و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه و البيهقى و أبو نعيم معا في الدلائل عن على قال بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم انا و الزبير و المقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فان بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فائتوني به فخرجنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا اخرجى الكتاب قالت ما معي كتاب قلنا لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب فاخرجته من عقاصها فاتينا به النبي صلى الله عليه و سلم فإذا فيه من حاطب بن ابى بلتعة إلى أناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض امر النبي صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما هذا يا حاطب قال لا تعجل على يا رسول الله انى كنت امرأ ملصقا من قريش و لم اكن من أنفسها و كان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم و أموالهم بمكة فأحببت اذ فاتني ذلك من النسب فيهم ان اصطنع إليهم بدا يحمون بها قرابتى و ما فعلت ذلك كفرا و لا ارتدادا عن ديني فقال النبي صلى الله عليه و سلم صدق فقال عمر دعني يا رسول الله فاضرب عنقه فقال انه شهد بدرا و ما يدريك لعل الله إطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم و نزلت فيه يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي و عدوكم أوليآء تلقون إليهم بالمودة و أخرج أبو يعلى و ابن المنذر من طريق الحارث عن على قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم ان يأتى مكة أسر إلى ناس من اصحابه انه يريد الدخول إلى مكة منهم حاطب بن ابى بلتعة و أفشى في الناس انه يريد خيبر فكتب حاطب إلى أهل مكة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم يريدكم فاخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فبعثني انا و من معي فقال ائتوا روضة خاخ فذكر له ما تقدم فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي و عدوكم الآية و أخرج ابن المنذر من طريق قتادة و ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه في الآية قال لما أراد النبي صلى الله عليه و سلم السيرورة من الحديبية إلى مشركى قريش كتب إليهم حاطب بن أبى بلتعة يحذرهم فاطلع الله نبيه على ذلك فوجد الكتاب مع إمرأة في قرن من رأسها فقال له ما حملك على الذي صنعت قال أما و الله ما اتيت في أمر الله و لا شككت فيه و لكنه كان لي بها أهل و مال فاردت مصانعة قريش و كان حليفا لهم و لم يكن منهم فانزل الله فيه القرآن يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي و عدوكم الآية و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يا أيها لذين آمنوا لا تتخذوا عدوي و عدوكم الآية قال نزلت في رجل كان مع النبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة من قريش كتب إلى أهله و عشيرته بمكة يخبرهم و ينذرهم ان رسول الله صلى الله عليه و سلم سائر إليهم فاخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم بصحيفته فبعث على بن أبى طالب رضى الله عنه فاتاه بها و أخرج أبو يعلى و الحاكم و صححه و ابن مردويه و الضياء في المختارة عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال كتب حاطب بن أبى بلتعة إلى المشركين بكتاب فجئ به إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا حاطب ما دعاك إلى ما صنعت قال يا رسول الله كان أهلى فيهم فخشيت أن يصرموا عليهم فقلت أكتب كتابا لا يضر الله و رسوله فقلت اضرب عنقه يا رسول الله فقد كفر فقال و ما يدريك يا ابن الخطاب ان يكون الله إطلع على أهل هذه العصابة من أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم و أخرج ابن مردويه من طريق ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن حاطب بن أبى بلتعة و حاطب رجل من أهل اليمن كان حليفا للزبير بن العوام من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قد شهد بدرا و كان بنوه و إخوته بمكة فكتب حاطب و هو مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة إلى كفار قريش بكتاب ينتصح لهم فيه فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا و الزبير فقال لهما انطلقا حتى تدركا إمرأة معها كتاب فخذا الكتاب فائتيانى به فانطلقا حتى أدركا المرأة بحليفة بني أحمد و هي من المدينة على قريب من اثنى عشر ميلا فقالا لها أعطينا الكتاب الذي معك قالت ليس معي كتاب قالا كذبت قد حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ان معك كتابا و الله لتعطين الكتاب الذي معك أو لا نترك عليك ثوبا الا التمسنا فيه قالت أو لستم بناس مسلمين قالا بلى و لكن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد حدثنا ان معك كتابا حتى اذ ظنت انهما ملتمسان كل ثوب معها حلت عقاصها فاخرجت لهما الكتاب من بين قرون رأسها كانت قد اعتقصت عليه فاتيا رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا هو كتاب من حاطب بن أبى بلتعة إلى أهل مكة فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم حاطبا قال أنت كتبت هذا الكتاب قال نعم قال فما حملك على أن تكتب به قال حاطب أما و الله ما ارتبت منذ أسلمت في الله عز و جل و لكني كنت امر أ غريبا فيكم أيها الحى من قريش
(204)
و كان لي بنون و اخوة بمكة فكتبت إلى كفار قريش بهذا الكتاب لكي أدفع عنهم فقال عمر ائذن لي يا رسول الله أضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم دعه فانه قد شهد بدرا وانك لا تدري لعل الله إطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فانى غافر لكم ما عملتم فانزل الله في ذلك يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي و عدوكم أوليآء تلقون إليهم بالمودة حتى بلغ لقد كان لكم في رضى رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و أخرجه عبد الرزاق و عبد بن حميد عن عروة مرسلا و أخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال أمن رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس يوم الفتح الا أربعة عبد الله بن خطل و مقيس بن صبابة و عبد الله بن سعد بن أبى سرح وأم سارة فذكر الحديث قال و أما ام سارة فانها كانت مولاة لقريش فاتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فشكت اليه الحاجة فأعطاها شيا ثم أتاها رجل فبعث معها بكتاب إلى أهل مكة يتقرب بذلك إليهم لحفظ عياله و كان له بها عيال فاخبر جبريل النبي صلى الله عليه و سلم بذلك فبعث في أثرها عمر بن الخطاب و على بن أبى طالب رضى الله عنهما فلقياها في الطريق ففتشاها فلم يقدرا على شيء معها فاقبلا راجعين ثم قال أحدهما لصاحبه و الله ما كذبنا و لا كذبنا ارجع بنا إليها فرجعا إليها فسلا سيفهما فقالا و الله لنذيقنك الموت أو لتعدفعن إلينا الكتاب فانكرت ثم قالت أدفعه إليكما على أن لا ترد انى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقبلا ذلك منها فحلت عقاص أرسها فاخرجت الكتاب من قرن من قرونها فدفعته إليهما فرجعا به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فدفعاه اليه فدعا الرجل فقال ما هذا الكتاب فقال أخبرك يا رسول الله انه ليس من رجل ممن معك الا و له بمكة من يحفظ عياله فكتبت بهذا الكتاب ليكونوا لي في عيالي فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي و عدوكم أوليآء الاية و أخرج عبد بن حميد عن الحسن قال كتب حاطب بن أبى بلتعة إلى المشركين كتابا يذكر فيه مسير النبي صلى الله عليه و سلم فبعث به مع إمرأة فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم في طلبها فاخذ الكتاب منها فجئ به إلى النبي صلى الله عليه و سلم فدعا حاطبا فقال أنت كتبت هذا الكتاب قال نعم يا رسول الله أما و الله انى لمؤمن بالله و برسوله و ما كفرت منذ أسلمت و لا شككت منذ استيقنت و لكني كنت أمرأ لا نسب لي في القوم انما كنت حليفهم و في أيديهم من أهلى ما قد علمت فكتبت إليهم بشيء قد علمت أن لن يغنى عنهم من الله شيأ أراده أن أدرأ به عن أهلى و ما لي فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله خل عني و عن عدو الله هذا المنافق فاضرب عنقه فنظر اليه رسول الله صلى الله عليه و سلم نظرا عرف عمر انه قد غضب ثم قال ويحك يا عمر بن الخطاب و ما يدريك لعل الله قد اظلع على أهل موطن من مواطن الخير فقال للملائكة اشهدوا انى قد غفرت لاعبدى هؤلاء فليعملوا ما شاؤوا قال عمر الله و رسوله أعلم قال انهم أهل بدر فاجتنب أهل بدر انهم أهل بدر فاجتنب أهل بدر انهم أهل بدر فاجتنب أهل بدر و أخرج أحمد و عبد بن حميد عن جابر ان حاطب بن أبى بلتعة كتب إلى أهل مكة يذكر أن النبي صلى الله عليه و سلم أراد غزوهم فدل النبي صلى الله عليه و سلم على المرأة التي معها الكتاب فأرسل إليها فاخذ كتابها من رأسها فقال يا حاطب أفعلت قال نعم أما انى لم أفعل غشا لرسول الله صلى الله عليه و سلم و لا نفاقا قد علمت ان الله مظهر رسوله و متم له انى كنت غريبا بين ظهرانيهم و كانت و الدنى معهم فاردت ان أخدمها عندهم فقال له عمر الا أضرب رأس هذا قال أ تقتل رجلا من أهل بدر و ما يدريك لعل الله قد إطلع على أهل بدر و قال اعملوا ما شئتم و اخرج عبد بن حميد و مسلم و الترمذى و النسائي عن جابر ان عبد الحاطب بن ابى بلعتة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليشتكى حاطبا فقال يا رسول الله ليدخلن حاطب النار فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كذبت لا يدخلها فانه قد شهد بدرا و الحديبية و أخرج ابن مردويه عن سعيد بن جبير قال اسم الذي أنزلت فيه يا أيها آمنوا لا تتخذوا عدوي و عدوكم أوليآء حاطب ابن ابى بلتعة و اخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا ان حاطب بن ابى بلتعة كتب إلى أهل مكة يحذرهم سيرورة رسول الله صلى الله عليه و سلم زمن الحديبية فاطلع الله نبيه على ذلك فقال له نبى الله ما حملك على الذي صنعت قال اما و الله ما شككت في أمري و لا ارتبت فيه و لكن كان لي هناك مال و أهل فاردت مصائعة قريش على أهلى و ما لي و ذكر لنا انه كان حليفا لقريش و لم يكن من أنفسهم فانزل الله القرآن و قال ان يثقفوكم يكونوا لكم أعداء و يبسطوا إليكم أيديهم و ألسنتهم بالسوء إلى قوله قد كانت لكم اسوة حسنة في إبراهيم و الذين معه الا قول
(205)
إبراهيم لابيه لاستغفرن لك قال يقول فلانا سوا في ذلك فانها كانت موعدة وعدها إياه ربنا لا تجعلنا فتنة للدين كفروا يقول لا تظهرهم علينا ففتنوا بذلك يرون انهم انما ظهروا لانهم أولى بالحق منا و اخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله لا تتخذوا عدوي و عدوكم أوليآء إلى قوله بما تعملون بصير قال في مكاتبة حاطب بن ابى بلتعة و من معه إلى كفار قريش يحذرونهم و فى قوله الا قول إبراهيم لابيه قال نهوا ان ياتسوا باستغفار إبراهيم لابيه فيستغفروا للمشركين و في قوله ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا قال لا تعذبنا بأيديهم و لا تعذب من عبدك فيقولوا لو كان هؤلاء على حق ما أصابهم هذا و أخرج ابن المنذر و الحاكم و صححه من طريق مجاهد عن ابن عباس لا تتخذوا عدوي و عدوكم أوليآء إلى قوله بصير في مكاتبة حاطب بن ابى بلتعة و من معه إلى كفار قريش يحذرونهم و قوله الاقوال إبراهيم لابيه لاستغفرن لك نهوا ان يتأسوا باستغفار إبراهيم لابيه و قوله ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا لا تعذبنا بأيديهم و لا بعذاب من عندك فيقولون لو كان هؤلاء على الحق ما أصابهم هذا و أخرج ابن المنذر و ابن ابى حاتم و الحاكم و صححه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس لقد كان لكم اسوة حسنة قال في صنع إبراهيم كله الا في الاستغفار لابيه لا يستغفر له و هو مشرك و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لا تجعلنا فتنة للذين كفروا يقول لا تسلطهم علينا فيفتنونا قوله تعالى ( عسى الله ان يجعل ) الآية أخرج ابن أبى حاتم عن ابن شهاب ان رسول الله صلى الله عليه و سلم استعمل ابا سفيان بن حرب على بعض اليمن فلما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم اقبل فلقى ذا الخمار مرتدا فقاتله فكان أول من قاتل في الردة و جاهد عن الدين قال ابن شهاب و هو فيمن أنزل الله فيه عسى الله ان يجعل بينكم و بين الذين عاديتم منهم مودة و أخرج ابن مردويه عن ابن شهاب عن ابى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة قال أول من قاتل أهل الردة على اقامة دين الله أبو سفيان بن حرب و فيه نزلت هذه الآية عسى الله ان يجعل بينكم و بين الذين عاديتم منهم مودة و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن عدى و ابن مردويه و البيهقى في الدلائل و ابن عساكر من طريق الكلبي عن ابى صالح عن ابن عباس في قوله عسى الله ان يجعل بينكم و بين الذين عاديتم منهم مودة قال كانت المودة التي جعل الله بينهم تزويج النبي صلى الله عليه و سلم ام حبيبة بنت ابى سفيان فصارت ام المؤمنين و صار معاوية خال المؤمنين و اخرج ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس عسى الله ان يجعل بينكم و بين الذين عاديتم منهم مودة قال نزلت في تزويج النبي صلى الله عليه و سلم ابنته ام حبيبة فكانت هذه مودة بينه و بينه قوله تعالى ( لا ينهاكم الله ) الآية أخرج الطيالسي و أحمد و البزار و أبو يعلى و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و النحاس في تاريخه و الحاكم و صححه و الطبراني و ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال ؟ دمت قتيلة بنت عبد العزي على ابنتها أسماء بنت أبى بكر بهذا يا ضباب و اقط و سمن و هي مشركة فابت أسماء ان تقبل هديتها أو تدخلها بيتها حتى أرسلت إلى عائشة ان سلى عن هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فسالته فانزل الله لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين إلى آخر الآية فامرها ان تقبل هديتها و تدخلها بيتها و أخرج البخارى و ابن المنذر و النحاس و البيهقى في شعب الايمان عن أسماء بنت أبى بكر قالت أتتنى أمى راغبة و هي مشركة في عهد قريش اذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فسألت النبي صلى الله عليه و سلم أصلها فانزل الله لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين فقال نعم صلى أمك و أخرج أبو داود في تاريخه و ابن المنذر عن قتادة لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين نسختها اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد في قوله لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين قال ان تستغفروا لهم و تبروهم و تقسطوا إليهم هم الذين آمنوا بمكة و لم يهاجروا و أخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين قال كفار أهل مكة قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات ) الآية أخرج البخارى عن المسور بن مخرمة و مروان ابن الحكم ان رسول الله صلى الله عليه و سلم لما عاهد كفار قريش يوم الحديبية جاءه نساء مؤمنات فانزل الله يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات حتى بلغ و لا تمسكوا بعصم الكوافر فطلق عمر يومئذ إمرأتين كانتا له في الشرك و أخرج البخارى و أبو داود في ناسخه و البيهقى في السنن عن مروان بن الحكم و المسور بن مخرمة قالا لما
(206)
كاتب رسول الله صلى الله عليه و سلم سهيل بن عمر و على قضية المدة يوم الحديبية كان مما اشترط سهيل ان لا يأتيك منا أحد و ان كان على دينك الا رددته إلينا فرد رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا جندل بن سهيل و لم يأت رسول الله صلى الله عليه و سلم أحد من الرجال الا رده في تلك المدة و ان كان مسلما ثم جاء المؤمنات مهاجرات و كانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط ممن خرج إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و هي عاتق فجاء أهلها يسالون رسول الله صلى الله عليه و سلم ان يرجعها إليهم حتى أنزل الله في المؤمنات ما أنزل و أخرج الطبراني و ابن مردويه بسند ضعيف عن عبد الله بن أبى أحمد رضى الله عنه قال هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط في الهدنة فخرج أخواها عمارة و الوليد حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه و سلم و كلماء في أم كلثوم ان يردها إليهما فنقض الله العهد بينه و بين المشركين خاصة في النساء و منعهن ان يرددن إلى المشركين و أنزل الله آية الامتحان و أخرج ابن دريد في أمالية حدثنا أبو الفضل الرياشي عن ابن أبى رجاء عن الواقدي قال فخرجت أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط بآيات نزلت فيها قالت فكنت أول من هاجر إلى المدينة فلما قدمت قدم أخى الوليد على فنسخ الله العقد بين النبي صلى الله عليه و سلم و بين المشركين في شأني و نزلت فلا ترجعوهن إلى الكفار ثم أنكحني النبي صلى الله عليه و سلم زيد بن حارثة فقلت أتزوجنى بمولاك فانزل الله و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم ثم قتل زيد فأرسل إلى الزبير احبسنى على نفسك قلت نعم فنزلت و لا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء و أخرج ابن سعد عن ابن شهاب رضى الله عنه قال كان المشركون قد شرطوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية ان من جاء من قبلنا و ان كان على دينك رددته إلينا و من جاءنا من قبلك لم تردده إليك فكان يرد إليهم من جاء من قبلهم يدخل في دينه فلما جاءت أم كلثوم بنت عقبة بن ابى معيط مهاجرة جاء أخواها يريد ان يخرجاها و يردا ها إليهم فانزل الله يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات الآية إلى قوله و ليسألوا ما أنفقوا قال هو الصداق و انفاتكم شيء من أزواجكم الآية قال هى المرأة تسلم فيرد المسلمون صداقها إلى الكفار و ما طلق المسلمون من نساء الكفار عندهم فعليهم ان يردوا صداقهن إلى المسلمين فان أمسكوا صداقا من صداق المسلمين مما فارقوا من نساء الكفار أمسك المسلمون صداق المسلمات اللاتي جئن من قبلهم و أخرج ابن اسحق و ابن سعد و ابن المنذر عن عروة بن الزبير رضى الله عنه انه سئل عن هذه الآية فكتب ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان صالح قريشا يوم الحديبية على ان يرد على قريش من جاء فلما هاجر النساء أبى الله ان يرددن إلى المشركين إذا هن امتحن بممعنة الاسلام فعرفوا انهن انما جئن رغبة فيهن و أمر يرد صداقهن إليهم إذا حبس عنهم و انهم يرودا على المسلمين صدقات من حبسوا عنهم من نسائهم ثم قال ذلك حكم الله يحكم بينكم فامسك رسول الله صلى الله عليه و سلم النساء ورد الرجال و لو لا الذي حكم الله به من هذا الحكم رد النساء كما رد الرجال و لو لا الهدنة و العهد أمسك النساء و لم يرد لهن صداقا و أخرج الفريابي و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن مجاهد في قوله إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن قال سلوهن ما جاء بهن فان كان جاء بهن غضب على أزواجهن أو غيرة أو سخط و لم يؤمن فارجعوهن إلى أزواجهن و ان كن مؤمنات بالله فامسكوهن و آتوهن أجورهن من صدقتهن و انكحوهن ان شئتم و أصدقوهن و في قوله و لا تمسكوا بعصم الكوافر قال أمر أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم بطلاق نساءهن كوافر بمكة قعدن مع الكفار و اسألوا ما أنفقتم و ليسالوا ما أنفقوا قال ما ذهب من أزواج أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم إلى الكفار فليعطهم الكفار صدقاتهن و ليمسكوهن و ما ذهب من أزواج الكفار إلى أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم كمثل ذلك هذا في صلح كان بين قريش و بين محمد صلى الله عليه و سلم و ان فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار الذين ليس بينكم و بينهم عهد فعاقبتم أصبتم مغنما من قريش أو غيرهم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا صدقاتهن عوضا و أخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه قال خرجت إمرأة مهاجرة إلى المدينة فقيل لها ما أخرجك بغضك لزوجك أم أردت الله و رسوله قالت بل الله و رسوله فانزل الله فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار فان تزوجها رجل من المسلمين فليرد إلى زوجها الاول ما أنفق عليها و أخرج عبد بن حميد و أبو داود في ناسخه و ابن جرير
(207)
و ابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات قال هذا حكم حكمه الله بين أهل الهدى و أهل الضلالة فامتحنوهن قال كانت محنتهن ان يحلفن بالله ما خرجن لنشوز و لا خرجن الا حبا للاسلام و حرصا عليه فإذا فعلن ذلك قبل منهن و في قوله و اسألوا ما أنفقتم و ليسالوا ما أنفقوا قال كن إذا فررن من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم إلى الكفار الذين بينهم و بين النبي صلى الله عليه و سلم عهد فتزوجن بعثوا بمهورهن إلى أزواجهن من المسلمين و إذا فررن من المشركين الذين بينهم و بين النبي عهد فنكحوهن بعثوا بمهورهن إلى أزواجهن من المشركين فكان هذا بين أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و بين أصحاب العهد من الكفار و في قوله و ان فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم يقول إلى كفار قريش ليس بينهم و بين أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم عهد ياخذونهم به فعاقبتم و هي الغنيمة إذا غنموا بعد ذلك ثم نسخ هذا الحكم و هذا العهد في براءة فنبذا إلى كل ذي عهد عهده و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن إلى قوله عليم حكيم قال كان امتحانهن ان يشهدن ان لا اله الا الله و ان محمدا عبده و رسوله فإذا علموا ان ذلك حق منهن لم يرجعوهن إلى الكفار و أعطى بعلها في الكفار الذين عقد لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم صداقه الذي أصدقها و أحلهن للمؤمنين إذا آتوهن أجوهن و نهى المؤمنين ان يدعوا المهاجرات من أجل نسائهم في الكفار و كانت محنة النساء ان رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال قل لهن ان رسول الله صلى الله عليه و سلم بايعكن على ان لا تشركن بالله شيأ و كانت هند بنت عتبة بن ربيعة التي شقت بطن حمزة متنكرة في النساء فقالت انى ان أتكلم يعرفنى و ان عرفني قتلنى و انما تنكرت فرقا من رسول الله صلى الله عليه و سلم فسكت النسوة التي مع هند و أبين ان يتكلمن فقالت هند و هي متنكرة كيف يقبل من النساء شيأ لم يقبله من الرجال فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال لعمر رضى الله عنه قل لهن و لا يسرقن قالت هند و الله انى لاصيب من أبى سفيان الهنة ما أدري أيحلهن أم لا قال أبو سفيان ما أصبت من شيء مضى أو ققد بقي فهو لك حلال فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم و عرفها فدعاها فاتته فاخذت بيده فعاذت به فقال أنت هند فقالت عفا الله عما سلف فصرف عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم و في قوله و ان فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم الآية يعنى ان لحقت إمرأة من المهاجرين بالكفار أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم ان يعطى من الغنيمة مثل ما أنفق و أخرج ابن مردويه عن ابن شهاب رضى الله عنه قال بلغنا ان الممتحنة أنزلت في المدة التي ماد فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم كفار قريش من أجل العهد الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه و سلم و بين كفار قريش في المدة فكان يرد على كفار قريش ما أنفقوا على نسائهم اللاتي يسلمن و يهاجرن و بعواتهن كفار و لو كانوا حربا ليست بين رسول الله صلى الله عليه و سلم و بينهم مدة عهد لم يردوا إليهم شيأ مما أنفقوا و قد حكم الله للمؤمنين على أهل المدة من الكفار بمثل ذلك الحكم قال الله و لا تمسكوا بعصم الكوافر و سالوا ما أنفقتم و ليسالوا ما أنفقوا ذلكم حكم الله يحكم بينكم و الله عليم حكيم فطلق عمر بن الخطاب رضى الله عنه إمرأته بنت أبى أمية بن المغيرة من بني مخزوم فتزوجها معاوية بن أبى سفيان و بنت جرول من خزاعة فزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم لابى جهم بن حذيفة العدوى و جعل ذلك حكما حكم به بين المؤمنين و بين المشركين في مدة العهد التي كانت بينهم فأقر المؤمنون بحكم الله فادوا ما أمروا به من نفقات المشركين التي أنفقوا على نسائهم و أبى المشركون ان يقروا بحكم الله فيما فرض عليهم من أداه نفقات المسلمين فقال الله و ان فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا و اتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون فإذا ذهبت بعد هذه الآية إمرأة من أزواج المؤمنين إلى المشركين رد المؤمنون إلى أزواجها النفقة التي أنفق عليها من العقب الذي بأيديهم الذي أمروا ان يردوه إلى المشركين من نفقاتهم التي أنفقوا على أزواجهن اللاتي آمن و هاجرن ثم ردوا إلى المشركين فضلا ان كان لهم و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه و لا تمسكوا بعصم الكوافر قال الرجل تلحق إمرأته بدار الحرب فلا يعتد بها من نسائه و أخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير رضى الله عنه مثله و أخرج عبد بن حميد عن
(208)
عامر الشعبي رضى الله عنه قال كانت زينب إمرأة ابن مسعود من الذين قالوا له و اسألوا ما أنفقتم و ليسالوا ما أنفقوا و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه و ان فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم ان إمرأة من أهل مكه أتت المسلمين فعوضوا زوجها و ان إمرأة من المسلمين أتت المشركين فعوضوا زوجها و ان إمرأة من المسلمين ذهبت إلى من ليس له عهد من المشركين فعاقبتم فاصبتم غنيمة فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا يقول آتوا زوجها من الغنيمة مثل مهرها و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال خرج سهيل بن عمر و فقال رجل من أصحابه يا رسول الله ألسنا على حق و هم على باطل قال بلى قال فما بال من أسلم منهم رد إليهم و من اتبعهم منا نرده إليهم قال أما من أسلم منهم فعرف الله منه الصدق أنجاه و من رجع منا سلم الله منه قال و نزلت سورة الممتحنة بعد ذلك الصلح و كانت من أسلم من نسائهم فسئلت ما أخرجك فان كانت خرجت فرارا من زوجها و رغبة عنه ردت و ان كانت خرجت رغبة في الاسلام أمسكت ورد على زوجها مثل ما أنفق و أخرج ابن أبى حاتم عن يزيد بن أبى حبيب رضى الله عنه انه بلغه انه نزلت يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات الآية في إمرأة أبى حسان بن الدحداحة و هي أميمة بنت بسر إمرأة من بني عمرو بن عوف و ان سهل بن حنيف تزوجها حين فرت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فولدت له عبد الله بن سهل و أخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل رضى الله عنه قال كان بين رسول الله صلى الله عليه و سلم و بين أهل مكة عهد شرط في ان يرد النساء فجاءت إمرأة تسمى سعيدة و كانت تحت صيفي بن الراهب و هو مشرك من أهل مكه و طلبوا ردها فانزل الله إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات الآية و أخرج عبد بن حميد و أبو داود في ناسخه و ابن جرير و ابن المنذر عن الزهرى رضى الله عنه قال نزلت هذه الآية و هم بالحديبية لما جاء النساء أمره ان يرد الصداق إلى أزواجهن و حكم على المشركين مثل ذلك إذا جاءتهم إمرأة من المسلمين ان يردوا الصدق إلى زوجها فاما المؤمنون فاقروا بحكم الله و أما المشركون فابوا ان يقروا فانزل الله و ان فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار إلى قوله مثل ما أنفقوا فامر المؤمنون إذا ذهبت إمرأة من المسلمين و لها زوج من المسلمين ان يرد اليه المسلمون صداق إمرأته مما أمروا ان يردوا على المشركين و أخرج سعيد بن منصور و ابن المنذر عن إبراهيم النخعي رضى الله عنه في قوله إذا جاءكم المؤمنات الآية قال كان بينهم و بين رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد و كانت المرأة إذا جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم امتحنوها ثم يردون على زوجها ما أنفق عليها فان لحقت إمرأة من المسلمين بالمشركين فغنم المسلمون ردوا على صاحبها ما أنفق عليها قال الشعبي ما رضى المشركون بشيء ما رضوا بهذه الآية و قالوا هذا النصف و أخرج ابن أبى اسامة و البزار و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه بسند حسن عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن و لفظ ابن المنذر انه سئل بم كان النبي صلى الله عليه و سلم يمتحن النساء قال كانت المرأة إذا جاءت النبي صلى الله عليه و سلم حلفها عمر رضى الله عنه بالله ما خرجت رغبة بأرض عن أرض و بالله ما خرجت من بغض زوج و بالله ما خرجت التماس دنيا و بالله ما خرجت الا حبا لله و رسوله و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه قال يقال لها ما جاء بك عشق رجل منا و لا فرار من زوجك ما خرجت الا حبا لله و رسوله و أخرج ابن منيع من طريق الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أسلم عمر بن الخطاب و تأخرت إمرأته في المشركين فانزل الله و لا تمسكوا بعصم الكوافر و أخرج الطبراني و أبو نعيم و ابن عساكر عن يزيد بن الاخنس رضى الله عنه انه لما أسلم أسلم معه جميع أهله الا إمرأة واحدة أبت ان تسلم فانزل الله و لا تمسكوا بعصم الكوافر فقيل له قد أنزل الله انه فرق بينها و بين زوجها لا ان تسلم فضرب لها أجل سنة فلما مضت السنة الا يوما جلست تنظر الشمس حتى إذا دنت للغروب أسلمت و أخرج ابن أبى حاتم عن طلحة رضى الله عنه قال لما نزلت و لا تمسكوا بعصم الكوافر طلقت إمرأتي اروى بنت ربيعة و طلق عمر قريبة بنت أبى أمية وأم كلثوم بنت جرول الخزاعية و أخرج سعيد بن منصور و ابن المنذر عن إبراهيم النخعي رضى الله عنه في قوله و لا تمسكوا بعصم الكوافر قال نزلت في المرأة من المسلمين تلحق بالمشركين فتكفر فلا يمسك زوجها بعصمتها قد بري منها و أخرج ابن أبى حاتم عن الحسن
(209)
في قوله و ان فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار قال نزلت في إمرأة الحكم بنت أبى سفيان ارتدت فتزوجها رجل ثقفي و لم و الفور إمرأة من قريش غيرها فاسلمت مع ثقيف حين أسلموا و أخرج أبو داود في ناسخه و ابن المنذر عن ابن جريج فامتحنوهن الآية قال سألت عطاء عن هذه الآية تعلمها قال لا قوله تعالى ( يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك ) الآية أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و البخارى و ابن ماجه و ابن المنذر و ابن مردويه عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يمتحن من هاجر اليه من المؤمنات بهذه الآية يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك إلى قوله غفور رحيم فمن أقرت بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم قد بايعتك كلاما و لا و الله ما مست يده يد إمرأة قط في المبايعة ما بايعهن الا بقوله قد بايعتك على ذلك و أخرج عبد الرزاق و سعيد بن منصور و عبد بن حميد و ابن سعد و أحمد و الترمذى و صححه و النسائي و ابن ماجه و ابن جرير و ابن المنذر و ابن مردويه عن أميمة بنت رقيقة قالت أتيت النبي صلى الله عليه و سلم في نساء لنبايعه فاخذ علينا ما في القرآن ان لا نشرك بالله شيأ حتى بلغ و لا يعصينك في معروف فقال فيما استطعتن و أطقتن قلنا الله و رسوله ارحم بنا من أنفسنا يا رسول الله الا تصافحنا قال انى لا أصافح النساء انما قولى لمائة إمرأة كقولي لامرأة واحدة و أخرج أحمد و ابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضى الله عنه قال جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم تبايعه على الاسلام فقال أبايعك على أن لا تشركى بالله شيأ و لا تسرقى و لا تزنى و لا تقتلى ولدك و لا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك و رجليك و لا تبرجى تبرج الجاهلية الاولى و أخرج ابن سعد و أحمد و ابن مردويه عن سليمي بنت قيس رضى الله عنها قالت جئت رسول الله صلى الله عليه و سلم أبايعه على الاسلام في نسوة من الانصار فلما شرط علينا ان لا نشرك بالله شيا و لا نسرق و لا نزنى و لا نقتل أولادنا و لا ناتى ببهتان نفتريه بين أيدينا و أرجلنا و لا نعصيه في معروف و لا تغششن أزواجكن فبايعناه ثم انصرفنا فقلت لامرأه ارجعى فاساليه ما غش أزواجنا فسالته فقال تأخذ ماله فتحابى غيره به و أخرج عبد بن حميد و ابن مردويه و البخارى و مسلم و النسائي و ابن المنذر عن عبادة بن الصامت قال كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال بايعوني على ان لا تشركوا بالله شيا و لا تسرقوا و لا تزنوا و قرأ آية النساء فمن و في منكم فاجره على الله و من أصاب من ذلك شيا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له و من أصاب من ذلك شيا فستره الله فهو إلى الله ان شاء عد به و ان شاء غفر له و أخرج البخارى و مسلم و ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال شهدت الصلاة يوم الفطر مع النبي صلى الله عليه و سلم فنزل فاقبل حتى أتى النساء فقال يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ان لا يشركن بالله شيا و لا يسرقن و لا يزنين حتى فرغ من الآية كلها ثم قال حين فرغ أنتن على ذلك قالت إمرأة نعم و أخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل رضى الله عنه قال أنزلت هذه الآية يوم الفتح فبايع رسول الله صلى الله عليه و سلم الرجال على الصفار عمر يبايع النساء تحتها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و أخرج أحمد و ابن سعد و أبو داود و أبو يعلى و عبد بن حميد و ابن مردويه و البيهقى في الشعب عن إسمعيل بن عبد الرحمن بن عطية عن جدته أم عطية رضى الله عنها قالت لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة جمع نساء الانصار في بيت فأرسل إليهن عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقام على الباب فسلم فقال أنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إليكن تبايعن على ان لا تشركن بالله شيا و لا تسرقن و لا تزنين لآية قلنا نعم فمد يده من خارج البيت و مددنا أيدينا من داخل البيت قال إسمعيل فسالت جدتي عن قوله تعالى و لا يعصينك في معروف قالت نهانا عن النياحة و أخرج سعيد بن منصور و ابن سعد و أحمد و ابن مردويه عن أسماء بنت يزيد رضى الله عنها قالت بايعت النبي صلى الله عليه و سلم في نسوة فقال انى لا أصافحكن و لكن آخذ عليكن ما أخذ الله و أخرج سعيد بن منصور و ابن سعد عن الشعبي رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبايع النساء و وضع على يده ثوبا فلما كان بعد كان يخبر النساء فيقرأ عليهن هذه الآية يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ان لا يشركن بالله شيا و لا يسرقن و لا يزنين و لا يقتلن أولادهن فإذا أقررن قال قد بايعتكن حتى جاءت هند إمرأة أبى سفيان فلما قال و لا يزنين قالت أو تزنى الحرة لقد كنا نستحى من ذلك في الجاهلية فكيف بالاسلام فقال و لا يقتلن أولادهن قالت أنت قتلت آباءهم و توصينا