئن بقيت ليأتين الراعي بجبل صنعاء حظه من هذا المال و هو مكانه و أخرج ابن سعد عن الحسن رضى الله عنه قال كتب عمر إلى حذيفة أن اعط الناس أعطيتهم و أرزاقهم فكتب اليه انا قد فعلنا و بقى شيء كثير فكتب اليه عمران فيأ هم الذي أفاء الله عليهم ليس هو لعمر و لا لآل عمر أقسمه بينهم و أخرج ابن أبى شيبة عن عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه قال وجدت المال قسم بين هذه الثلاثة لاصناف المهاجرين و الانصار و الذين جاؤا من بعدهم و أخرج ابن أبى شيبة عن الحسن رضى الله عنه مثل ذلك قوله تعالى ( و ما آتاكم الرسول فخذوه ) الآية أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا فال كان يؤتيهم الغنائم و ينهاهم عن الغلول و أخرج عبد الرزاق و ابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه في قوله و ما آتاكم الرسول فخذوه قال من الفئ و ما نهاكم عنه فانتهوا قال من الفئ و أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه و ما آتاكم الرسول من طاعتي و أمري فخذوه و ما نهاكم عنه من معصيتي فانتهوا و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و النسائي و ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ألم يقل الله و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا قالوا بلى قال ألم يقل الله و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم الآية قال فانى أشهد ان رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن الدباء و الحنتم و النير و المز ؟ ت و أخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضى الله عنه انه سمع ابن عمر و ابن عباس يشهد ان على رسول الله صلى الله عليه و سلم انه نهى عن الدباء و الحنتم و النقير و المزفت ثم تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الآية و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا و أخرج أحمد و عبد بن حميد و البخارى و مسلم و ابن المنذر و ابن مردويه عن علقمة رضى الله عنه قال قال عبد الله بن مسعود لعن الله الواشمات و المستوشمات و المتنمصات و المتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله فبلغ ذلك إمرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب فجاءت اليه فقالت انه بلغني انك لعنت كيت و كيت قال و ما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو في كتاب الله قالت لقد قرأت ما بين الدفتين فما وجدت فيه شيا من هذا قال لئن كنت قرأتيه لقد و جدتيه اما قرأت و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا قالت بلى قال فانه قد نهى عنه و الله أعلم قوله تعالى ( للفقراء المهاجرين ) الآية أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا الآية قال هؤلاء

(195)

المهاجرون تركوا الديار و الاموال و الاهلين و العشائر و خرجوا حبا لله و لرسوله و اختاروا الاسلام على ما كان فيه من شدة حتى لقد ذكر لنا ان الرجل كان يعصب الحجر على بطنه ليقيم به صلبه من الجوع و ان كان الرجل ليتخذ الحفرة في الشتاء ماله دثار غيرها قوله تعالى ( و الذين تبوؤا الدار و الايمان ) أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة في قوله و الذين تبوؤا الدار و الايمان إلى آخر الآية قال هم هذا الحى من الانصار اسلموا في ديارهم و ابتنوا المساجد قبل قدوم النبي صلى الله عليه و سلم بسنتين و أحسن الله عليهم الثناء في ذلك و هاتك الطائفتان الاولتان من هذه الآية أخذتا بفضلهما و مضفا على مهلهما و أثبت الله حظهما في هذا الفئ ثم ذكر الطائفة الثالثة فقال و الذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لاخواننا إلى آخر الآية قال انما أمروا ان يستغفر و الاصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و لم يؤمروا بسبهم و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد و الذين تبوؤا لدار و الايمان من قبلهم قال الانصار نعت سخاوة أنفسهم عند ما رأى من ذلك و ايثارهم إياهم و لم يصب الانصار من ذلك الفئ شيء و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن يزيد بن الاصم ان الانصار قالوا يا رسول الله أقسم بيننا و بين اخواننا المهاجرين الارض نصفين قال لا و لكن يكفونكم المؤنة و تقاسمونهم الثمرة و الارض أرضكم قالوا رضينا فانزل الله و الذين تبوؤا الدار و الايمان من قبلهم إلى آخر الآية و أخرج عبد الرزاق و ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن المنذر عن الحسن قال فضل المهاجرين على الانصار فلم يجدوا في صدورهم حاجة قال الحسد و أخرج ابن أبى شيبة و البخارى و ابن مردويه عن عمر انه قال أوصى الخليفة بعدي بالمهاجرين الاولين ان يعرف لهم حقهم و يحفظ لهم حرمتهم و أوصيه بالانصار الذين تبوؤا الدار و الايمان من قبل ان يهاجر النبي صلى الله عليه و سلم ان يقبل من محسنهم و يعفو عن مسيئهم و أخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للمدينة عشرة أسماء هى المدينة و هي طيبة وطا ؟ ة و مسكينة و جابرة و مجبورة و تبدد و يثرب و الدار قوله تعالى ( و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة ) أخرج ابن أبى شيبة و البخارى و مسلم و الترمذى و النسائي و ابن جرير و ابن المنذر و الحاكم و ابن مردويه و البيهقى في الاسماء و الصفات عن أبى هريرة رضى الله عنه قال أتى رجل لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أصابنى الجهد فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيأ فقال ألا رجل يضيف هذا الليلة رحمه الله تعالى فقال رجل من الانصار و في رواية فقال أبو طلحة الانصاري أنا يا رسول الله فذهب به إلى أهله فقال لامرأته اكرمى ضيف رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تدخرين شيأ قالت و الله ما عندي الا قوت الصبية قال فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم و تعالى فاطفئ السراج و نطوى بطوننا الليلة لضيف رسول الله صلى الله عليه و سلم ففعلت ثم غدا الضيف على النبي صلى الله عليه و سلم فقال لقد عجب الله من فلان و فلانة و أنزل الله فيهما و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و أخرج مسدد في مسنده و ابن أبى الدنيا في كتاب قرى الضيف و ابن المنذر عن أبو المتوكل الناجي رضى الله عنه ان رجلا من المسلمين مكث صائما ثلاثة أيام يمسى فلا يجد ما يفطر عليه فيصبح صائما حتى فطن له رجل من الانصار يقال له ثابت بن قيس رضى الله عنه فقال لاهله انى ساجئ الليلة بضيف لي فإذا وضعتم طعامكم فليقم بعضكم إلى السراج كانه يصلحه فليطفئه ثم اضربوا بأيديكم إلى الطعام كانكم تأكلون فلا تأكلوا حتى يشبع ضيفنا فلما أمسي ذهب به فوضعوا طعامهم فقامت إمرأته إلى السراج كانها تصلحه فاطفاته ثم جعلوا يضربون أيديهم في الطعام كانهم يأكلون و لا يأكلون حتى شبع ضيفهم و انما كان طعامهم ذلك خبزة هى قوتهم فلما أصبح ثابت غدا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا ثابت لقد عجب الله البارحة منكم و من ضيفكم فنزلت فيه هذه الآية و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و أخرج الحاكم و صححه و ابن مردويه و البيهقى في شعب الايمان عن ابن عمر رضى الله عنه قال أهدى لرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم رأس شاة فقال ان أخى فلانا و عياله أحوج إلى هذا منا فبعث به إليهم فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى تداولها أهل سبعة أبيات حتى رجعت إلى الاول فنزلت و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و أخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل رضى الله عنه في قوله و لو كان بهم خصاصة قال فاقة قوله تعالى




/ 62