وبطبيعة الحال ، فان ركون النظام الى القهر الاجتماعي ناتج اساسا من عجزة في سد واشباع حاجات الفرد اشباعا يتناسب مع كرامة الانسان وحقه في العيش الكريم الرغيد . ولا ريب ان الاغنياء المتسلطين على رأس المال ، والحكام المتسلقين على اكتاف الناس لا يريدون للفقراء نفض غبار الفقر عن اسمالهم البالية ، والنهوض الى طبقة اجتماعية ارفع وارقى . فلكي يبقى اصحاب الرأسمال في مواقعهم الاجتماعية والاقتصادية ، فانهم يسلطون على الفقراء من يظلمهم اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا . ولذلك يشكل الانحراف ظاهرة رفض خطيرة ضد النظام الاجتماعي القائم على اساس الظلم انعدام العدالة الاجتماعية .ومع ان نظرية القهر الاجتماعي تتقدم تحليلاً وجيها لمنشأ الانحراف الا انها تتجاهل الانحراف الناتج عن الاضطرابات العقلية والامراض النفسية . وتفشل هذه النظرية ايضا في الاجابة على تساؤلات كثيرة منها : لماذا يميل بعض افراد الاطبقة الرأسمالية الغنية الى الاجرام ، كالقتل والاعتداء والاغتصاب ، في حين انهم يملكون كل وسائل الثروة والمنزلة الاجتماعية ؟ ولماذا يستخدم بعض الاغنياء طرق الرشوة والاحتيال لجمع اقصى ما يمكن جمعه من الاموال مع انتفاء ظاهرة القهر الاجتماعي عنهم ؟ ولماذا يقبل بعض الفقراء القهر الاجتماعي وينحرف اخرون عن القوانين التي اقرها النظام الاجتماعي ؟ بل من الذي يحدد الانحراف ومن الذي يحدد الاستقامة في النظام الاجتماعي ؟ ومع ان هذه النظرية لا تجيب على هذه التساؤلات الا