وتبني هذه النظرية رأيها على فكرة مهمة لم تتطرق اليها النظريات الاجتماعية السابقة . فتقول ان الانحراف الاجتماعي ناتج من نجاح مجموعة من الافراد بالاشارة الى افراد آخرين بانهم منحرفون . فاذا الصقت الطبقة الرأسمالية المسيطرة في اروبا مثلاً فكرة « التخلف » بالافارقة ، وكرروها في وسائلهم الاعلامية ، اصبح الافارقة جميعاً متخلفين في المرآة الاجتماعية الأوروبية ، واذا الصقت نفس الطبقة فكرة « التحضر » على الشعب الامريكي ، اصبح الامريكان متحضرين في نفس المرآة الاجتماعية الاوروبية حتى لو كان الواقع عكس ذلك . وتستد فكرة الانحراف التي تؤمن بها هذه النظرية ، على فرضية الصراع الاجتماعي بين الافراد ومحاولة اتهام بعضهم البعض بالحيود عن المجرى العام للسلوك الاجتماعي .
وتقسم هذه النظرية الانحراف الى قسمين :
الاول : الانحراف المستور ، وهو الانحراف الذي يرتكبه اغلب الافراد في فترة ما من فترات حياتهم ، ويبقى مستوراً دون ان يكتشفه احد . فقد يسرق الطفل مالاً من ابيه ، ولكنه يتحول بعد البلوغ الى فرد معتدل في حياته الاجتماعية اللاحقة . وقد يتحايل فرد ثري مرة واحدة على دفع الضريبة الحكومية ، ولكن سلوكه العام سلوك مقبول من الناحية الاجتماعية . وقد يحدث فرد نفسه بانحراف فكري ، ولكنه سرعان ما يعود الى رشده ويبقى سلوه الاجتماعي مستقيماً .والثاني : الانحراف الظاهر ، فعندما يتهم نفس هؤلاء الافراد بالانحراف